علماء ألمان ينجحون فى إنتاج بروتين يمكنه مكافحة التغير المناخى

أعلن معهد (ماكس بلانك) الألمانى بمدينة ميونيخ عن إنتاج بروتين روبيسكو يدخل كجزء أساسى فى عملية التمثيل الضوئى التى تقوم النباتات خلالها بتحويل ثانى أكسيد الكربون والماء إلى الأكسجين والسكر فى وجود الضوء.

ويأمل باحثو معهد (ماكس بلانك) للكيمياء الحيوية من خلال هذا النجاح العلمى بالتعاون مع باحثى جامعة ميونيخ فى جعل هذا البروتين أكثر فعالية لزيادة قدرة النبات على عزل ثانى أكسيد الكربون باعتباره أكثر أسباب ظاهرة الغازات الدفيئة أو الاحتباس الحرارى.

وفى تعليق على نتائج الدراسة, قال مانايت هاير هارتل رئيس فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة إنه من حيث المتوقع أن يمتص بروتين روبيسكو المعدل غاز ثانى أكسيد الكربون من الجو بفعالية أكثر فإنه من الممكن أن يزيد من إنتاجية المحاصيل ويمكن أن يكون مهما فى حماية المناخ.

وباءت جميع محاولات العلماء السابقة لإنتاج هذا الإنزيم شديد التعقيد بشكل صناعى بالفشل رغم أنه قليل الفعالية, وأوضح ماير هارتل بمعهد ماكس بلانك أن بروتين روبيسكو هو أحد أهم البروتينات على كوكب الأرض ولكنه أحد أقل هذه البروتينات فعالية أيضا .. مضيفا أنه لا يتفاعل فقط مع ثانى أكسيد الكربون بل كثيرا ما يتفاعل مع الأكسجين.

ونجح الباحثون فى إنتاج هذا البروتين من خلال ما سموه بـالوصيف الخلوى الذى يضمنون من خلاله اجتماع الأجزاء الستة عشرة الأساسية بالشكل الصحيح لإنتاج هذا البروتين حسبما أوضح المعهد فى بيانه الخميس.

وفى سياق متصل, أكدت دراسة ألمانية أن تزايد نسبة حمضية مياه البحار والمحيطات يهدد عددا من الأحياء المائية أكبر, مما كان يعتقد العلماء حتى الآن.

وحسب الدراسة الدولية, التى أشرف عليها معهد لايبنيتس الألمانى لعلوم البحار وأعلن عنها الأربعاء بمدينة كيل شمال ألمانيا, فإن أحياء مائية مثل نجم البحر وقنفذ البحر وشوكيات الجلد أصبحت هى الأخرى تعانى من النتائج السلبية لهذا الارتفاع فى نسبة الحمضية.

وأشار الباحثون إلى أن التجارب الأولى التى أجروها فى هذا الاتجاه أثبتت تزايد صعوبة تأقلم بعض الأحياء البحرية مع محيطها البحرى المعروف, مما يدل على ترتب هذا الارتفاع فى نسبة الحمضية على نتائج وخيمة بالنسبة لهذه الأحياء وعلى رأسها شوكيات الجلد التى أصبحت تعانى من صعوبة بناء هياكل قوية من الكالسيوم.

ويعد تزايد نسبة الحمضية فى البحار والمحيطات من نتائج احتراق النفط والفحم والغاز الطبيعى, حيث ينشأ حمض الكربونيك فى البحار والمحيطات نتيجة غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يعتبر أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تؤدى لارتفاع درجة حرارة الأرض.

كان التأثير السلبى لزيادة حمضية البحار يظهر بشكل واضح حسب الدراسات الحالية على الشعب المرجانية والأصداف التى تكون الجير بنسبة كبيرة.

ولكن هذه الدراسة أظهرت أن شوكيات الجلد تلعب دورا أكبر بكثير مما كان يعتقد العلماء حتى الآن فى دورة ثانى أكسيد الكربون على الأرض, حيث تستهلك هذه الشوكيات كمية من ثانى أكسيد الكربون الموجود فى المياه فى تكوين قشورها الواقية أو فى بناء هياكلها.

غير أن هذه الشوكيات وأشباهها من الأحياء المائية تعيد هذه الكمية من ثانى أكسيد الكربون للبحر بمجرد موتها وذلك خلافا لما تفعله الهوام البحرية الأخرى والطحالب التى تحول ما تمتصه من ثانى أكسيد الكربون إلى أملاح.




المقالات ذات صله