من هو الصحابي الذي شغلته النساء وعاتبه النبي
تعرف على قصة الصحابي الذي شغلته النساء وعاتبه النبي
خوات بن جبير، هو أحد شباب الصحابة الكرام كان له موقف مشهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روي جبير قصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان خوات متعلقا بامرأة، وله خليلة من قبل إسلامه في الجاهلية، فذات يوم خرج خوات يسير في إحدى طرقات المدينة فقابل تلك الفتاة،
وظلت عيناه معلقة بها حتى اصطدم ببجدار فسالت دماؤه وتهشم وجهه، يقول جبير فيما نقل عنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الأمم:
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الحالة فقال: مهيم، فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: "فلا تعد إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرًا عجل له عقوبته في الدنيا".
وبعد عدة أيام، مر الرسول صلى الله عليه وسلم على خوات مرة أخرى، وكان جالسًا مع نسوة من أهل المدينة يتمازحون ويتضاحكون، فعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآه ولكنه لم يقل له شيئًا، فلما جاء اليوم التالي أتى خوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي قال له:
يا خوات أما آن لذلك البعير أن يرجع عن شروده؟ قال: قلت: والله يا رسول الله ما شرد منذ أسلمت، قال: صدقت ولكن لا تعد إلى ذلك المجلس فإنه مجلس شيطان.
وقد روى الطبراني تلك القصة بطريق مختلف حيث قال أن خوّات بن جبير - رضي الله عنه - قال: "نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرّ الظهران، قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن، فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت عيبتي فاستخرجت منها حلة فلبستها،
وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبّته فقال: أبا عبد الله، ما يجلسك معهن؟ فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته، واختلطت، قلت: يا رسول الله، جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيداً،
فمضى واتبعته، فألقى رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ فأقبل ظاهراً (راجعاً) يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره، فقال صلى الله عليه وسلم: «أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟"،
ثم ارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: "السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟"، فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فأتيت المسجد فقمت أصلي،
وخرج رسول صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طوِّل أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائماً حتى تنصرف،
فقلت في نفسي: والله لأعتذرنّ إلى رسول الله ولأبرئنّ صدره، فلما قال: "السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟"، فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال صلى الله عليه وسلم: "رحمك الله ثلاثاً، ثم لم يعد لشيء مما كان".