حتى يبتعد عنك (كل شقاء)
عليك بالآتي
الشقاء.. هو ذلك التعب والكد والقهر، الذي يصيب الإنسان، وما أكثر الناس الذين يعيشون هذه الحالات، هذه الأيام للأسف، لكن هل من طريقة للخروج من هذا الأمر؟..
بالتأكيد الإسلام لم يترك لنا أي شيء وعلمنا كيفية التعامل معه، وفسر لنا القرآن الكريم هذه الأمور تمامًا، إذ أنه لا يمكن أن يجتمع الشقاء بثلاث :
-لا يمكن لا يجتمع الشقاء مع بر الوالدة : فعلى لسان نبي الله عيسى عليه السلام، قال: «وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا»
- كما لا يمكن أن يجتمع الشقاء مع الدعاء، تأكيدًا لقول نبي الله زكريا عليه السلام: «وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا»، وقول نبي إبراهيم عليه السلام: «وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا»
- أيضًا لا يمكن أن يجتمع الشقاء مع القرآن، قال الله تعالى في سورة طه: «طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ».
في الآيات السابقة، دلنا الله عز وجل في كتابه الكريم، على الطريقة الأسهل في التعامل مع الشقاء، وكيفية محاربته.. لكن علينا أن نعلم جيدًا أنه ما من إنسان إلا ومر بظروف صعبة وعويصة، لذا على الجميع أن يتعلم كيف يكون صامدًا في وجه أي عارض أو بلاء.. وعليه أن يعي جيدًا أنه لا يمكن له أن يواجه أي بلاء إلا بالعودة إلى الله عز وجل.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر عليه أيام، وربما شهور حزن، بل له عام بكاملة، يسمى بعام الحزن، حينما فقد زوجته خديجة رضي الله عنها، وعمه حمزة ابن عبدالمطلب، بل أن الله عز وجل يخاطبه في حزنه ويقول له: «وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُون».. لكنه في ذات الوقت علمه كيف الخروج من الحزن فقال له: «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ».. نعم هنا الطريق الوحيد للخروج من أي حزن أو شقاء.. لكن من منا يعلم هذه الحقيقة؟.. إلا من رحم ربي.
التفوق على الشقاء
لكن هل منا من يستطيع أن يتفوق على الشقاء؟.. أي يتخطاه، ولا يعيش فيه يومًا، بالتأكيد ممكن.. لكن كيف ذلك؟.
يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف نواجه الشقاء، وكيف أيضًا ننتصر عليه، وكيف بالتبعية نتفوق عليه دائمًا.. ونبهنا إلى أن الحل في الاستغفار، وقال عليه الصلاة والسلام: «والله إني لأستفغر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»، فكيف به وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه، يستغفر يوميًا سبعين مرة،
وما بالنا نحن، وأين نحن من الاستغفار؟.. أليس نحن أولى بهذا الأمر؟. خصوصًا إذا كان هو أحد أهم الحلول لمواجهة الشقاء؟.. أعزائي المسلمين، عودوا إلى الله بالاستغفار، يرفع عنكم أي بلاء مهما كان، قال تعالى على لسان نبي الله نوح عليه السلام: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا».