كلمه الملأ وردت في القرآن الكريم بضع وعشرين مرة فمت معناها؟
(الملأ): وردت في القرآن الكريم بضع وعشرين مرة.. فماذا تعني هذه الكلمة؟!
أثناء قرأتنا في القرآن الكريم نلاحظ ورود كلمة "الملأ" ثماني عشرة مرة في القرآن الكريم، برسمها العادي، فيما وردت أربع مرات فقط برسم مختلف "الملؤا"، فما تعني هذه الكلمة؟ وفيمن ورد ذكرها؟!
أطلقت كلمة "الملأ" في القرآن الكريم على أشراف القوم وسادتهم وقادتهم من أهل الوجاهة والرأي، وسمّاهم بالملأ كما قال المفسرون لأنهم يُمالِئُ بعضُهم بعضاً أي يعاونه ويوافقه في الرأي والمعتقد، فهم أمرهم واحد ورأيهم واحد وأهدافهم وغاياتهم واحدة.
وفي البيان القرآني، سمي "الملأ" بذلك، لأنهم ممتلئون بزينة الحياة الدنيا، إذ أنهم كانوا في رغد من العيش وترف فلا هَمَّ لهم بالمعيشة، فهم يملؤون نفس من ينظر إليهم فهم أحسن أثاثًا وَأحسن رئياً.
وكان الملأ يتصورون أن الحق معهم دائماً، لأن الدنيا بزينتها معهم وبجانبهم وغالباً ما يصدرون عن رأي واحد تشاور بينهم، فهم من بيدهم زمام الأمور يتحكَّمون بها، وهم دائماً في تكذيب الأنبياء والرسل -عليهم السلام – ضد دعوات المصلحين ومجادلتهم بالباطل، لذلك هم اتهموا الأنبياء المرسلين -عليهم السلام -الذين جاءوا بالحق المبين بالضلال والسفاهة، فهم خالفوا معتقداتهم الباطلة التي يدافعون عنها ويناضلون من أجلها، وقد وصفهم القرآن بالكفر والاستكبار والظلم في آيات عدة على الأغلب.
ومن الآيات الكريمة التي ذكرت فيهم، قوله تعالى في سورة الأعراف في الآية 75: " قالَ الْمَلأُ الَّذينَ استَكْبَرُوا مِنْ قَومِهِ..."، كذلك قوله تعالى في سورة البقرة الآية 246: "أَلم تر إلى الملإ من بني إسرائيل"
ومازال "الملأ" إلى يومنا هذا حاضرين، يتحكمون بالباطل وبالعالم، يقيدون الناس بهيمنتهم واستكبارهم وما هو إلا بدافع السيطرة وحب التملك وليس حباً في إصلاح العالم والنداء بالحرية والسلام كما يدعون، أشكالهم غريبة ومتنوعة ومسمياتهم جديدة لكن الفكر واحد وهو نشر الظلم والفساد في الكون...إلا أنه رغم استكبارهم وظلمهم الذي يزداد يوماً بعد يوم، ولحظة بلحظة لن يبقوا كثيراً فهم مصيرهم إلى زوال كما أهلك الله سبحانه وتعالى أقواماً من قبلهم، فالله ليس بغافلٍ عنهم وعن أفعالهم وجرائمهم.