هل يجب على المرأة لبس الحجاب عند قراءة القرآن
لبس الحجاب أثناء قراءة القرآن على المرأة المسلمة قراءة القرآن باستمرار، ويُطرح سؤال متكرر عما إذا كان من الواجب لبس الحجاب عند قراءة القرآن، وللإجابة يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بالمكان الذي تجلس فيه المرأة، سواء أكان ذلك في بيتها، أم في مكان آخر، كما أنّ للتأدب في التعامل مع كتاب الله الكريم الذي تمسكه بين يديها دورًا في الإجابة أيضًا، إذ يتوجّب عليها الالتزام ببعض الآداب القلبية والظاهرية، منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب وقد ورد فيه دليل، ومنها ما يرغّب به الفقهاء دون دليل، ويرى أغلب الفقهاء أن للمرأة حرية القراءة وهي مضطجعة، أو قاعدة، أو سائرة، أو متكئة، وكذلك للرجل فيجوز له ذلك[١][٢].
هل يجب عليكِ لبس الحجاب عند قراءة القرآن؟ لعلكِ تتساءلين عن حكم لبس الحجاب عند قراءة القرآن أو عن إمكانية قراءته دون ارتدائكِ الحجاب، وهل يجب لبس الحجاب كاملًا أم الاكتفاء بغطاء الرأس، إذ يرى الفقهاء أن قراءة المرأة للقرآن دون لبس الحجاب جائزة، بشرط أن تكوني قد أمنتِ تمامًا من ألا يراكِ أحد من غير محارمكِ، ويُفضّل لبس الحجاب كنوع من التأدب مع منزلة كتاب الله تعالى، كما يستحب أن تستقبلي القِبلة، وأن تستري جسدك، لكن ليس بالضرورة أن يكون الحجاب كاملًا كالذي تخرجين به عادةً، وإن كنتِ ملتزمة بالحجاب الكامل خارج بيتك فلا بأس بأن تتخففي منه داخل البيت، مع استحباب التحلّي بالسلوك الذي تظهرين به احترامك وتقديسك لكتاب الله، حتى لو كان لبس الحجاب واستقبال القبلة أمورًا مستحبةً وغير واجبة إذ لم يؤكد العلماء على وجوبها[٢].
ما يجب عليكِ فعله أثناء قراءة القرآن عليكِ الالتزام ببعض الآداب عند قراءة القرآن، ومنها ما يأتي[٢]: الآداب القلبية: أن تخلصي النيّة لله، وأن تقصدي ثوابه ورضاه، وتستحضري عظمة مكانة القرآن في القلب، فتعظيم الكتاب من تعظيم الله عز وجل ومحبته ومخافته، مع ضرورة التنبه إلى أن القرآن الكريم ليس من كلام البشر، إنّما كلام الله تعالى وألا تكون نيتك في قراءته نيل منزلة في الدنيا.
أن تتوبي توبةً صادقةً وتجتنبي المعاصي كلها، لأنها تبدد نور الإيمان في قلبك ووجهك، وتضعف القلب وتصيبه بالمرض، فلا تتأثر الجوارح عندها بآيات القرآن، وعليك تجنّب المعاصي الخاصة بالقلب واللسان والسمع والبصر لأنها أدوات التأثر، واستخدامها في المحرمات يجعلها عديمة النفع في المباحات، ومن أخطر المعاصي وأكثرها تأثيرًا في الصد عن التأثر بآيات القرآن سماع الموسيقى والغناء والطرب وأنواع اللهو وهي مكائد من عدو الله إبليس التي استطاع من خلالها الكيد لكثير من عباد الله حتى جعلهم لا يتأثرون بالقرآن ولا يتدبرونه.
اطلبي حضور قلبكِ، واطردي أحاديث النفس عن التفكير عند تلاوة القرآن، وابتعدي عن العبث باليدين أو تشتت العينين دون ضرورة لذلك.
تدبري الآيات، وحاولي فهم معناها، فهي أوامر من الله عز وجل يجب على كل امرأة مسلمة تطبيقها بعد أن تفهمها وتتدبرها.
تفاعلي بإحساسك مع مضمون الآيات، وتأملي في ألفاظ أسماء الله سبحانه وصفاته وأحوال أنبيائه وعباده الصالحين والاقتداء بهم، واعتبري بأحوال المقصرين وعقابهم.
استشعري بأن كل آية جاء فيها خطاب موجه لك شخصيًّا.
تأثري بطبيعة الآيات، فافرحي واشتاقي عند ذكر الجنة، واخشعي وخافي عند الوعيد، واخضعي عند وصف الله لنفسه، وارتعدي من وصف النار.
احصري معاني الآيات التي تقرئينها، فلا تلتفتي للتجويد فقط، وتنصرفي عن الفهم.
الآداب الظاهرية: عليكِ التطهر والوضوء قبل البدء بالقراءة، فقد روي عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يمس القرآن إلا طاهر) [ تنقيح التحقيق| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].
عليكِ استقبال القبلة، لأنّ القبلة هي أشرف الجهات، ولا حرج إن لم تستقبليها.
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ثم قولي: (بسم الله الرحمن الرحيم) عند بداية كل سورة من القرآن.
واظبي على قراءة القرآن، لتفادي نسيان آياته، كما يجب عليك قراءة ما تيسر منه حتى لا يُهجر.
حسني صوتك أثناء التلاوة قدر الاستطاعة، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (زينوا القرآنَ بأصواتِكم؛ فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حسنًا) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وترتيل القرآن، إذ قال الله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا } [المزمل: 4]. عليك الالتزام بالنظافة عند مس القرآن الكريم، وعند مناولته، والتعامل معه باحترام في حمله ووضعه.
اختاري المكان المناسب للقراءة مثل: المسجد أو في مكان ما من البيت بعيدًا عن المؤثرات التي تُسبب التشويش.
اختاري الوقت المناسب للقراءة، ومن أفضل أوقات القراءة ما كان أثناء الصلاة، وقراءة القرآن أثناء الليل ، خاصةً النصف الأخير من كل ليلة، وأفضل قراءة في النهار هي بعد صلاة الفجر .
رددي الآية للتمعن في معناها وتدبرها والتأثر بها، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: (قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة: 78] [صحيح ابن ماجه|خلاصة حكم المحدث: حسن].
عليكِ البكاء عند المرور بآيات العذاب أو أهوال القيامة والآخرة، وإن لم تتمكني من ذلك فحاولي التباكي، وهو محاولة استجلاب البكاء لما قد حُرمتِ منه من حضور القلب والروح والتأثر بكلام الله.
أحسني الاستماع والإنصات لتلاوة القرآن بكل ما تملكين من مشاعر وأحاسيس، فقد قال الله عز وجل: { وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف: 204] .
تجنبي هذه الأمور عند قراءة القرآن عليكِ تجنب بعض الأمور عند قراءة القرآن الكريم، ومنها[٢][٣]: لا تقطعي قراءة الآيات بكلام لا فائدة فيه، وتجنّبي الضحك كذلك، وعدم اللغط أوالحديث إلا إذا اضطرتِ للكلام، واجعلي قدوتك في ذلك ما روي عن نافع أنه قال : (كان ابن عمر -رضي الله عنهما- إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه).
لا تتعاملي مع كتاب الله بطريقة عشوائية وقلة احترام، كأن تضعيه على الأرض، أو تضعي فوقه شيئًا، ولا ترمي به لأحد، إذا أردتِ أن تناوليه إياه.
لا تلمسي القرآن وأنتِ غير طاهرة، وهذا أمر مستحب.
تجنّبي التواجد في الأماكن التي يكون فيها ما قد يُبعد الملائكة، مثل وجود الأجراس والكلاب.
تجنبي قراءة القرآن في الأماكن غير النظيفة، إذ يفضل القراءة في المساجد لنظافتها وتشريف بقعتها.
تجنبي العبث باليدين أو بما قد تجدينه من أشياء حولك أثناء القراءة.
لا تنظري إلى الملهيات التي تشغل الذهن، ولا تنظري إلى ما لا يجوز النظر إليه.
تجنبي التثاؤب، و لا تقرئي القرآن عند الشعور بالنعاس لما قد يحدث من خطأ في القراءة والفهم.