كيف ماتت السيدة مريم العذراء
السيدة مريم العذراء السيدة مريم بنت عمران هي الطاهرة العذراء المعصومة النقية، بنت عمران، من نَسل أبينا إبراهيم عليه السلام. ولادتها روي أنّ زوجة عمران كانت عاقراً، وبينما هي جالسة تحت شجرة، شاهدت طيراً يُطعم فِراخه، فَتَحركت بداخلها عاطفَة الأمومة وقالت: يا رب إنّ لك عليّ نذراً، شُكراً لك، إنْ رَزَقتني ولداً أنْ أَتَصدق بِه على بيت المقدس لِيَخدمه، فاستجاب الله لها سبحانه، فحملت وولدت بنتاً هي السيدة مريم، وكانت الأمُّ ترجو ولداً لتُوفي بِنذرها. عاشت السيدة مريم تحت رعاية زوج خالتها، نبي الله زكريا، فكان بيتُها المسجد، وكان الطعام يَأتيها من الغيب بإذن الله عز وجل، حتى جاء أمر الله بأنْ بشَّرها بغلام، فتعجّبت إذ كيف يكون لها ولد وهي لم تتزوج، إلا أنّ إرادة الله فوقَ كلِّ القوانين، فحملت مريم، وخرجت من المسجد حتى لا يرى الناس بطنها، وجلست تحت شجرةِ نخيل وبجانبها جدول ماء، حتى جاءها المَخاض، فولدت نبي الله عيسى عليه السلام، ثمّ حملت ولدها وسكنت في جبل مجاورٍ تعبد الله وتعتني بابنها وتأكل من أعشاب الأرض وتشرب من ماء المطر. وفاتها عاشت السيدةُ مريم مع ولدها النبي عيسى عليهما السلام في الجبل بعيدَين عن أعين الناس، يَتَعبدان ويَقومانِ في الليل ويَصومان في النهار، يعتمِدان في غذائهما على نباتات الأرض ومياه المطر، وفي أحد الأيام نَزَل عيسى من الجبل لجمعِ بعض النباتات ليأكلَ مع والدته، في هذه الأثناء نَزَل مَلَكٌ على السيدة مريم وهي تُصلّي في مِحرابها، فخافت ووقعت مغشياً عليها، وبعد أنْ أفاقت قالت للمَلَك: من أنت يرحمك الله؟ قال لها: أنا مَلَك الموت. فقالت له: جِئت زائراً أم قابضاً. قال: بل قابضاً. فقالت: يا ملَك الموت لا تَتَعجّل حتى يعود قُرَّةُ عيني، وريحانة قلبي، وفلذة كبدي عيسى. فقال لها: ما أَمرني الله تعالى بذلك، وأنا عبدٌ مأمور من الله. فقالت: يا ملَك الموت قد سلَّمتُ أمري لله تعالى ورضيتُ بقضائه. في اليوم الثاني دخَلَ عيسى عليه السلام إلى أمّه فوجدها نائمة، فلم يوقظها من نومها رحمةً بها، وقام إلى صلاته حتى ثُلُث الّليل فعاد إلى أمه ووقف عند رأسها فقلب يدها وهو يقول لها: السلام عليك يا أمّاه قد انتصف الليل وأفطر الصائمون وقام العابدون إلى عبادة الجبار، فلم يسمع منها أيَّ رد، فظن أنّها تَعِبة وتُريد النوم، وعاد إليها مرةً ثالثة، وهو يحاول إيقاظها حتى سمع صَوتاً من السماء يُخبِره بأنَّ روح أمِّه قد عَرَجت إلى السماء، فوقع عليه السلام مغشياً عليه، وحزن كثيراً حتى سمع صوتاً يقول له: يا روح الله أتريدُ أحسن مني مُؤنِساً؟ فقال: أعوذُ بعزة ربي ورأفتِهِ فإني رضيت بحكم ربي. فَنَزل سيدنا عيسى إلى إحدى قرى بني إسرائيل ينادي: يا بني إسرائيل أنا روح الله عيسى ابن مريم، إنّ أمي قد ماتت فأعينوني على غسلها ودفنها؟ فرد عليه أهل القرية بأن هذا الجبل مليٌء بالأفاعي ولم يسلكه أحد منذ سنين، فعاد سيدنا عيسى وفي طريق عودته لَقي رجلين فقال لهما: إنَّ أمي ماتت غريبةً بهذا الجبل، فأعينوني على دفنها، فرد الرجلان بأنَّ جبريل قد أرسلهما لذلك، فحفرا القبر، ونزلت الحور العين فغسَّلْنَها، ودفنها عليها رضوان الله ورحمته. ننوه إلى أنّ المعلومات المدرجة في هذا المقال ليس مما ورد في المصادر الإسلامية.