النار على الأرض وفى الفضاء
رواد ناسا يشعلون النار على محطة الفضاء الدولية استعدادًا لمهمة القمر 2024
أشعل رواد فضاء وكالة ناسا الأمريكية النار على متن المحطة الفضائية الدولية، وذلك كجزء من التجارب لتحديد كيفية تصرف النيران في الفضاء، وتم إجراء تجارب الاحتراق منذ عشية عيد الميلاد لتحديد كيفية انتشار الحرائق والتصرف بشكل مختلف في درجة انعدام الجاذبية استعدادا لمهمة القمر 2024، فبسبب الاختلافات في الجاذبية، يمكن أن تكون الحرائق أكثر خطورة على القمر منها على الأرض، وذلك مع لهيب أكثر قوة ينتشر بشكل أسرع.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يمكن أن توفر التجارب رؤى مهمة لرحلة ناسا المقبلة إلى القمر في عام 2024 ، والبعثات الطويلة الأجل لإنشاء موقع قمرى.
النيران فى الجاذبية الصغري
وقال الدكتور بول فيركول من جمعية أبحاث الفضاء بالجامعات التي تعمل في المشروع: "العيش على سطح القمر هو بيئة مختلفة عن الأرض، والحرائق ستتصرف بشكل مختلف هناك".
وأَضاف الدكتور فيركول لصحيفة الجارديان: "هناك سبب للاعتقاد بأن الحرائق يمكن أن تكون أكثر خطورة على القمر منها على الأرض، فعندما تحترق الشعلة على الأرض، تسحب الجاذبية الهواء البارد والأكثر كثافة إلى قاعدة اللهب، لتحل محل الهواء الساخن الذي يرتفع، وهو تأثير يسمى الطفو، وهذا التدفق التصاعدي للهواء يعطي لهب شكل مميز.
ولكن في حالة انعدام الجاذبية، لا يتحرك الهواء الساخن إلى أعلى بسبب عدم وجود الجاذبية، مما يعطي الحرائق شكلًا كرويًا أو قبة.
وتوضح وكالة ناسا: "إن الظروف تمنع العلماء على وجه الأرض من اكتساب فهم أساسي لكيفية انتشار اللهب، ولكن في الجاذبية الصغرى بمحطة الفضاء الدولية، يتاح للعلماء دراسة أفضل لفيزياء انتشار اللهب".
وأشعل رواد فضاء ناسا الحرائق في صناديق بأحجام مختلفة، مع مروحة تنشر الهواء من خلالها لتوفير الأكسجين، الذي تحتاج الحرائق إليه، واستخدم الطاقم عينات القطن والألياف الزجاجية والاكريليك كوقود لمعرفة كيف يمكن لتدفقات الهواء المختلفة وأحجام الصناديق تغيير معدلات الاحتراق.
كما أنه في 15 تجربة أجريت حتى الآن، اشتعلت الشعلة بين دقيقة واحدة و22 دقيقة، حيث درست التجارب سلوك النيران أثناء انتشارها في مساحات محصورة بشكل مختلف في الجاذبية الصغرى، وخاصة دراسة التفاعل بين انتشار النيران والجدران المحيطة.
وينتشر اللهب بشكل أسرع في الأماكن الضيقة الأصغر منه في الأماكن الأكبر حجمًا، حتى لو كانت جميع الظروف البيئية الأخرى مثل إمدادات الأكسجين والضغط هي نفسها.
وتشير الاختبارات إلى أن النيران قد تكون أشد خطورة على القمر منها على الأرض، نظرًا لانخفاض الطفو، لأن الحرارة تظل أقرب إلى الأرض.
ويمكن لناسا استخدام هذه المعرفة لتحسين اختيار المواد لموقعها القمري على سطح القمر، الذي تخطط لإنشاءه بحلول عام 2028، وكذلك استراتيجيات السلامة من الحرائق، كجزء من برنامج Artemis لوكالة الفضاء، حيث تخطط ناسا لإرسال أول امرأة إلى القمر في عام 2024 وإنشاء مهام مستدامة بحلول عام 2028.