سقوط نيزك ... يشهد على صدق القرآن
حدثنا القرآن عن احتمال سقوط أجزاء من السماء على الأرض وقد سخر الملحدون قديماً وحديثاً من هذه الآية ولكن يشاء الله أن يسقط نيزك بشكل مدمر... لنقرأ هذا الخبر..
سقط نيزك مصحوب بشهب عديدة على مقاطعة تشيليابينسك الروسية، والمعلومات تشير إلى أن حوالي ألف شخص قصدوا المستشفيات العامة لتلقي العلاج من إصابات نتجت عن تحطم النوافذ الزجاجية ببعض المباني القريبة من منطقة السقوط. وبلغ عدد المباني المتضررة من سقوط النيزك زهاء ثلاثة آلاف مبنى.
إن ارتطام النيزك بسطح الأرض بقوة، أدى إلى تألق الشعاع في السماء، وتحطم زجاج نوافذ بعض المباني القريبة. وسقوط هذا النيزك تخلله سطوع نور. وهناك معلومات تفيد بان احتراق النيزك وتفتته وقع على ارتفاع 10 آلاف متر من سطح الأرض.
يقول العلماء إن هذا النيزك هو جرم سماوي تبلغ كتلته عدة أطنان. وقد تحطم في المجال الجوي مكوناً سحابة من القطع شكلت في أثناء طيرانها موجة ضاربة وإشعاعات، مما أدى إلى ظهور الضوء الساطع وتحطم زجاج النوافذ. وان الجزء الأكبر من مكوناته قد تبخر أما الباقي فسقط على الأرض. ولا توجد أي معطيات دقيقة عن اكتشاف قطع منه حتى الآن.
قول العلماء، إن النيازك التي تسقط على الأرض مختلفة من حيث حجمها وطاقتها ونوعها، وغاليا ما تكون من النوع الحجري– الحديدي أو الحديدي أو الحجري. وتشكل قبيل سقوطها سحابة هائلة من الدخان تمتد للأعلى (كما نرى في الصورة السحابة بلون أحمر وكيف تمتد للأعلى بشكل تراكمي).
كيف أشار القرآن إلى هذه الحادثة؟
لقد تحدث القرآن في كثير من آياته عن احتمال سقوط حجارة من السماء، وقد استغرب المشككون من هذا الأمر وقالوا كيف يمكن أن تهبط حجارة من فوق رؤوسنا ومن أين ستأتي وما هو مصدرها؟ ولكن يشاء الله تعالى أن نشهد حادثة مروعة تشهد على صدق هذه الآية الكريمة. فتصوروا معي أن سقوط الحجارة لو كان بأعداد كبيرة، ماذا سيحدث للبشر وكم من الناس سيقتلون وكيف ستكون الأرض بعد تدمير أجزاء منها بواسطة هذه الحجارة؟
يقول تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [الأنفال: 32]. فقد أنكر الكفار نزول حجارة من السماء وطلبوا من ربهم أن ينزل عليهم هذه الحجارة إن كان القرآن حقاً، وسبحان الله، جاء الوقت الذي رأينا فيه الحجارة تسقط من السماء وتصيب الناس والمباني... ألا تشهد هذه الآية على صدق القرآن؟
سحابة دخانية تشكلت قبيل سقوط النيزك في روسيا وتم تصويرها، وحجم هذه السحابة صغير ويشير إلى حجم النيزك صغير أيضاً، ومن رحمة الله أن هذا النيزك لو كان أكبر من ذلك لأحدث كارثة مدمرة في المنطقة لأن السحابة الدخانية ستغطي أجزاء كبيرة من المدينة وربما تقتل الآلاف أو الملايين!!
ولكن السؤال: كيف نتجنب مثل هذه النيازك والكوارث الطبيعية وهل من طريقة فعالة لذلك؟ لقد فشل العلماء حتى اليوم في التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو البراكين أو التسونامي أو سقوط نيازك.. وعجزوا تماماً عن تحديد زمن ومكان هذه الكوارث، ولذلك حتى اليوم لا توجد طريقة للوقاية من هذه الكوارث إلا طريقة واحدة فقط فما هي؟
إنها رحمة الله تعالى القائل في الآية التالية للآية السابقة: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33]، فالعذاب لا يمكن أن ينزل والنبي الكريم موجود في ذلك الوقت، وبما أن القرآن موجود حالياً فعلينا بالاستغفار لننجو من عذاب الله تعالى، فهل نكثر من قول: أستغفر الله العظيم؟
قبل ملايين السنين سقط نيزك ضخم على الأرض وأحدث حفرة كبيرة جداً... وشكل سحابة عظيمة حجبت ضوء الشمس ولوّثت الحياة على الأرض وأدت إلى انقراض الديناصورات (قبيل عشرات الملايين من السنين) ودمرت أشكال عديدة للحياة على وجه الأرض، وبالتالي فإن سقوط النيازك الكبيرة يرافقها أو يسبقها تشكل غيوم هائلة.
السحاب المركوم
إن سقوط هذا النيزك في روسيا سبقه تشكل السحاب الركامي المرتفع للأعلى لمئات الأمتار، ويؤكد العلماء أن سقوط النيازك الضخمة على الأرض مرتبط بتشكل سحب دخانية تراكمية (طبقات من الدخان تمتد للأعلى) بسبب احتراق أجزاء من حجارة النيزك على حدود الغلاف الجوي.
فالحقيقة العلمية تقول إن سقوط النيازك يسبب حدوث سحب تراكمية تسبق ارتطام النيزك بالأرض، وسبحان الله هذا المشهد الذي رأيناه اليوم ولم يكن لأحد علم به قبل اليوم أخبر عنه القرآن في آية عظيمة، يقول تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) [الطور: 44]. (الكسف) هو القطعة من الحجارة حيث لا يمكن رؤية هذه الحجارة إنما نرى الغيوم والسحب الناتجة عن احتكاكها بالغلاف الجوي واحتراق أجزاء منها فنرى السحب الدخانية أولاً وهذا ما وصفه القرآن بدقة ... وبالتالي هناك إعجاز علمي في قوله تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) [الطور: 44]. فمن الذي أخبر النبي الأمي صلى الله عليه وسلم عام 700 م بهذا المشهد الذي تم تصويره عام 2013 م؟