الحب فى زماننا

اين الحب في زماننا ؟!
سؤال دار بخاطري في لحظة تامل وادعة :
اين الحب في زماننا ؟!..
ان اخبار العالم كلها مشحونة بانباء القنابل والتفجيرات والقتل والسرقة والاغتصاب .. ملايين من البشر يعيشون في هذه الارض حياة الالم والالتهاب , تتناثر قلوبهم وانفسهم وتتمزق ارواحهم يكتمون بصدورهم براكين الاهات ويعيشون سنين الخوف .. الخوف من أي شيء حتى من الخوف نفسه .

هل انحط الانسان الى درجة الوحوش الكاسرة والسباع الضارية ؟ وماذا يفيد المرء او الجماعات لو خربت بيوت ناس ويتمت اطفال وايمت نساء وفجع الاهالي وغرست الاحقاد والعداوات والتهبت النيران وتشوشت النظم ؟!

قيل ان الوحوش لا تفترس الوحوش !!

هل هذا صحيح .؟ ان الذئب لا يفترس ذئبا مثله ؟ والاسد لا يفترس اسدا مثله ؟ والانسان ياكل اخيه الانسان بل ويدمره ويحرقه ويمزقه !! برغم انه المخلوق الوحيد المنفرد دون جميع الكائنات بالعقل والمنطق والحكمة والدين والقانون .

واذا كانت النار في عرف البشر لا تطفا بالنار , والسم لا يعالج بالسم ، فلماذا يصر الانسان على مزيد من الشر بل ومعالجة الشر بالشر .

لماذا اختفت ملامح المحبة من الوجود ؟!.. وجفت دماء المودة من العروق ؟! فوجدت ان المادة هي المتحكم في سائر العلاقات – اللهم الا النذر اليسيير – بل والمتحكم حتى في اعصاب الناس , تقلق حياتهم وتقصف قلاع مراكبهم في بحر الدنيا , وتفتح جراحاتهم وتضمدها بمزيد من الداء .. اذا .. الماده هي السبب ..

لا اظن هذا , لان المادة موجودة منذ قديم الزمان , وهي التي تحكم اساس معاملات الناس .. ولكن اجدادنا المسلمين كانوا يطوعونها ويسخرونها لخدمتهم واسعاد ذواتهم والاخرين , بل ويتنازلون عنها للاخرين مع انهم اشحاء اليها ..

( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ..

فما سبب اختفاء الحب في زماننا هذا ؟!.. ان السبب هو تنكرنا للاسوة الطيبة .. ونسياننا ان هذه الحياة ما هي الا معبر للخلود , وجسر لدار بها المستقبل المولد الذي لا نهاية له ..

فاذا كانت المجتمعات الاوروبية والامريكية لا تدري سوى اليوم الحاضر : فان مجتمعاتنا لها من دينها وعقائدها وتقاليدها وتراثها الاسلامي الخالد وقاية ودرع ونموذج وقدوة .


بحث مفصل



المقالات ذات صله