مفاتيح سيطرة محمود ياسين على قلوب المصريين
وداعا محمود ياسين.. مفاتيح سيطرة الأستاذ الكبير على قلوب المصريين
بخبرة السنين صنع " محمود ياسين " ملحمته الفنية الخاصة، صاحب الصوت الرخيم و الأداء الرصين الذي يودعه المصريون اليوم بالدموع، بعد رحيله عن دنيانا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء.
ولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد في يونيو 1941م، انتقل للعاصمة و تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964م، وأثناء دراسته الحقوق قام بالالتحاق في المسرح القومي.
طوال سنوات الدراسة الجامعية تعلق قلب محمود ياسين بحلم التمثيل، تقدم بعد تخرجه لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية.
عندما نرغب في تحليل مشروع " محمود ياسين " الفني، فلابد أن تعرف انه صاحب المفاجآت والقادر دائما أن يطل عليك عبر الشاشة من مقعد لم تكن تتوقع أن يطل عليك منه، فنان قدير يستطيع أن يكون مسيطرا دائما على كل الأجواء، منذ 10 سنوات عندما قرر "ياسين" تقديم تجربة تليفزيونية جديدة مع الفنانة الكبيرة سميرة أحمد ،
أعتبر البعض الأمر تحديا كبيرا وقتها أن يدخل علينا من بوابة الكوميديا الاجتماعية من جديد، بعد كل نجاحاته التي كان قد صنعها سينمائيا في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها فيلم " الجزيرة ".
في مسلسل "ماما في القسم" مع سميرة أحمد ، استطاع الرجل البورسعيدى الخبير خطفنا من أول نفس، ليرد بقوة على من ظن أنه سيمر علينا مرور الكرام ، لا أظن أن " محمود ياسين " قد استغرق منه قرار التفكير في أداء شخصية الاستاذ جميل فى "ماما في القسم" وقتا طويلا، فالفنان أدرك وقتها وهو يحاور نفسه أن خمسة وعشرين عاما مرت على تجربته الثنائية مع "
سميرة أحمد " في ( غدا تتفتح الزهور ) لم تغير فيه شيئا، وأن من وقف على القمة مرة قادر على أن يبقى فوقها دائما لو أراد، موهبة " محمود ياسين " هي التي تستطيع أن تختزل مشوار العمر كله في لحظة، ليعيدنا إلى زمن "حلوة يا زوبة".
تربع " محمود ياسين " طوال مشواره على قمة هو لا يستحقها فقط لكنه يملكها منذ عدة عقود، ويملك مفاتيح الدخول والخروج دائما، وسط كل هذا الضجيج والزحام وبعذوبة شديدة طور محمود ياسين من تجربته الفنية، وعندما تقدم في السن زاد توهجه لأنه كان نموذجا كبيرا للذكاء والقدرة على الاستفادة من خبراته، توج ياسين طوال مشواره الحافل بعشرات الجوائز،
منها جائزة التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980م، ومهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988م، كما أن الأمم المتحدة قامت باختياره سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة ووذلك في عام 2005م.
محمود ياسين الذي كان والده يعمل في هيئة قناة السويس وأحب ثورة يوليو والقيمة التي صنعتها في حياة المصريين، بعد الفرحة التي عاشها هو وأسرته بقرار تأميم قناة السويس عام 1956م، وكان في الخامسة عشرة فقط من عمره، قدم عطاء وطنيا حافلا من خلال أفلامه السينمائية، ولذلك توج بجائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975م.
اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التليفزيون لعامين متتاليين 2001، 2002