أين دارت قصة أصحاب الكهف؟
40 كهفًا يُعتقد أنها لهم.. أين دارت قصة "أصحاب الكهف"؟
قصة "أصحاب الكهف"، الواردة بسورة الكهف وهي سورة مكية تقع في الجزءين 14 و 15 من القرآن الكريم، تثير فضول الكثير من المسلمين للتعرف على تفاصيلها حيث لم يرد بآيات القرآن ذكر لعدد محدد لأصحاب الكهف ولا مكانهم على وجه التحديد، ما دعا العلماء والمفكرين للاجتهاد، كذلك دفع بعض البلاد إلى الاعتقاد بوجود مكان أهل الكهف لديها، اعتمادا إلى شواهد أو آثار تاريخية.
40 بلدا تتنافس على إثبات أن أهل الكهف كانوا في إحدى كهوفها، يقول محمد هشام النعسان في كتابه "قرية الفتية أصحاب الكهف"، ففي الأردن يقال إن كهف الرجيب هو كهف أهل الكهف، بينما يرى البعض أنه في منطقة البتراء حيث وجدت كلمة "رقمو" بالنبطية محفورة على صخرة بمدخل المدينة، بينما في عمان، يرى البعض أنه يقع في منطقة "الرقيم" بجنوب عمان. تعدد الروايات والآثار والأفكار يرجع إلى أن القرآن الكريم لم يشر إلى المكان الذي دارت فيه قصة أهل الكهف إلا بوصف عام حسبما جاءت في الآيات، ويزعم أصحاب كل رأي أن كهفهم تنطبق عليه مواصفات الكهف التي وردت في آيات القرآن الكريم..
"وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ..."
في اليمن أيضًا، ذكرت بعض المراجع التاريخية والباحثين أن كهف أهل الكهف يقع في منطقة السعدي "يافع بن قاصد" ويدعى كهف "سنم" ويرى الباحث اليمني فضل الجثام، أن هذا الكهف هو أرجح الكهوف لقصة أصحاب الكهف، لأنه ينطبق بشأنه ما ورد في نصوص القرآن، حيث يقول أن الكهف عبارة عن مدخل طبيعي بين جبلين وليس مغارة مظلمة ويتسع لايواء السبعة الذين فروا من الملك دقيانوس، وأورد فضل جثام أدلته على وجود الكهف باليمن في كتابه "الحضور اليماني في تاريخ الشرق الأدنى".
وفي ترسوس، بتركيا، يعتقد البعض أيضًا أن الكهف يوجد هناك، بداخل إحدى المغارات. فبين تركيا والأردن ودمشق يرى العرب هناك أنهم حيث عاش أصحاب الكهف الذين ورد ذكرهم في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، لم يتوقف الأمر على العرب وحدهم، فهناك من يقول بأن الكهف يقع في مدينة توربان في الصين.
وفي أزربيجان، يرى سكان جمهورية ناخيتشيفان أن بلادهم تحوي الكهف المقدس، فحسب عالمة الجغرفيا الازربيجانية، فريدة يوسفلي، هناك يقع الكهف المقدس الذي له قيمة روحية كبيرة بالنسبة للمسلمين، وتقول أن بيئة الكهف الطبيعية مثالية للحماية من برد الشتاء وحرارة الصيف، وتؤكد أن سواد جدرانه من الداخل يشير إلى النيران التي ظلت مشتعلة لفترة زمنية طويلة، وأن المنحدرات التي تحيطه كانت تحميه من الأعداء والحيوانات البرية. يعتبر هذا الكهف مزارًا سياحيًا يقصده آلاف الزوار في أذربيجان، وهناك معتقد يقول أن أمنيات الأشخاص تتحقق إذا وصلوا إلى نقطة معينة فوق قمة الجبل الذي يحوي الكهف.