علامات تدعوكِ لتغيير مكان العمل
أهمية تغييركِ لمكان العمل تتغيّر الاهتمامات والأهداف طبيعيًٍّا بمرور الوقت، كما قد يكون للتقدم التكنولوجي سبب كبير في ذلك، ومجاراةً لذلك تصاعدت الحاجة لتغيير أماكن العمل بين الحين والآخر، فتكمُن أهمية تغيير مكان عملكِ في تنمية مهاراتكِ المهنية، إذ إنَّ تغيير الوظائف يمكن أن يطوَّر قاعدةً معرفيةً أوسع تجعلكِ أكثر قابليةً لمواجهة تحدياتٍ جديدةٍ، مما يطوِّر مهارات حل المشكلات لديكِ، فمن الخطأ السماح بتجميد مهاراتكِ، كما أنَّ البقاء في نفس الوظيفة لفترةٍ من الوقت يمكن أن يجعل سيرتكِ الذاتية تبدو راكدةً، وتعطي أصحاب العمل انطباعًا بأنكِ تفتقرين إلى القيادة ولا تستمتعين بتعلم أشياء جديدة، كما قد تواجهين خطر اعتباركِ عالقةً وخائفةً من التغيير، وفيما يأتي الفوائد التي قد تجنينها بتغيير مكان عملكِ[١][٢]: يُجبركِ تغيير الوظائف على تعلم مهارات جديدة تكمل تلك التي طورتها بالفعل، فيجعلك موظفةً بارعةً في عملكِ ويمنحكِ فرصةً إضافيةً للنمو والتطور، لذا اغتنمي الفرصة لتعلم شيء جديد من خلال التغيير إلى منصب جديد.
مع كل وظيفةٍ جديدةٍ في حياتكِ أنتِ لا تساهمين فقط في بناء خبرةٍ واسعةٍ فحسب، بل تقابلين أيضًا المزيد من الأشخاص وتبنين سمعةً خاصةً بكِ في مجتمع الأعمال.
تعطين نفسكِ فرصةً للإلهام وتعزيز الإبداع، فالبقاء في وظيفة واحدة لفترة طويلة يجعل إبداعكِ يتلاشى، وتطلُّعكِ لتجربة أشياء جديدة يختفي مع الوقت، وهنا تظهر الحاجة إلى التغيير والانتقال إلى بيئة ملهمة لتزويدكِ بالأفكار الجديدة.
بقاؤكِ في مكان عملٍ واحدٍ لسنوات عدّة، يجعل دائرة معارفكِ مقتصرةً على زملائكِ في العمل، ويفكك علاقاتكِ خارجه، لكن يمكنكِ استعادة اتصالكِ بالعالم وتوسيع علاقاتكِ بسهولةٍ عن طريق تبديل مكان عملكِ.
إجراء مقابلات العمل من المهارات الأساسية التي ستفقدينها إن بقيتِ في عملٍ واحدٍ لفترة طويلة، لكن بتغيير مكان عملكِ ستشعرين براحةٍ أكبر خلال المقابلات، وستمتلكين المهارات اللازمة لترك الانطباع الجيد.
في كل مرة تتخلين فيها عن وظيفتكِ لمتابعة الفرص الأخرى في السوق، ستتعلمين تحديد قيمتكِ، وتعيدين تعريف نفسكِ كشخص محترف، وتقيِّمين نقاط قوتكِ وبالتالي تحددين مكانكِ المناسب، كما ستتعلمين تقييم أصحاب العمل بقدْر ما يقومون بتقييمكِ. على الرغم من أن الكثير من الناس يتطلعون لممارسة مهنةٍ سهلةٍ، إلا أن واقع بيئة الأعمال مختلف؛ فإن لم يتم تحديكِ، فإنكِ تصبحين مرتاحةً للغاية وغالبًا ما ستطورين عادات عمل سيئةً لقتل الوقت، والأسوأ أنكِ ستشعرين بالملل القاتل وفقدان الشغف والحماس، لكن عن طريق تغيير مكان عملكِ ستحصلين على تحدٍ جديدٍ وتعيدين الشغف والاهتمام إلى حياتكِ، وتأكدي من وجود أنشطة ومهمات صعبة في عملكِ الجديد لتخرجي من منطقة الراحة الخاصة بك، فمثل هذه البيئات تعمل كمنبه صحي قوي يدفعكِ إلى مستويات جديدة.
علامات تدعوكِ لتغيير مكان العمل يسعى الناس لتغيير وظائفهم لأسباب عديدة ومختلفة، فربما تتغيَّر أهدافكِ المهنية أو قيمكِ مع مرور الوقت، وربما تكتشفين اهتماماتٍ جديدةً ترغبين بدمجها في مهنتكِ، وقد ترغبين بكسب المزيد من المال، أو الحصول على ساعات عمل أكثر مرونةً، فيما يأتي بعض المؤشرات التي قد تدعوكِ لتغيير مكان عملكِ[٣]: شعوركِ بالتعب والضغط باستمرار وارتفاع مستويات التوتر لديكِ أهمّ علامات عدم سير الأمور كما ينبغي، إذ يمكن أن يؤثر الإجهاد على مزاجكِ وجهازكِ المناعي، مما يجعلكِ أكثر عرضةً للإصابة بنزلات البرد وانخفاض الحالة المزاجية وضعف الأداء والإنتاجية.
تغيُّر ثقتكِ وإيمانكِ بالشركة وملاحظتكِ تغيرًا في جو المكتب وشعوركِ بأن قيم الشركة لم تعد تتوافق كفايةً مع قيمكِ، إما بسبب اتخاذ الشركة مؤخرًا بعض القرارات أو الإستراتيجيات التي لا تناسبكِ، أو تطور تفكيركِ ليخالف القيم المشتركة بينكِ وبين الشركة، وجميعها قد تكون محفزاتٍ قويةً للبدء بالبحث عن شركة جديدة يمكنكِ الإيمان بها حقًا.
فقدانكِ للشغف تجاه عملكِ، وعدم قدرتكِ على تحمُّل الحد الأدنى من عبء العمل بدلًا من البحث عن فرصٍ لتطوير نفسكِ أو المضي قدمًا للأمام، فالجميع يستحق العمل في وظيفة يشعرون بالحماس تجاهها وتجعلهم حريصين على إحداث فرق.
عملكِ في وظيفةٍ تجيدينها ولكنكِ لا تحبين القيام بها هي بالتأكيد من أهم الأسباب التي تدعوكِ لتغيير مكان عملكِ، فكما قال ستيف جوبز ذات مرة: "إن الطريقة الوحيدة للقيام بعملٍ عظيمٍ هي أن تحب ما تفعله، إذا لم تجده بعد، فاستمر في البحث"، وعلى الرغم من أنه ليس من السهل دائمًا تحقيق ذلك، فمن الطبيعي أن ترغبي في مواءمة اهتماماتكِ الشخصية مع نشاطكِ المهني.
عدم الإقرار بآرائكِ ومساهماتكِ ضمن فريق عملكِ بالرغم من بذل جهدكِ لجعل الأجواء وديةً ومشجعةً، لكن الأمور لا تزال غير صحيحة، فقد يكون الوقت قد حان للعثور على شيءٍ جديدٍ لإحداث فرقٍ حقيقيٍّ في مكانٍ جديدٍ.
تطويركِ لمهاراتكِ وخبراتكِ بمرور الوقت واستعدادكِ لمواجهة التحديات الجديدة، وعدم امتلاك صاحب العمل الموارد اللازمة ليتمكَّن من تطويركِ كفايةً، عندها عليكِ بالتأكيد استكشاف خياراتٍ أخرى.
كيف تختارين مكان عمل مناسب؟ قد يمكن أن يكون تغيير مكان العمل مهمةً صعبةً خاصةً بعد قضاء وقت طويل في وظيفة واحدة، وبناء علاقات جيدة مع الزملاء وفهم معايير وظيفتكِ الحالية، لكن يمكنكِ البدء باختيار مكان عمل جديد ومناسب باتباع الخطوات التالية[٤]: قيمي الرضا الوظيفي الحالي الخاص بكِ، وحدّدي الجوانب التي تحبّينها والتي تكرهينها في وظيفتكِ الحالية، وإن كان عدم رضاكِ مرتبطًا بمحتوى عملكِ أو ثقافة شركتكِ أو الأشخاص الذين تعملين معهم، أثناء قيامكِ بذلك، يمكنكِ وضع قائمة بالمعايير والشروط لوظيفتك التالية عندما يحين وقت التغيير.
قيمي اهتماماتكِ وقيمكِ ومهاراتكِ، وحددي ما إذا كانت القيم والمهارات الأساسية الخاصة بكِ تُطوَّر خلال حياتكِ المهنية.
ابحثي عن طرق لتطوير مهارات جديدة في وظيفتك الحالية ستمهد الطريق للتغيير، ولاحقًا استكشفي الفرص التعليمية التي من شأنها أن تزيد من خيارات العمل لديكِ.
تحققي من خيارات العمل المتاحة وأجري مقارنةً أوليةً للعديد من المجالات لتحديد أهدافكِ من الوظيفة، واكتشفي قدر المستطاع تلك المجالات وتواصلي مع جهات الاتصال الشخصية في تلك القطاعات لإجراء المقابلات، لكن ضعي في اعتبارك الأدوار البديلة في مجالكِ الحالي والتي ستستخدم المعرفة المهنية التي لديكِ بالفعل.
كيف تعتادين على مكان العمل الجديد؟ بتصاعد الحاجة لتغيير أماكن العمل، أصبح التكيُّف مع وظيفة جديدة أكثر أهميةً من أي وقت قد مضى، لذا يجب عليكِ البدء باكتشاف واجباتكِ في الدور الجديد؛ فغالبًا ما سيتوقع منكِ صاحب العمل أن تكوني مرنةً ومستعدةً لتولي مهام جديدة، كما يجب عليكِ التعلم قدر المستطاع حول الشركة التي ستعملين من أجلها، ولمساعدتكِ على التكيُّف نقدم إليكِ النصائح التالية[٥]: لا تتحدثي عن كيفية قيامك بعملكِ في وظيفتكِ القديمة، فأنتِ الآن في مكانٍ مختلفٍ. ابتعدي عن الخداع، وإن لم تعرفي كيفية فعل شيءٍ ما، فاسألي عنه ودوِّني الملاحظات لتتجنبي طرح نفس الاسئلة مرارًا وتكرارًا.
أبقي رئيسكِ على اطّلاعٍ دائمًا، ولا تحاولي التستّر في حال أخطأتِ، اعترفي بخطئك بدلًا من ذلك.