هذا خلق الله: انفجار رائع للنجوم
في كل ظاهرة كونية هناك معجزة تشهد على دقة صنع الله، وعظمة خلقه، وتشهد أيضاً على إعجاز هذا الكتاب الكريم .....
تمكن فريق من علماء الفلك من تصوير وتسجيل اللحظات الأولى لقيام نجم عملاق في الفضاء بتفجير نفسه والتشرذم إلى أشلاء. وبعد عشرات السنين من المحاولة استطاع هؤلاء استخدام منظار متطور لمراقبة ذلك الحدث المثير. ولم يكن بإمكان العلماء في السابق دراسة هذه النجوم المتفجرة والتي يطلق عليها اسم "سوبر نوفا" إلا بعد أيام من انفجارها.
وتظهر نتائج البحث التي نشرت في مجلة الطبيعة Nature أنه في خلال ساعتين من حدوث الانفجار كانت كرة عملاقة ملتهبة تقذف بالركام المشع في أنحاء الفضاء. والنجوم المتفجرة أو "السوبرنوفا" هي من أبدع الأحداث التي يمكن أن تحدث في الفضاء، وتعادل الطاقة التي يولدها النجم المنفجر إنتاج تريليونات من القنابل النووية تم تفجيرها في نفس اللحظة.
وتتكون هذه النجوم حين تنفق الطاقة لدى أحد النجوم العملاقة ـ وتفوق كتلته ثمانية أضعاف كتلة الشمس فيتهاوى ليشكل كتلة ساخنة يطلق عليها اسم النجم النيوتروني. ويمكن بسبب الضوء الباهر الذي تشعه رؤية هذه النجوم من أكوان بعيدة.
إلا أنه لا يمكن رؤية هذه الإشعاعات إلا بعد ساعات أو أيام من الانفجار، وبالتالي لا يعرف الكثير عن اللحظات الأولى للسوبرنوفا. ويقول علماء الفلك إن دراسة هذه النجوم جزء من معرفة كيفية نشوئنا، لأن هذه الانفجارات الضخمة أنتجت العديد من المعادن الثقيلة التي تتكون منها الكواكب.
يقول فريق العلماء الذي سجل هذه الحادثة الفريدة إنها ستساعد في سد الثغرات في المعلومات المتوفرة عن خصائص النجوم الضخمة ومولد نجوم النيوترون والثقوب السوداء وتأثير النجوم على البيئة.
صورة لانفجار نجم عرضته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهذه الصورة استخدم فيها العلماء الأجهزة التي تعمل بالأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء، لالتقاط إشارات الانفجار والأمواج الناتجة عنه.
وبعد هذه الدراسة نقول إن الله تعالى جعل الكون مليئاً بالحركة والمشاهد المثيرة والانفجارات ليدلنا على عظمة الخالق تبارك وتعالى، ولندرك أن الكون ليس أبدياً كما كان الاعتقاد السائد، إنما كل شيء له بداية ونهاية.
فانفجار النجوم حدثنا عنه القرآن في آية عظيمة قال فيها رب العزة جل جلاله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4]. وكأن الله عز وجل يريد أن يقول لكل ملحد: كما أنك ترى انفجار النجوم وانتهاء حياتها، ومن ثم ولادة حياة جديدة لنجوم أخرى (مثل الثقوب السوداء).. لابد أن تدرك أن لكل شيء نهاية، وأن الله قادر على إعادة الخلق، وأن الله هو من حدثكم عن هذه الظاهرة –انفجار النجوم – بل وأقسم بها فقال: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، وهذا يثبت أن النبي على حق!
ويقول العلماء إن هذه الانفجارات ساعدت على تشكل الحديد الذي تم قذفه على شكل نيازك اصطدمت بالأرض واستقرت في باطنها، ولذلك فإن الحديد جاء من مسافات بعيدة من السماء، وهنا نتذكر آية كريمة تؤكد هذه الحقيقة – حقيقة إنزال الحديد من السماء- يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]، وعلى الرغم من انتقادات الملحدين، ستبقى هذه الآية من آيات الإعجاز العلمي.
وذلك لسبب بسيط: لو كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من ألَّف القرآن، إذاً من أين جاء بهذا العلم؟ ومَن الذي علَّمه هذه الحقائق العلمية قبل أن يكتشفها العلماء بأربعة عشر قرناً؟ إنه الله تعالى الذي وصف نبيَّه بأنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى).
هذا خلق الله