الأقمار الصناعية تكشف عن انهيار جبل جليدي
الأقمار الصناعية تكشف عن انهيار جبل جليدي عملاق ثلاثة أضعاف حجم باريس
شهدت منذ أيام القارة القطبية الجنوبية انهياراً جليدياً ضخماً وقال تقرير، إن الكتلة الضخمة انزلقت من نهر ويليام الجليدي لتنصهر في مياه خليج بورغن بجزيرة آنفيرز، فيما قال علماء السفينة البريطانية، إن الجزء الجليدي المنهار يزن ألف طن ويصل ارتفاعه إلى ما لا يقل عن 40 متراً.
تكشف الأقمار الصناعية عن انهيار جبل جليدي بمثابة جزء كبير من الجليد قد تجاوز ثلاثة أضعاف باريس بواحد من أكبر الأنهار الجليدية انكماشاً مؤخراً، وهو نهر Pine Island Glacier (PIG)، ويربط هذا النهر الهائل المتجمد، المحيط بأرض القارة القطبية الجنوبية والذي يتراجع بسرعة، بسبب ما تفعله درجات الحرارة الأكثر دفئاً على الأنهار الجليدية المعرضة للخطر، والتي إذا ذابت، ستؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في العالم بنحو أربعة أقدام.
تأثيرات مدمرة
حذر العلماء من أن تأثيرات الاحترار العالمي التي من صنع الإنسان قد تكون أكثر تدميراً، حيث إنها تعمل في الوقت الحاضر على ارتفاع درجة حرارة القطبين بنفس المعدل.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، انفصل الجزء الضخم من الجليد بسرعة إلى جبال جليدية أصغر، وقام العلماء في كوبرنيكوس، بالشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية، بمراقبة الجبل الجليدي البعيد لعدة سنوات عبر الأقمار الصناعية.
وتم دمج ما مجموعه 57 صورة مستقلة تم التقاطها على مدار 12 شهراً في فيديو قصير بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية، يكشف كيف أن جزءاً من الجليد تبلغ مساحته 120 متراً مربعاً (312 كيلومتراً مربعاً)، قد انفصل عن الجسم الرئيسي للنهر الجليدي.
وهذا هو ما يقرب من حجم جزيرة مالطا، وثلاثة أضعاف حجم عاصمة فرنسا «باريس»، حيث تمت مراقبة سلسلة من الانقسامات منذ أوائل عام 2019. ومع مرور الأقمار الصناعية فوق المنطقة، استولت على اللحظة التي سقط فيها أخيراً، وهذه القطعة الكبيرة من الجليد تنقسم إلى عدة صخور أصغر.
وقال مارك درينكوتر، العالم البارز واختصاصي الغلاف الجليدي في وكالة الفضاء الأوروبية: «أنشأت الأقمار الصناعية المزدوجة في كوبرنيكوس Sentinel - 1 فتحة يمكن للجمهور من خلالها مشاهدة أحداث مثل هذه تتكشف في المناطق النائية حول العالم».
القارة القطبية الجنوبية لم تعد كما كانت
وأضاف درينكوتر، «ما يثير القلق هو أن دفق البيانات اليومي يكشف عن الوتيرة الدرامية التي يعيد بها المناخ تحديد وجه القارة القطبية الجنوبية».
وتابع التقرير، أن الانهيار استمر لعدة دقائق، كما انتشر على مساحة نحو 800 متر بالنهر الجليدي، قبل أن تستقر الكتلة المنهارة في قاع الخليج لتغطي أجزاء واسعة منه بالقرب من جبل جليدي.
وفي وقت سابق، حذر العلماء من ذوبان الجليد في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية)، بسبب ما قد ينتج عنه من ارتفاع في مستويات المياه بمقدار 11 قدماً بحلول نهاية القرن، فإن المدن الساحلية الكبرى قد تهلك تماماً مع نزوح الملايين قبل نهاية هذا القرن إذا استمرت هذه المعدلات.