الحكمة من تحريم لحم الخنزير
الحكمة من تحريم لحم الخنزير من الله عز وجل ثابتة بنص قرآني لا شك فيه، لأن التحريم جاء قطعي، قال تعالى “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير”. سورة البقرة
وقد حرم الله سبحانه وتعالى الإنتفاع به بأي شكل كان ، وهذا لما له من أضرار على الإنسان ، فما الحكمة من تحريم لحم الخنزير ؟
تعريف الخنزير
الخنزير من الحيوانات الثنائية التغذية ، والتي لا تقتصر في تغذيتها على نوع محدد من الأكل ،إنما يأكل كل شيء دون إستثناء ، لهذا وصفه عز وجل بالنجس لأنه يتغذى على مختلف بقايا الأكل والقدارة ….
الحكمة من تحريم لحم الخنزير
لحم الخنزير
تتمثل الحكمة من تحريم لحم الخنزير، فيما يترتب عليه من أضرار على صحة الإنسان ،ولهذا وصفه سبحانه وتعالى بالخبث والنجس. و قد أحل الله الطيبات وحرم الخبائث لقوله ” ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ” سورة الأعراف ، و كل ما له علاقة بالخنزير من لحم ، جلد، شحم ،دم ، عضم وشحم … تم تحريمه .
كما حرم حتى بيعه والعمل على الإنتفاع به ، لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام ” إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام “ ، وما جاء به القرآن الكريم في صدد تحريم لحم الخنزير ، هو كونه رجس ،لقوله تعالى ” فإنه رجس “ ، والرجس كل شيء من الأمور الخبيثة والمضرة وغير الصالحة الإستعمال .
ما توصل له الطب في شأن لحم الخنزير
لحم الخنزير
توصل الأطباء إلى كون لحم الخنزير ضار ، لأنه يعد أكثر اللحوم التي تتوفر على عدد هائل من الجراثيم الضارة بالصحة، لأن الخنزير يعد مركز لكل المكروبات والجراثيم والديدان ، مما يسبب في ” الأمراض الفيروسية والجرثومية و الطفيلية والبكتيرية ” التي يتسبب فيها سببها ما يتغذى عليه .
ولهذا وصفه سبحانه وتعالى بالخبث والرجس ، مما جعل الحكمة من تحريمها عدم أدية النفس البشرية .والحفاض عليها ، خاصة أنها من الضروريات الخمس التي أوصى عليها عز وجل بعدم الأخذ بها إلى التهلكة .
أسباب تسبب لحم الخنزير في الأمراض
لحم الخنزير
تكمن إشكالية تسبب لحم الخنزير في الأمراض ، لكونه حيوان قدر في أكله ،فهو يأكل أي شيء يجده أمامه ، يأكل كل النفايات بشتى أنواعها، يأكل الجيفة ،يأكل فضلات الحيوانات …
حتى إن وضع في مكان نظيف وتم توفير الأكل الجيد له فإنه يأكل فضلاته الخاصة . فغذاء الخنزير سبب وجود المكروبات و الجراثيم في جسمه ،كما أن الخنزير لا يتعرق وهذا ما يجعله يحتفظ بكل ما يحمله جسمه من سموم ومكروبات ،ويتميز أيضا لحمه بكونه :
صعب الطهي .
في حالة شواء لحمه فإنه يذوب ولا يبقى منه شيء .
لا تموت الديدان والمكروبات التي يتوفر عليها لحم الخنزير رغم طهويه لمدة طويلة .
ما يترتب عن أكل لحم الخنزير
لحم الخنزير
يجمع الخنزير العديد من السموم في جسمه مما يجعله مصدر لأكثر من 30 مرض ، وهنا تبرز أهمية تحريمه من الله عز وجل ، وقد قال ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” . سورة الأحزاب
و كل ما توصل له العلم من أمراض هو نتيجة ما يحتوي عليه لحم الخنزير، الأمر الذي يسبب في العديد من الأمراض الخبيثة و المزمنة خاصة أن :
لحم الخنزير مشبع بالكوليسترول الضار المسبب في تصلب الشرايين .
أنفلونزا الخنازير وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي .
يتسبب في الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان .
يتسبب في الإصابة بالسمنة المرضية .
مرض الكبد ، الذي قد يؤدي بالنساء الحوامل إلى الموت.
الحساسية المصحوبة بالحكة .
الإصابة بالدودة الشريطية ومنه إلتهاب الرئة و إنتشار الميكروبات .
إمكانية إكتساب الإنسان للتصرفات السلبة التي يتصف بها الخنزير ، كالأكل الغير صحي ، وتصرفات لا أخلاقية …
وهذا دليل على الحكمة من تحريم الله عز وجل لأكل لحم الخنزير ، لأنه سبحانه وتعالى حريص على العناية بالصحة من أي مكروه أو أذى ، بمعنى حماية الإنسان من أن تنقل له كل الخبائث التي يحمل الخنزير في جسده .
متى يباح أكل لحم الخنزير
لحم الخنزير
حرم الله عز وجل أكل لحم الخنزير لما فيه من ضرر مباشر على صحة الإنسان ، وقد أباح أكله في حالة الضرورة القصوى والتي يغفر فيها على إثم أكله . والتي تتمثل في إنعدام الأكل وتعرض الشخص للهلاك ،فيمكنه في هذه الحالة أكل ما يسد الجوع ويبقيه على الحياة .بهذا جاء قوله تعالى “فمن اضطر غير باع ولا عاد فلا إثم عليه” سورة البقرة
نجد أنه كل ما تم تحريمه من الله جعل الإنتفاع بعه فقط لضرورة وهذا يبرزه قوله تعالى “قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باع ولا عاد فإن ربك غفور رحيم “. سورة الأنعام
كما جاء أيضا في القاعدة الفقهية ” الضروريات تبيح المحظورات ” ، بمعنى أنه لا يجوز أكل لحم الخنزير إلا لضرورة الحفاض على الحياة .
الحكمة من خلق الخنزير
لحم الخنزير
خلق الله الخنزير لحكمة تتمثل في الحفاض على توازن الطبيعة وليس لأكل لحمه ، الأمر الذي يبرز تناوله لكل شيء من فضلات مختلفة وجيفة وأوساخ كي ينظف الطبيعة و يحافظ على توازنها ،و هذا ما يميزه عن العديد من الحيوانات التي لا تتغدى على الفضلات وعلى الجيف والأوساخ .
جعل الله عز وجل الإنسان خليفته في الأرض وميزه عن باقي المخلوقات بالعقل، الذي يميز به بين ما هو ضار وما هو صالح ، و أوصاه سبحانه بالحفاظ على نفسه من كل أذى بالإبتعاد عن المحرمات .