"البراق" دابة النبي في الإسراء

سافر به سيدنا إبراهيم .. "البراق" دابة النبي في الإسراء


"البراق".. دابة مباركة، حمل سيد ولد آدم وصاحبته في رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فهو آية من آيات الله -سبحانه وتعالى- ومعجزة أخرى ضمن معجزات تلك الرحلة المباركة.


وقد ورد في كتب الحديث والسيرة النبوية المطهرة وصف هذا البراق كيف كان، وما حدث منه في ليلة الإسراء، وذكرت كذلك أن "براق" الإسراء هو نفسه الدابة التي كان أبوالأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يركبها لينتقل من فلسطين إلى مكة المكرمة ليزور زوجته السيدة هاجر وولده سيدنا إسماعيل- عليهما السلام.


وقد ذكر ذلك أمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري" حيث قال رواية عن أبو الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري: "كان إبراهيمُ يزورُ هاجرَ كلَّ شهرٍ على البراقِ يغْدو غدوةً فيأتي مكةَ ثُمَّ يرجعُ فيقيلُ في منزلهِ بالشامِ".


وفي رحلة الإسراء كانت البداية مع "البراق" الذي ركبه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في رحلته، تشريفًا له، فهو دابة من عالم الغيب، وفي إرسال البراق درس يتعلمه المؤمن، وهو الأخذ بالوسائل والأسباب، وإلا فإن الله- سبحانه وتعالى- قادر على أن ينقل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- دون وسيلة أو دابة إلى أي مكان شاء وفي أقل من لمح البصر.


وجاء في وصف شكل البراق أحاديث كثيرة منها ما رواها الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام الترمذي والنسائي وابن ماجة، وتناول شرح هذه الأحاديث العديد من الأئمة، منهم الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم والإمام ابن حجر في شرحه للبخاري وغيرهما.


وقالوا في وصف البراق إنه دابة يشبه الدواب أكبر من الحمار وأصغر من البغل، يضع حافره عند منتهى بصره، عُرفُه من اللؤلؤ الرطب منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور، وأذناه من الزّمرّد الأخضر، وعيناه مثل كوكب درّيّ يوقد له شعاع كشعاع الشمس، أشهب محجّل الثلاث مطلوق اليمين، عليه جلّ مرصّع بالدّرّ والجوهر لا يقدر على وصفه إلا الله تعالى، نَفَسُه كنَفَس ابن آدم.


وروي في الحديث أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركوبه نفر وهاج، فصاح جبريل مه يا براق! ما يحملك على هذا! فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه، فاستحيا البراق وهدأت ثورته وسكن مكانه.


وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البراق فكان سيره غاية في السرعة والانسياب، وقد ذكر أنه كان من سرعته ما يثير العجب حتى إنه يضع حافره في كل خطوة عند منتهى البصر، كما جاء في الأحاديث الشريفة الصحيحة، وكان دائمًا مستوِيَ السير فلا يعلو ولا يهبط حتى إذا قابلته عقبة مرتفعة، قصرت رجلاه الأماميتان، وطالت الخلفيتان.. وإذا قابله واد منخفض طالت رجلاه الأماميتان وقصرت رجلاه الخلفيتان..! وهكذا توفرت للرحلة معجزات ما بعدها معجزات.




المقالات ذات صله