فيروز في عيد ميلادها الـ85
ينتظرها الجمهور دائما بشوق كبير عبر العقود، ومازالت محتفظة بمكانتها الخاصة بين أبناء المحروسة بشكل خاص، التي يعرفها الشعب العربي بـ" فيروز "، في عيد ميلادها الخامس والثمانين، تستعيد محطاتها الفاصلة في مشوارها الفني الذي تربعت من خلاله على عرش القلوب ما بين المحيط والخليج.
بدأت شهرة فيروز في مصر أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وسجلت نفسها كعلامة مسجلة رغم أنها لم تكن قد أحيت أي حفلة في مصر حتى ذلك الوقت، حيت جاءت أولى حفلاتها المصرية في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
أصعب محطات فيروز طوال مسيرتها كانت وفاة زوجها عاصي الرحباني عام 1986م، وقد استطاعت أن تترجم حالة النضج الفني التي كانت قد وصلت إليها من خلال تجارب عديدة مع فلمون وهبة وزكي ناصيف، بالإضافة إلى عملها مع ابنها زياد الرحباني الذي توهج مع صوت أمه، وقدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني؛ أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص يستقي خليطا من الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.
وقال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن صوت فيروز :"يمكننى التعليق على الأصوات العادية ولكن الأصوات القادمة من السماء لا يجوز التعليق عليها".
أولى حفلاتها في القاهرة قام بتنظيمها متعهد الحفلات السوري يوسف الحاج بعد أن قام بالاتفاق مع الفنان السيد راضي والفنانة منى جبر على تأجير مسرح الأندلس المكشوف.
غنت فيروز على أشهر مسارح العالم، قدمت عرضها الغنائي التاريخي عام 1979 على مسرح الأولمبيا في باريس، الذي غنت أيضا على خشبته كوكب الشرق أم كلثوم، كما قدمت فيروز العديد من الحفلات الناجحة في كل من مسرح رويال ألبرت هول وقصر الثقافة والفنون في مونتريال وغيرها الكثير من أشهر مسارح العالم.
كان صوت فيروز الملائكي، خير سفير للقضية الفلسطينية في العقود الأخيرة، لتلخص بنت لبنان حالة القومية العربية الحزينة على الشعب الفلسطيني، جددت المشاعر الوطنية بندائها "الغضب الساطع آت " وصيحاتها التي أطربت العرب عن شوارع القدس القديمة.
وعندما لفتت فيروز في فترة الصبا أنظار جميع من حولها بموهبتها الغنائية، بدأت كمغنية كورس في اﻹذاعة اللبنانية تحت قيادة الموسيقار محمد فليفل، وهناك انتبه لموهبتها حليم الرومي مدير اﻹذاعة اللبنانية ووالد الفنانة ماجدة الرومي، فأعطاها دفعة أكبر وقام بتلحين مجموعة من الأغاني لها، كما منحها الاسم الفني (فيروز) بديلاً عن اسمها الحقيقى - نهاد حداد - الذى كانت تسخدمه وقت عملها فى اﻹذاعة.
تعرفت فيروز فى بداية الخمسينيات على الأخوين رحباني اللذان بدأ معها مشوار طويل ومثمر من التعاون الفني تمثل في مئات الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية مثل بياع الخواتم، صح النوم، لولو، ميس الريم، وقد تم تحويل ثلاثة مسرحيات - من بينهم بياع الخواتم الذي أخرجه يوسف شاهين - إلى أفلام سينمائية ومنذ فترة السبعينيات تعاونت فيروز بشكل مكثف مع إبنها زياد الرحباني وأصدرا معاً 6 ألبومات كان أخرها (إيه في أمل) في عام 2010.
كما قدمت جارة القمر مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، بخلاف الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول وكانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم