(( أقوال مضيئة من تراثنا العظيم في صدر الإسلام ))

<(**)> في أحد مجالس العرب الهامة حصل حوار رائع ومفيد جدا بين حكيمين من حكماء العرب في صدر الإسلام ، فتحاورا بأمور الحياة المفيدة ، وبما يتعلّق بالمروءة وينمّيها بين الناس ...

<><> فقال‏ الحكيم الأول : ما السداد ‏؟‏‏

<==> قال الآخر ‏:‏ السداد دفع المنكر بالمعروف‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الشرف ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ إصطناع العشيرة، وحمل الجريرة‏.‏

<><> قال‏:‏ فما المروءة ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ العفاف وإصلاح المرء ماله‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الدنيئة ‏؟‏‏‏

قال‏:‏ النظر في اليسير ومنع الحقير‏.‏

<><> قال‏:‏ فما اللؤم ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ احتراز المرء نفسه وبذله عرسه‏.‏

<><> قال‏:‏ فما السماحة ‏؟‏‏.‏

<==> قال‏:‏ البذل في العسر واليسر‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الشحّ ‏؟‏‏.‏

<==> قال‏:‏ أن ترى ما في يديك سرفاً، وما أنفقته تلفاً‏.‏

<><> قال‏.‏ فما الإخاء ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ الوفاء في الشدّة والرخاء‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الجبن ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ الجرأة على الصديق، والنكول عن العدو‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الغنيمة ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الحلم ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ كظم الغيظ، وملك النفس‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الغنى ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ رضى النفس بما قسم الله لها وإن قلّ، فإنما الغنى غنى النفس‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الفقر ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ شره النفس في كل شيء‏.‏

<><> قال‏:‏ فما المنعة ‏؟‏

<==> قال‏:‏ شدّة البأس ومقارعة أشدّ الناس‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الذلّ ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ الفزع عند المصدوقية‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الجرأة ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ موافقة الأقران‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الكلفة ‏؟‏‏.‏

<==> قال‏:‏ كلامك فيما لا يعنيك‏.‏

<><> قال‏:‏ فما المجد ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ أن تعطي في الغرم ، وأن تعفو عن الجرم‏.‏

<><> قال‏:‏ فما العقل ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ حفظ القلب كل ما استرعيته‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الخرق ‏؟‏‏.‏

<==> قال‏:‏ معاداتك إمامك (أي ولي أمرك)، ورفعك عليه كلامك‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الثناء ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ إتيان الجميل، وترك القبيح‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الحزم ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ طول الأناة، والرفق بالولاة، والإحتراس من الناس بسوء الظن،،هو الحزم‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الشرف ‏؟‏

<==> قال‏:‏ موافقة الإخوان، وحفظ الجيران‏.‏

<><> قال‏:‏ فما السفه ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ اتباع الدناة، ومصاحبة الغواة‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الغفلة ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ تركك المسجد، وطاعتك المفسد‏.‏

<><> قال‏:‏ فما الحرمان ‏؟‏‏

<==> قال‏:‏ تركك حظّك وقد عرض عليك‏.‏

<><> قال‏:‏ فمن السيد ‏؟‏‏‏

<==> قال‏:‏ الأحمق في المال ، يشتم(بضم الياء) فلا يجيب، المتحرن بأمر العشيرة هو السيد‏.‏

<><> ثم قال ‏:‏ ‏لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أفضل من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكفّ ، ولا عبادة كالتفكّر، ولا إيمان كالحياء، ورأس الإيمان الصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، ، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحب الفخر‏.‏

<><> ثم قال ‏:‏ لا تستخفنّ برجل تراه أبداً،

<> فإن كان أكبر منك فعدّه أباك،

<> وإن كان مثلك فهو أخوك،

<> وإن كان أصغر منك فإحسب أنه إبنك‏.

‏فهذا كله من المروءة‏.‏

<###> قال القاضي أبو الفرج رحمه الله ‏:‏

ففي هذا الخبر من الحكمة، وجزيل الفائدة ،ما ينتفع به من راعاه ، وحفظه ووعاه ، وعمل به وأدّب نفسه بالعمل عليه، وهذّبها بالرجوع إليه، وتتوفـّر فائدته بالوقوف عنده‏.‏

##############################################

سبحان الله ،، ما أجمل وأروع وأحسن هذه الحكم ..

والسعيد هو من يفهمها ويطّبّقها في حياته ..

وبهذا يكون أحدنا عاقلا وحكيما ومحبوبا من الجميع




المقالات ذات صله