ما هي عقوبة عقوق الوالدين
ما حكم عقوق الوالدين ما هي عقوبة عقوق الوالدين ما هو عقوق الآباء للأبناء أضرار عقوق الوالدين محتويات ١ منزلة برّ الوالدين في الإسلام ٢ عقوبة عقوق الوالدين ٣ تعريف عقوق الوالدين ٤ مظاهر عقوق الوالدين ٥ برّ الوالدين ٦ المراجع منزلة برّ الوالدين في الإسلام
لا يخفى على أيّ مسّلم أهميّة رضا الوالدين في الإسلام فجعل الله -تعالى- رضاهما من أهمّ القُربات والعبادات التي تجلب رضاه، وقرن الله -تعالى- عبادته وتوحيده ببرّ الوالدين ورضاهما وطاعتهما في أكثر من موضع في القرآن الكريم، منها قول الله تعالى:
(وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)،[١] وقال أيضاً: (قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)،[٢] ورغّب في برّ الوالدين وشجّع عليه، وبغّض المسلم في غضب الوالدين حيث قال: (إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا)،
[١] لأنّ الوالدين يبذلان جهداً ووقتاً ومالاً لرعاية أبنائهما وخاصّة في المراحل الأولى من عمره، وخُصّ كذلك ذكر الأمّ في بعض الأحاديث النبويّة لِما عليها من حِمل إضافيّ وقت الحَمل والولادة والرّضاعة، فجاءت حِكمة الله -تعالى- تبيّن للإنسان أهميّةَ البرّ بالوالدين وتذكّر أفضالهم عليه. عقوبة عقوق الوالدين يُعدّ عقوق الوالدين من أعظم الذّنوب وأقبحها، ونبّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الشّرك بالله تعالى، حيث قال عندما سُئل عن الكبائر في الإسلام: (الشِّركُ بالله، وقتلُ النَّفسِ، وعقوقُ الوالِدينِ)،[٣] ورد في الحديث الشريف أنّ رضى الله -تعالى- من رضى الوالدين وسخط الله -تعالى- من سخط الوالدين، وفيما يأتي بيان بعض العقوبات التي تُصيب العاقّ بوالديه:[٤] إنّ عقوق الوالدين يسبّب لصاحبه اللعنة والطرد من رحمة الله تعالى، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لعن اللهُ من عقَّ والدَيهِ).[٥] إنّ عقوق الوالدين يمنع صاحبه من دخول الجنّة؛ حيث ورد في الحديث النبويّ: (لا يدخلُ الجنَّةَ عاقٌّ، ولا مُدمِنُ خمرٍ، ولا مُكذِّبٌ بقدَرٍ).[٦] إنّ العقوق يمنع قبول العمل الصالح، فيأتي الإنسان بالكثير من الأعمال الصالحة فتُحبس عن القبول من الله -تعالى- بسبب عقوق الوالدين؛ ودليل ذلك قول الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- للرّجل الذي قال له بأنّه يوحّد الله -تعالى- ويؤدّي صلاته ويصوم شهر رمضان: (من مات على هذا كان مع النَّبيِّين والصدِّيقينَ والشُّهداءِ يومَ القيامةِ هكذا،
ما لم يَعَقَّ والدَيه).[٧] إنّ عقوق الوالدين يعدّ سبباً في منع حُسْن الخاتمة. إنّ عقوق الوالدين يجعل دعاءهما مستجاباً على ولديهما العاقّ لهما، ودليل ذلك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٍ لا شكَّ فيهنَّ: دعوةُ المظلومِ ودعوةُ المسافرِ ودعوةُ الوالدِ على ولدِه).[٨] إنّ عقوق الوالدين يعدّ سبباً لبغض النّاس وكراهيتهم للعاقّ؛ لأنّ الله -تعالى- يبغض العاقّ لوالديه، وحين يُبغض الله -تعالى- عبداً من عباده ينادي في السّماء بأنّه يُبغضه فيُبغضه أهل السّماء، ثمّ تُوضع له البغضاء في الأرض.
[٩] إنّ عاقّ الوالدين تسقط هيبته ومنزلته عند النّاس، فورد في الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (احفظْ ودَّ أبيك لا تقطعْه فيطفئُ اللهُ نورَك).[١٠][٩] إنّ عقوق الوالدين يعود على العاقّ؛ فيكون أولاده عاقّين له مستقبلاً.[٩] تعريف عقوق الوالدين بيّن العلماء المقصود بعقوق الوالدين في اللغة والاصطلاح وبيان ذلك على النحو الآتي: تعريف العقوق لغةً: هو المعصية، ويُقال: عصيانُ الولد لوالديه وجَحْد فَضْلهما وإنكار حقّهما وترْك الشّفقة عليهما.[١١] تعريف عقوق الوالدين اصطلاحاً: هو قطْع الرّحم مع الوالدين وعدم وصّلهما،
[١٢] وعرّفه الإمام الطبريّ بأنّه مخالفة الوالدَين في أغراضهما الجائزة لهما؛ فإذا أمرا أمراً جائزاً أو مُباحاً أو مندوباً وليس فيه معصية فيجب على الولد طاعتهما وبرّهما في الأمر.[٩] مظاهر عقوق الوالدين تتعدّد مظاهر وصور عقوق الأبناء للوالدين، وبيان بعضها فيما يأتي:[٩] عدم برّ قسمهما والتّساهل في ذلك، مع القدرة على البرّ بقسمهما وإسعادهما في ذلك. خيانتهما وعدم حَمْل الأمانة التي كُلّف الابن بها. الغياب الطويل عن الوالدين دون حاجة أو ضرورة.
سبّ الوالدين وشتمهما أمامهما أو في غيابهما. البخل على الوالدين في النّفقة والعطاء. استثقال أمر الوالدين، والتضجّر من تنفيذ سؤالهما ومطالبهما. إظهار عدم احترام وتقدير الوالدين. العبوس في وجه الوالدين عند إطاعة أمرهما. برّ الوالدين وردت عدّة أحاديث نبويّة توضّح منزلة وأهميّة برّ الوالدين في الإسلام، فجاء رجل ذات مرّة إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يستأذنه ليخرج معه مجاهداً في سبيل الله فسأله الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن والديه، فقال الرّجل بأنّهما على قيد الحياة، فقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (فَفِيهِما فَجاهِدْ)،[١٣] فنظر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
إلى خدمة الوالدين بأنّها تعادل في الأهميّة الجهاد في سبيل الله تعالى، ويؤكّد ذلك قول الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لرجل آخر جاء إليه ليبايعه على الهجّرة والجهاد ابتغاء نيل رضى الله تعالى، فسأل الرّجل عن أبويه فأجاب الرّجل بأنّ أبويه حيّين، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (فارجِعْ إلى والدَيك فأحسِنْ صُحبتَهما).[١٤][٩] والبرّ بالوالدين يشمل برّهما أمواتاً أيضاً؛ فجاء رجل إلى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يسأله عن كيفيّة البرّ بالوالدين بعد وفاتهما، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (نعم؛ الصَّلاةُ عليهما والاستغفارُ لهما وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهما وصلةُ الرَّحِمِ الَّتي لا تُوصَلُ إلَّا بهما وإكرامُ صديقِهما)،[١٥] فكانت وصيّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لِمن توفّي أبواه بأن يسعى إلى برّهما حتى بعد وفاتهما.[٩]