احترس.. المشروبات الغازية تهدد حياة المراهقين

المشروبات الغازية هى مشروبات صناعية مضاف إليها مواد حافظة وغازات ونكهات تعطيها الطعم المميز الذي يختلف من نوع لآخر حسب النكهة المضافة، مع عدم وجود أي قيمة غذائية لها، بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر.

كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لإحتوائها على مادة "البيكربونات" وهى مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الإنزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم، لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.

وحول هذه المشروبات وخطورتها على الإنسان، أجرى باحثون أمريكيون بجامعة "فيرمونت" في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة طبية حديثة أثبتت أن تناول المراهقين ما يقارب 5 عبوات من المشروبات الغازية في أسبوع واحد يجعلهم أكثرعرضة للتصرف بعدوانية وعنف مما يدفعهم إلى حمل بعض الأسلحة البيضاء للدفاع بها عن أنفسهم؛ الأمر الذي يترتب عليه إيذاء أنفسهم أو إيذاء غيرهم.

وأوضح الباحثون أن الدراسة أكدت أن المراهقين الذين تناولوا 4 عبوات من المشروبات الغازية في الأسبوع كانوا أكثر عدوانية تجاه أصدقائهم المقربين من الذين تناولوا أثنتين في الأسبوع؛ ما يجعلهم معرضين للتصرف بعنف تجاه شركائهم فى العمل أوأصدقائهم أو حتى الأقارب، أما من تناولوا خمسة عبوات أو أكثر من علب المشروبات الغازية في أسبوع واحد هم أكثر عرضة للإقدام على التعامل بشراسة كما يشجعهم على تناول الخمر، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

كما حذر باحثون من أن الإكثار من تناول الأطفال للمشروبات الغازية قد يكون مضراً لهم بسبب احتوائها على مواد حافظة قد تكون لها علاقة بأمراض الكبد والشيخوخة المبكرة والإصابة بمرض "باركنسون" الشلل الرعاش.

وأشارت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة شفيلد ببريطانيا، إلى أن المادة الحافظة "إي 211" موجودة في مشروبات خفيفة مثل، "فانتا" و" بيبسي ماكس" التي قد تتلف خلايا الحمض النووي الريبي عند البشر، كما حذر العلماء من أن مادة "بنزوات الصوديوم" قد تكون مسؤولة عن الإصابة بمرض السرطان على الرغم من أن وكالة مقاييس الأغذية أعلنت بأنها آمنة للاستهلاك.

وبينت تجارب أجريت حول تأثير المادة الحافظة "إي 211"على خلايا خميرة حية أنها قد تكون تتلف منطقة في الحمض النووي الريبي.

وأكد بايبر أن هذه المواد الكيميائية لديها القدرة على إحداث تلف كبير للحمض النووي الريبي في الخلايا أو الحبيبات الخيطية، وهي عبارة عن تكوينات في منتهى الصغر بداخلها جينات وتتحرك وتسبح داخل الخلية بعيداً عن نواتها، حيث تتواجد الغالبية العظمى من المورثات وقد تشل نشاطها كلياً.

وأضاف بايبر أن المتقدرات أو الحبيبات الخيطية تستهلك الأكسجين من أجل تزويدك بالطاقة وإذا دمرتها عندها يتعطل عمل الخلايا، وحث الآباء على عدم شراء المشروبات الخفيفة الغازية التي تحتوي على هذه المواد قبل التأكد من سلامتها.

وأوضح متحدث باسم شركة "بريتفيك" المصنعة لمنتجات "بيبسي دايت" و" بيبسي ماكس" وكلا المشروبين يحتويان على مادة "إي 211" إننا سوف نستخدم فقط مكونات بعد إخضاعها لاختبارات دقيقة وموافقة وكالة مقاييس الأغذية في بريطانيا والاتحاد الاوروبي

المشروبات الغازية تضعف عظامك

كما أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "بي" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية.

وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض "الفوسفوريك" و"الكاربونيك" التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.

وأوضحت الدراسة أن المشروبات الغازية لا تحتوي على أي قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.

وأضافت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.

وتهدد بسرطان البنكرياس

كما حذرت دراسة بريطانية حديثة من أن تناول المشروبات الغازية يمكنها أن ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس.

وقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة "إيست انجليا" في بريطانيا على 25 ألف شخص على مدى 16 عاماً، أن هؤلاء الذين يتناولون السكروز "السكر الأبيض" بكثرة تتضاعف لديهم أيضاً نسبة الإصابة بمرض سرطان البنكرياس مقارنة بالذين يتناولون السكروز بشكل أقل.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إلى أن وظيفة البنكرياس في الجسم هي إنتاج الإنسولين الذي يقوم بدوره بالمحافظة على معدل السكر في الدم، مؤكدة أن تناول السكروز بزيادة يمكنه أن يؤدي إلى سرطان البنكرياس من خلال الزيادة في إنتاج الإنسولين.

من جهة أخرى، وجد العلماء من جامعة "جورج تاون" بالولايات المتحدة الامريكية والذين اجروا دراستهم على 60 ألف رجل وامراة في سنغافورة على مدى 14 عاماً، أن الذين يتناولون أكثر من مرتين من المشروبات الغازية في الأسبوع الواحد تتضاعف لديهم مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس.

وتدمر الكلى

كما أكد باحثون أمريكيون أن تناول أكثر من عبوتين يومياً من أحد المشروبات الغازية للكولا يرفع احتمالات الإصابة بأمراض فشل الكلى المزمنة إلى أكثر من الضعف.

وتأتي هذه الدراسة الحديثة كإضافة إلى ذلك الرصيد المتزايد من الدراسات الطبية التي تُحذر من المخاطر الصحية للإكثار من تناول مشروبات الكولا الغازية ، والتي تشمل التسبب في هشاشة بنية العظم وحصاة الكلى وضعف الأسنان، لكن الأهم هو ارتفاع الإصابات بمرض السكري وبالسمنة.

وأشارت الدكتورة دالي ساندلار وزملاؤها من المؤسسة القومية لعلوم الصحة البيئية في كارولينا الشمالية في دراستهم المنشورة بعدد يوليو من مجلة "علم الأوبئة"، إلى أن ارتفاع احتمالات الخطورة هذا لم يُلاحظ عند تناول مشروبات غازية أخرى.

وتؤثر على الكبد

وأكدت نتائج دراسة أجريت حديثاً على الفئران الشكوك التي تفيد بأن تناول المشروبات الغازية السكرية يرتبط بتطور أمراض الكبد.

وكشفت نتائج الدراسة الأمريكية أن الفئران التي تناولت كميات كبيرة من المياه المحلاة بالسكر أصيبت بأمراض الدهون الكبدية، وخاصةً التي تناولت نوعاً من السكر يعرف بالفركتوز، كما قل إقبال هذه الفئران على الطعام في حين حصلت على عدد أكبر من السعرات وزاد وزنها.

وتدعم هذه النتائج النظرية التي تفيد بأن تناول الفركتوز بكميات كبيرة يدمر الكبد ويزيد نسبة السموم.




المقالات ذات صله