هل أجاز الشرع ضرب المرأة؟
للقضاء على العنف ضدها.. هل أجاز الشرع ضرب المرأة؟
يعتبر يوم الخامس والعشرين من نوفمبر هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة حسبما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف رفع الوعي حول العنف الذي تتعرض له النساء حول العالم.. وتعتبر قضية "ضرب المرأة" من القضايا التي يتهم بها أعداء الإسلام شريعته باعتباره أجاز ضرب المرأة، بل ودعا له، وفي السطور التالية نوضح حكم ضرب المرأة في الإسلام وبعض من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة خاصة في خطبته الأخيرة بحجة الوداع.
"استوصوا بالنساء خيراً" هكذا كانت آخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في حجة الوداع، حيث خطب فيهم الخطبة الشهيرة وأوصى فيها ضمن ما أوصى بالنساء، ومن ضمن تلك الوصايا إقراره لحقوقهن بداية وقبل كل شيء فقال: " إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق.
لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
لكن هل معنى ذلك أن الإسلام أجاز ضرب المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم: "فاضربوهن ضربًا غير مبرح"؟ تقول دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاواها إن اعتداء الزوج على زوجته وتهديدها وترويعها محرم شرعًا بإجماع الفقهاء، وأشارت الإفتاء إلى قول الإمام النووي في رياض الصالحين: أن المرأة أحق بالرحمة من غيرها لضعف بنيتها واحتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها ولذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير ، أي الزجاج، في الرقة وضعف البنية، وجاء هذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة عندما كان في سفر،
وكان معه غلام له أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير". فوصفه لهن صلى الله عليه وسلم بالقوارير وهي المصابيح ذات الزجاج الرقيق يدل على تأكيده على رقتهن وخوفه عليهن، وهو ما يدل على المكانة السامية للمرأة في الإسلام، الذي عمل على حفظها وحمايتها مما قد يسيء إليها، وبالتالي انتقاء الأدوار التي تتناسب مع طبيعتها الرقيقة ومع سماتها وقدراتها التي تخالف سمات وقدرات الرجال.
وقال ابن عباس حين سئل عن الضرب غير المبرح أنه: الضرب بالسواك ونحوه، وعرف الحافظ ابن حجر في فتح الباري الضرب غير مبرح بكونه الضرب اليسير، فهو ليس ضربًا بالمعنى المفهوم الآن ولكنه رمزًا للتأنيب والتأديب لا أكثر.
هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب زوجاته أو بناته؟
على الرغم من أن كتب السيرة نقلت لنا عدد من المواقف التي عدت من المآخذ على نساء النبي رضي الله عنهن جميعًا بل عاتبهن القرآن الكريم عتابًا شديدًا في آيات مثل قوله تعالى:" إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا"، إلا أنه لم يرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب إحدى زوجاته قط، ولا أي امرأة، فتقول عائشة رضي الله عنها فيما رواه مسلم: "ماضرب رسول الله شيئاً قط ، ولا امرأة ولا خادماً ، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ومانيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عزوجل".
وصية الرسول الأخيرة بالنساء
في حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن يترفقوا بالنساء ولا يؤذوهن فقال في خطبته: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد".