محمود الجندى عبر من النكسة إلى النصر

فنانون بدرجة أبطال.. محمود الجندى عبر من النكسة إلى النصر
محمود الجندى
كان للفن دور كبير فى تجسيد فرحة نصر أكتوبر وبث الحماس فى نفوس المواطنين ونقل تفاصيل أحداث العبور والانتصار وفرحة الجنود وتضحياتهم، وعبر الفنانون عن هذه المشاعر وعن فرحة الجيش والشعب وعن صبر السنوات حتى تحقق النصر من خلال الأغانى والأعمال الفنية والدرامية والسينمائية التى لولاها ما عرف الناس أحداثا وتفاصيل كثيرة عن أحد أهم الأحدث الفارقة فى تاريخ مصر والأمة العربية.
ورغم دور الفن فى أوقات الحرب وحرص الفنانين والمشاهير على الوقوف إلى جانب الجيش خلال هذه الأحداث الحاسمة بأعمالهم الفنية، إلا أن الكثيرين منهم لم يكتفوا بهذا القدر وتجاوز عطاؤهم حدود الأعمال الفنية والغناء والتمثيل، فشاركوا بالروح والدم والجسد أو ضحوا بأعز الأحباب فداء لتراب الوطن وتحرير أراضيه ، ومن بين هؤلاء الفنانين الراحل محمود الجندى.
لم يكن محمود الجندى يمثل حين جسد فيلم "حكايات الغريب" ، ولكنه استدعى رصيد الذكريات التى حملها طوال 7 سنوات قضاها فى الجيش خاض خلالها حربى الاستنزاف وأكتوبر المجيد وعاش خلالها مئات المواقف والحكايات للجنود المحاربين الابطال ، قصص الاستشهاد والفقد والأسر ، ومشاعر النصر بعد الصبر ، فكان خير من جسد بطولات وحكايات الجنود المجهولة من أبطال حرب أكتوبر وبطولات ونضال شعب السويس.
ويمتلك الجندى رصيدا ضخما من الأعمال الفنية شملت كل أشكال الفن والتمثيل، الكوميدى والتراجيدى الدراما والسينما والمسرح، وحتى الاستعراض والغناء.
حصل الفنان الراحل المولود فى محافظة البحيرة فى 24 فبراير عام 1945 لأسرة ريفية بسيطة، على دبلوم الصنايع قسم النسيج وعمل بأحد مصانع النسيج، وشجعه المحيطون به بعد إعجابهم بصوته ووقوفه لأول مرة على خشبة المسرح بمركز شباب المركز ، للالتحاق بالمعهد العالى للسينما.
وبالفعل تخرج محمود الجندى من معهد السينما عام 1967 ، وبعدها بدأت فترة تجنيده حيث خدم فى سلاح الطيران لمدة 7 سنوات وشارك فى حربى الاستنزاف و أكتوبر 73، وتعرف خلال هذه الفترة على المخرج عاطف الطيب ، وبدأت بعدها مسيرته الفنية الحافلة التى حمل بعضها ملمحا من ملامح حياته الشخصية .
وبالرغم من أن هذه الفترة جعلت مسيرته الفنية تتأخر عن زملائه إلا أن الجندى تحدث عنها مؤكدا أنها أحسن 7 سنوات فى حياته ، رغم حرمانه لبعض الوقت من تحقيق حلمه فى التمثيل ، مشيرا إلى أنه تم تجنيده كظابط احتياط وكان من زملائه فى الجيش خلال هذه الفترة المخرج عاطف الطيب والمصور أحمد عسر.
وأشار محمود الجندى إلى أنه كان مجندا فى القوات الجوية قائلا:" لفيت مطارات مصر كلها، وكنا بنطلع طلعات جوية كتير ونعود وقد فقدنا زميل أو اثنين ، فعانيت من مرارة الفقد وتعلمت كيف أكتم مشاعرى وعواطفى فى سبيل هدف كبير".
وتابع:" مرينا بفترات يأس ومكناش عارفين هنحارب ولا لأ وماكنتش عارف فترة تجنيدى هتخلص إمتى فتزوجت خلال هذه الفترة وكان عمرى 32 سنة ، فتعملنا كيف نمارس حياتنا بشكل طبيعى ونحن نواجه الموت ، وعندما اندلعت حرب أكتوبر كنت فى مطار فايد وفوجئت بمواسير الدبابات اليهودية على سور المطار ، وحاربنا ببسالة وشاهدت الكثير من قصص التضحية والتسابق على الاستشهاد والاستبسال فى مواجهة العدو".
وكان الفنان محمود الجندى يفكر فى انتاج فيلم عن حرب أكتوبر يقدم فيه تجربته خلال هذه الفترة ولكنه وجد التكاليف كبيرة فوق طاقته الإنتاجية.
وبدأ الفنان الراحل مسيرته الفنية بأدوار الشاب المرح المقبل على الحياة وكان وجوده فى أى عمل يضفى عليه لونا من البهجة والأمل ، وبدأ حياته الفنية من خلال المسرح ، حيث أكسبته خفة ظله وبشاشة ملامحه وجمال صوته فى أداء المواويل قبولا خاصا لدى الجمهور، وربما لا يعرف الكثيرون أن الجندى شارك فى مسرحية مدرسة المشاغبين فى الدور الذى قام به أحمد زكى بعد انتهاء فترة تجنيده.




المقالات ذات صله