مدخلك إلى معرفة الخالق
لا إله إلا الله.. مدخلك إلى معرفة الخالق
لو عشت بمعنى لا إله إلا الله «كأنك تراه».. ستجد لسانك وقلبك يهتف: «أنا بحبك يارب»، كل شيء بدون الله عدم معتم مظلم.. ولولا نور الله لما كان الوجود، المعرفة بالله مكلفة.. مسئولية وعبادات وحرام وحلال.. والملحد يريد أن يعيش بلا تكليف، انظر إلى جمال تجليات الله على الكون.. وقل: الله على من أبدع هذا الجمال.
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الله تجلت أسماؤه له 99 اسماً، هي أسماؤه الحسنى، التي تدل على صفاته، لكن اسماً واحداً منها هو (الله) يدل على كل أسمائه، مضيفاً: «فإذا قلت يا الله فمعناه: يا رحيم – يا ودود – يا عظيم – اسم الله «علم على ذات الله»، يشير إلى كل أسمائه، اسم يجمع صفات الله من جلال وكمال وجمال».
أعظم أركان الإسلام
شرح «خالد» «لا إله إلا الله»، الذي يعد أعظم أركان الإسلام من الناحية اللغوية، قائلاً: الشهادة من الناحية اللغوية تتضمن النفي والإثبات معاً.. لا إله نفي.. وإلا الله إثبات.. فلو انتفى وجود إله يكون الكون والوجود كله عدماً.. هذا هو معنى لا إله.. أما معنى إلا الله.. إثبات أن به كل الوجود.. فلا إله إلا الله.. معناها لا وجود إلا بالله.. كله عدم إلا بالله.. كل الكون والموجودات وأنا وأنت عدم إلا بالله».
وتابع: «لو فهمت معنى: «لا إله إلا الله»، لأشرقت روحك بأنوار التسليم لله وحده، ولن تشعر حلاوة الذكر، ولن تركز فيه إلا حين تفهم معنى ما تذكر الله به وتحسه.. عش معنى لا إله إلا الله بكل وجدانك، استحضره في قلبك، قبل أن ينطق به لسانك، حتى تستشعر عظمته، جرّب أن تذكر ربنا ما لا يقل عن مائة مرة في اليوم، قل من كل قلبك: لا إله إلا الله، عندما تسمع صوت المؤذن يصدح: لا إله إلا الله، عندما تقرأ قول الله تعالى: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»،
الخالق سبحانه يطلب منك أن تعلم معناها، افهم معناها، عش معناها». وفيما تساءل: ماذا يعني لا إله إلا الله؟ ، يجيب «خالد» بالقول: كل شيء بدون الله عدم معتم مظلم.. صفر.. فلولا نور الله وتجليه على الكون لما كان الوجود، إن أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ» فهو الحي المطلق والكل فانٍ.. ليس سيفنى لا فان.. الأصل في كل الوجود هو العدم.. أما القيوم فهو الذي قامت به السموات والأرض.. كل ما سواه قائم به.. «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ ».
وأشار إلى أن معنى «لا إله إلا الله» هو أنه «لا وجود إلا بالله.. الكون كله عدم إلا بالله.. الكون كله من تجليات الله.. كل الشيء فيه يهتف: لولا الله لما كنت أنا.. القمر – الشجر – النجوم – الخيال- الطيور، وهذا معنى الآية: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩».
في المقابل، لفت «خالد» إلى أن «الإنسان الغافل عن الله، لن يلتفت إلى جمال الكون ولن يرى تجلي الله على الكون.. الأكوان كلها بالله.. وإن لم تعش مع مكون الكون ستتوه فيه.. فإذا عشت معه كان الكون معك.. فقد خلق الكون.. سخره لك وخلقك أنت لتكون له وحده».
وحث خالد على الإكثار من ذكر لا إله إلا الله يومياً، لأنك «لا ترى في الكون جماله، لكن ترى في الكون جمال تجليات الله عليه.. الناس تنطق إعجاباً بالقمر: الله على جمال القمر، لكنك أنت ستقول: الله على من أبدع جمال القمر.. سبّح كل يوم لا إله إلا الله.. فهمت الآية « فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ» معناها ودي وشك في أي حتة سترى عظمة الله في الأكوان».
ومضى يقول: «قبل أن تسرح بعقلك في صور الكون الكثيرة ركز عقلك على الواحد الأحد.. هذا هو معنى «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» اذكر ربك كل يوم: لا إله إلا الله.. وعش معنى لا وجود لنا، ولا للكون إلا بك يا الله.. لا إله إلا الله».
وأردف: «معنى لا إله إلا الله.. لا وجود إلا بالله.. لا وجود لي ولك وللبشر وللسموات والأرض والكون كله إلا بالله.. لولا تجلى الله على الكون لما أثمر زرع ولا تحرك هواء.. لا طار طائر ولا أبدع الإنسان ولا كان رحيق ورده ولا كانت السموات والأرض.. لولا الله لما كانت قوانين الحياة … الفيزياء والكمياء كشفت لنا القوانين لكن من الذي قنن القوانين؟.. لا إله إلا الله.. الكون كله بالله».
وأوضح أن «الملحد دائماً يحاول أن يريح نفسه، وهو يقول: «الطبيعة خلقت كل شيء»، وحين تسأله: ما الطبيعة؟ ، يجيبك: مجموعة القوانين التي تنظم الوجود، وعندما تسأاله: من الذي قنن القوانين، يقول: أنا لا أرى إلا قوانين.. لا أؤمن إلا بما أرى.. تسأله: هل لهذه القوانين عينان؟ يجيبك: لأ.. إذ كيف يكون هناك قانون ليس عين؟.. كيف لقوانين عمياء تخلق بصيراً.. كيف يعطي فقير المال؟.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه. هو يعلم ذلك لكنه يغالط.. «يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا».. المسأله مسألة معرفة.. مسألة مكابرة، لأن المعرفة بالله مكلفة.. مسئولية وعبادات وحرام وحلال.. لكنه يريد ألا يتحمل مسئولية ذلك، فهو يريد أن يعيش بلا تكليف».
وشدد «خالد» على أنه «لابد أن ترى الله في كل شيء وبعد كل شيء ومع كل شيء وفي كل شيء، حتى ترى الوجود كله من تجليات الله فيه، كل النعم في حياتك منه وحده.. كل علم وخبرة وذكاء وحكمة ومال ونجاح منه إليك، كل تدبير حدث لك في حياتك.. كل جمال في الكون منه وحده.. «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ» كله منه وإليه».
وتابع ناصحاً: «إذا ضاقت عليك الدنيا وأغلقت الناس في وجهك الأبواب.. انس الناس وقل المنع من الله لذنب أتوب منه أو لخير أفضل أسعى إليه.. احفظ هذه الفكرة، إن أغلق باب فتح عليك أبواب.. وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
وروى «خالد» قصة معروفة لغزالة حامل.. أمامها أسد سيهجم عليها وخلفها صياد يريد صيدها.. حولها نهر.. فكان قرارها عجيباً.. جلست في مكانها تؤدي واجبها.. جلست تلد.. منتهى التسليم لله لم تجر أو تهرب.. اعتمدت على مسبب الأسباب.. فيرى الصياد الأسد، فيصطاده بدل الغزالة.. لتفرح هي بمولودها وبتسليمها لله.. يقول الله تعالى: «أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ»..، ليختم بقوله: «سلّم نفسك لله تعش مرتاح البال».