قصة سيدنا يونس والحوت
النابلسي: قصة سيدنا يونس والحوت تثبت دقة القرآن وعظمته
حكى الدكتور محمد راتب النابلسي - الداعية ورئيس هيئة الإعجاز القرآني السوري - موقفا لأحد العلماء أثناء قراءته لكتاب الله تعالى وتحديدا قصة نبي الله يونس مع الحوت في القرآن، فقال: يقول أحد العلماء: كنت أقرأ لعشرات المرات ولعشرات السنين قصة سيدنا يونس، ومنذ سنتين فقط توقفت عند قول الله تعالى في الآية 142 من سورة الصافات: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}، فقلت في نفسي: لماذا قال الله تبارك وتعالى {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؟
وتابع النابلسى، خلال صفحته الشخصية على فيسبوك قائلاً: فبدأت أدرس طبيعة الحيتان فوجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء، والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه الله تبارك وتعالى على وجه الأرض، فهو أضخم من الديناصورات، وأضخم من الفيلة، فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من 180 طنا.. وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التي تسمى (البلانكتون) الكائنات الطافية الهائمة، فهو لا يملك أسنانا إطلاقاً، وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية.
وأوضح فضيلته أن هناك طريقة لتناول الحوت لطعامه: يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية، ويخرج الماء من جانبي الفم، يعني لا تفلت منه واحدة من هذه (البلانكتون).
وأضاف النابلسى أن الشاهد في القصة عن الحوت الأزرق وسيدنا يونس: أن هذا الحوت على ضخامته، بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة فإذا دخل فمه أي شيء كبير لا يُبتلع، ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة.
ولهذا قال الله عزّ وجل: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؛ يعني لا هو قادر على بلعه، ولا مضغه، لأنه (أهتم) أي: ليس له أسنان، والمعروف أن الحوت يتنفس بالأكسجين ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل 15 دقيقة.
واستعرض فضيلته رأى علماء الحيوان فى الحوت: أن لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق، مرتاحين بدون أي مضايقة!؛ بمعنى: أن سيدنا يونس كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعه المكيفة؛ ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ} ولم يقل ابتلعه أو هضمه.
وتابع قائلاً: لقد قرأت الآية مئات المرات ولم تستوقفني أبداً إلا حينما تأملت فيها ولذلك أقول: كلما تأمل الإنسان في القرآن الكريم يرى العجب ويفهم ما يجعله على يقين تام بالله رب العالمين سبحانه جلَّ وعلا، وصدّق كل حرف بالقرآن المجيد، ولقد تأملت وراجعت المصادر العلمية، وكذلك عدت للعهد القديم باللغة الإنجليزية وهو التوراة فوجدتهم يقولون: (ابتلعته سمكة كبيرة)، وطبعاً هناك فرق كبير جداً، لأنه لو اُبتلِع لهلك بعملية الهضم.
فالتقمه، غير فابتلعه!!
يعني الدلالة القرآنية هنا دقيقة تماماً، بل فى غاية الدقة {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}، تعني: بقي كلقمة في فم الحوت، لا يستطيع أن يبلعها، ولم يلفظها مباشرة.
وأوضح النابسلى فيما يخص نفس القصة فى القرآن الكريم أن الله تعالى يقول بآيات أخرى: {وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ}، أي: بعد خروجه، فلماذا اليقطين؟
الجــواب:
اليقطين: هو القرع بأنواعه المختلفة، ومنه القرع العسلي وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات، ولأن الله تبارك وتعالى يريد أن يستر عبده ونبيه فستره بشجرةٍ من يقطين تملك أكبر حجم لأوراق الشجر.
ثم بدراسة متأنية لشجرة اليقطين وجدت: أن اليقطين ساقه وفروعه وأوراقه وثماره مليئة بالمضادات الحيوية، ولهذا لا تقربه حشرة!!؛ أي: أن كل كلمة وكل حرف في القرآن الكريم له حكمة بالغة تثبت صدق القرآن بكل حرف منه، وذلك لأنني عندما عدت إلى العهد القديم أيضاً، وجدت أنهم يقولون فظللته شجرة من العنب، والعنب مليء بالحشرات ولا يملك أن يظلل سيدنا يونس؛ لأن أوراقه صغيرة ولا يملك أن يشفي جراح سيدنا يونس؛ لأنه لا يملك الكم الهائل من المضادات الحيوية الموجودة بشجرة اليقطين.