قصة أول لقاء بين رياض السنباطى وأم كلثوم
فى ذكرى رحيله.. قصة أول لقاء بين رياض السنباطى وأم كلثوم
السنباطى وأم كلثوم
تمر اليوم ذكرى رحيل واحد من أهم الملحنين فى تاريخ مصر، وهو الفنان رياض السنباطى الذى ولد فى مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط بشمال دلتا مصر،
وكان والده مقرئا تعود الغناء فى الموالد والأفراح والأعياد الدينية فى القرى والبلدات الريفية المجاورة، واكتشف موهبة طفله حين بلغ التاسعة من عمره إذ تفتحت أذنا الفتى الصغير على أبيه وهو يعزف على العود،
ويغنى الغناء الأصيل والتواشيح الدينية، فلما بلغ التاسعة ضبطه والده عند جارهم النجار هاربا من المدرسة، يضرب على العود ويغنى بصوته أغنية "الصهبجية" لسيد درويش فطرب لصوته، وقرر أن يصطحبه معه للغناء فى الأفراح.
وروى رياض، فى أحد لقاءاته الصحفية، تفاصيل لقائه بأم كلثوم فقال: بعد سبعة عشر عاما من لقائنا الأول فى قرية "درينش" إحدى قرى الدقهلية، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق فى القاهرة.
وقتها كنت أحسد الذين يلحنون لها وكانت تتحرك فى أعماقى ملكة التلحين، تعبيرا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب فى مثل سنى.. كنت أقيم فى شقة وحدى وطلبت تليفون كى يسهل علىّ أعمالى واتصالاتى،
وفى اليوم الأول الذى دخل فيه التليفون إلى الشقة، سمعت أغنية لأم كلثوم من الراديو، فتذكرت تعارفنا فى محطة الدلتا، وكنت قد عرفت رقم تليفونها من الإذاعة فاتصلت بها، وعندما ذكرت لها اسمى تذكرت بأن والدها الشيخ إبراهيم كان يغنى مع والدى فى الأفراح،
ودار بيننا حديث قصير قالت لى فى نهايته "ابقى خلينا نشوفك يا أستاذ رياض، مادام أنت فى مصر وأنا فى مصر".
ومع سطوع نجم أم كلثوم فى منتصف الثلاثينيات، تعاونا فى أغنية "على بلد المحبوب ودينى"، التى قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا، وبعدها لحن رياض لأم كلثوم "النوم يداعب عيون حبيبى"، كلمات أحمد رامى،
والتى أعجبت بها أم كلثوم وقدمته فى حفلها الشهرى على مسرح قاعة ايوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وظل رياض يمد أم كلثوم بألحانه وروائعه،
حيث وجد رياض فى صوت أم كلثوم ضالته المنشودة، فبقدراتها الصوتية غير المحدودة وبإعجازها غنت ألحانه فأطربت وأبدعت، ليقدم لها نحو 90 لحنا، إلى جانب تميزه فى تلحين القصيدة العربية ولذلك آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقرى.