ماحكم الشرع فى طاعة الأم في تطليق الزوجة ؟؟
طاعة الأم في تطليق الزوجة .. ما حكم ذلك وهل يجب إرضاء الأم؟
الأحكام الشرعية
توجد العديد من الأسئلة المختلفة المتعلقة بمدى حدود طاعة الوالدين بشكل عام، وطاعة الأم على وجه خاص، وهل يجوز طاعة الأم في تطليق الزوجة ؟ وهل في مخالفة رأي الأم إثم؟ أم أن الإثم هو اتباع رأيها؟، لذا سنحرص من خلال فقراتنا التالية على إجابة سؤالنا من خلال الاستعانة بآراء علماء الدين الإسلامي ومن وجهة نظر فقهية ودينية، واجتماعية.
طاعة الأم في تطليق الزوجة
لا شك أن ديننا الإسلامي حثنا على طاعة الوالدين مادام ذلك ليس في معصية الخالق، كما حثنا على معاملتهما بالمعروف وبرهما بأكبر قدر ممكن، فقال الله تعالى في سورة الإسراء بالآية 23: “( «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً».)، ولكن ماذا إذا أمرت الأم ابنها المتزوج بتطليق زوجته؟، وفي تلك الحالة ما الذي يجب على الابن فعله؟ ونجد أنه:
إذا كانت الزوجة جيدة مع زوجها، فلا يجب على الابن الاستماع لكلام الأم بتطليق زوجته.
ويمكن للزوج تطليق زوجته فقط في حالة وجود أمر ما يتعلق باخلاقها وعفتها.
فقيام الزوج بتطليق زوجته بدون وجود سبب شرعي لذلك هو إثم وذنب كبير يجب الابتعاد عنه وفيه ظلم للمرأة.
كما أنه بذلك يتم هدم بيت إسلامي وتفريق الأولاد وتشتيت أفراد الأسرة.
ويجب لفت النظر أنه في بعض الأحوال قد يكون السبب وراء رغبة الأم في ذلك
هو تعلقها الشديد بابنها وغيرتها عليه، وفي تلك الأحوال يجب على الابن
احتواء والدته ومعاملتها بالمعروف.
كما يجب أن تتذكر حديث رسول الله عندما جاء رجل للرسول صلى
الله عليه وسلم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال
ثم من؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك .
حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة
أوضح علماء الدين الإسلامي أنه يجب على الزوج الحرص على
الموازنة بين علاقته بأمه وعلاقته بزوجته.
فيجب على الرجل ألا يقوم بمعاملة زوجته معاملة سيئة أو التقصير في حقها رغبة في إرضاء والدته.
وكما ذكر الدين الإسلامي وأكد على أن الاهتمام بالأم ومراعاتها وتلبية
احتياجاتها وطلباتها أحد طرق الدخول للجنة واكتساب رضا الرحمن، فإن
أيضًا مراعاة الزوجة وإعطائها كافة حقوقها ومعاملتها معاملة حسنة،
وعشرتها بالمعروف فيه امتثال لأوامر المولى عز وجل وطاعة له.
وهنا يجب على الزوج إعطاء كلا من الأم والزوجة حقوقهما وألا يفرط في حق أحدهما محاباة وتمييزًا للآخر.
ما حكم الأم التي تفرق بين ابنها وزوجته ؟
كما يتساءل قطاع كبير من الأشخاص عن الحكم الديني الخاص بالأم التي
تحاول أو تزرع الفرقة بين كلا من ابنها وزوجته، وما عقاب ذلك؟، وهل يحق لها القيام بذلك؟، وللإجابة على هذا السؤال نجد:
لا يحق للأم شرعًا التدخل في حياة ابنها الزوجية، مادامت زوجته على
قدر من الأخلاق ولا تفعل ما يتخطى حدود الشريعة الإسلامية.
وفي حالة كون الزوجة ذات سلوك سئ ومخالف للدين يجب هنا إخبار الابن بذلك.
أما إذا كانت الأم تعمل على التفريق بين ابنها وزوجته بدون وجه حق، فهذا حرام شرعًا ولا يجوز القيام بذلك.
ومن الجدير بالذكر أنه قد جاء عن ابن تيمية قوله: فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِنْ الذُّنُوبِ الشَّدِيدَةِ وَهُوَ مِنْ فِعْلِ السَّحَرَةِ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشَّيَاطِينِ.
وبهذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤالنا