كمبيوتر بيئي يكشف أسرار علاقة الفرد بالبيئة
مختصون يبتكرون نظاما رقميا يقوم بحساب كمية الانبعاثات الغازية الناتجة عن نشاطات الإنسان وتأثيرها على البيئة.
ابتكر مختصون في ولاية كاليفورنيا الأميركية كمبيوتر بيئي خاص، يعمل على حساب مقدار مساهمة الأفراد في زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث يقوم الفرد بتلقيمه بالبيانات الخاصة حول أسلوب حياته، ليخبره فيما إذا كان صديقاً للبيئة، أم أنه سببا ًمن أسباب "شقائها".
وقام فريق ضم مختصين من "معهد بيركلي للبيئة"، و"مختبرات الطاقة المتجددة والمناسبة"، التابعين لجامعة "كاليفورنيا- بيركلي" الأميركية، بابتكار كمبيوتر رقمي على شبكة الانترنت، يتم تزويده بالبيانات حول أسلوب حياة الفرد، من سكان الولاية، ليحدد كميات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تسبب في انبعاثها، فيكشف بذلك عن مقدار مساهمته في تلويث الأجواء، وزيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الحياة على هذا الكوكب.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى دور الأغنياء في العديد من المجتمعات، في التأثير بشكل سلبي على مناخ الأرض، وذلك بسبب عدم تقنينهم للأنشطة الإنسانية المختلفة، التي قد تسهم في تلويث البيئة، أو زيادة انبعاث الغازات المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري، كالتنقل بشكل مستمر، بواسطة سيارات فارهة تستهلك كميات كبيرة من الوقود، والسفر جواً باستمرار، علاوة على إنفاق الأموال -ودون حساب- على شراء البضائع المختلفة، وما يرتبط بذلك من زيادة التأثير السلبي للقطاع الصناعي على مناخ الأرض.
ويقول فريق المختصين أنهم نجحوا في تصميم نظامٍ رقمي، يمكن تطبيقه ليشمل الولايات الأخرى، يقوم بحساب الكميات المنبعثة من غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يسهم في زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي نجمت عن النشاطات الإنسانية المختلفة للأفراد من سكان ولاية كاليفورنيا، ليفيد منها جميع أفراد الأسرة، وأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة.
ويتطلب استخدام تلك الكمبيوتر البيئي تقديم معلومات عن الفرد مثل موقع السكن، عدد أفراد الأسرة، والدخل السنوي للفرد، بالإضافة إلى طبيعة وسائط النقل التي يستعملها الفرد في تنقله، ونوعية الطعام الذي يتناوله، كما يشمل ذلك خيارات الفرد الأخرى، فيما يختص بالمسكن ونمط العيش.
وبحسب "كريستوفر جونز" الباحث من الجامعة، فإن الهدف من تصميم هذا الكمبيوتر الخاص، هو أن يدرك الأشخاص أن جميع الأعمال التي يقومون به، وأي مبالغ ينفقونها، لها تأثيرات على المناخ. كما سيقدم لهم الكمبيوتر معلومات عن أبرز الأمور الحياتية، التي يمكن أن تحدث تأثيرات مناخية واضحة.
وينوي المختصون العمل على تطوير الكمبيوتر الحالي، بغرض تقديم نسخة مطورة منه في شهر أيلول/سبتمبر القادم، لتشمل أدوات حسابية أفضل، ما سيساعد على تنمية الوعي البيئي عند الأفراد، ليعملوا على التخفيف من التأثيرات لسلبية لأنشطتهم المختلفة على مناخ هذا الكوكب