كيف أتعامل مع ابني الرغاى

الطفل الرغاي



حلم أي أسرة أن يبدأ صغيرها في الكلام وبمجرد أن ينطق بعض الكلمات بطريقته المضحكة تشجعه الأسرة على الاستمرار وتتحسن بالفعل لغة الطفل نتيجة تشجيع أسرته وذلك لأن الانسان بطبعه اجتماعي ويحب التواصل اللفظي مع المحيطين.

قالت أخصائي تنمية مهارات وتعديل سلوك منى الصفتي إنه قد تحدث مشكلة أن تتعارض مواهب وقدرات الطفل مع مواهب وقدرات الأم أو الأب بأن يكون الطفل فائق اجتماعيا ولغويا "لديه ما يسمي بالذكاء الاجتماعي

والذكاء اللغوي وهما نوعين من انواع الذكاءات المتعددة" في حين أن الأب والام يفتقدوا هذين النوعين من الذكاء أو ليس لديهم الاستعداد والقدرات التي تمكنهم من أفراغ وقت للاستماع له.

وأضافت منى الصفتي أنه تظهر المشكلة في أن الطفل دائم الكلام وكثير الاسئلة في حين أن الأب او الأم ليس لديهم أي استعداد للتجاوب معه ويسبب لهم هذا الأمر ضغط نفسي

ولا يريدون ان يصدون ابنهم عن الكلام حتي لا يتأثر نموه الاجتماعي والانفعالي بالسلب، وكثرة الكلام والاسئلة لدي الأطفال هي سمة معتادة لأي طفل تحت الثلاث سنوات وقد تستمر إلي المرحلة الابتدائية ،

ونلاحظها أكثر لدي الطفل الأول في الأسرة فهو في الأغلب لا يتوقف عن الكلام فلديه مواهب لفظية و خيال لاحدود له.

وأوضحت أن الطفل كثير الكلام والأسئلة له مميزات، منها يتمكن من التعبير بدقة عن مرضه و حزنه و مشاعره، ويخبرك بكل تفاصيله اليومية في الحضانة ومع جيرانه، ويعبر عن الاسئلة التي تدور في عقله،

ويساعدك في اتخاذ القرارات ، جرب ان تأخذ رأيه ، سيقترح عليك حلول جيدة، ولا تشعر في وجوده بالوحدة، ويجعل دورك كمربي سهل ، فهو ليس من الاطفال التي تخفي عنك اسرارها

كيف أتعامل مع ابني الثرثار

ونصحت إذا كان أبنك أقل من أربعة سنوات أحضر له كتاب مصور أو مجموعة من الصور، شجعه على تأليف قصة وتسجيلها صوتيا بأي طريقة متاحة لديك ، اسرد له انت القصص والمواقف لتدريبه على مهارات الاستماع وإذا كان اكبر من أربعة سنوات ابدأ في تعليمه القراءة مبكرا

ليستطيع قضاء وقت فراغه في قراءة القصص المسلية والمفيدة أو الاستماع لك وأنت تقرأ له قصة ثم تتبادلون الأدوار، وصمم له مواقف تمثيلية مثل المسرحيات المصغرة كنوع من الترفيه

واستغلال قدراته اللفظية وقدرته علي حفظ السيناريوهات وعليه ان يحفظ دوره جيدا ويؤديه وذلك سيعلمه أيضا الإنصات والاستماع الي الآخريين "اشترك له في فريق التمثيل أو الشعر أو الإلقاء ، إذا كان ذلك متاح".

وأضافت أنه يتم اصطحاب ابنك إلى المكتبة، ونسمي الوقت الذي نقضيه في المكتبة "ساعة الصمت"، وقد نبدأ بوقت أقل من ذلك مثل عشر دقائق، ليتعلم الطفل كيفية الصمت وأهميته،

وأن لم يكن متاح مكتبة نبدأ في هذا النشاط في المنزل، ودرب ابنك علي تدريبات الاسترخاء والصمت واليوجا ليتعلم الإنصات والاستماع،

وذكر ابنك دائما بإنه هناك أوقات يجب أن يكون فيها صامت مثل كتابة الواجب و اثناء الاستحمام، وإذا كان متاح احضر لإبنك أي حيوان أليف لأنه سيتعلم منه الصمت وكيفية التواصل بطرق غير لفظية

ونصحت بأن اشغل ابنك في أنشطة حركية سواء خارج المنزل او داخله، اشغله بالأعمال اليدوية والفنية، وأبعده عن الوسائل التكنولوجية ، فهي تقلل من ثرثرة طفلك ولكن لها أضرار علي المدي البعيد قد تكون اسوء من ثرثرته،

اصبر ثم اصبر فابنك كثير الكلام والأسئلة لأن لديه شغف التعلم والمعرفة والاكتشاف عن كل شئ حوله، فردك علي أسئلته والدخول معه في حوار يعد من سبل التعلم بالنسبة له

كما نصحت بـخصص وقت لنفسك يوميا ، تقوم فيه بالأنشطة المحببة لك، التي تبعدك مؤقتا عن الضغط النفسي الذي قد ينتج عن الكلام والأسئلة الزائدة ، ووضح لابنك ان ذلك الوقت خاص بك وحدك وعليه أن يترك بمفردك لأنك تريد راحة من الكلام والاستماع واقترح عليه ان يكلم أخيه او يلعب بالعابه،

واهتم بابنك و خصص له وقته اليومي معك ، فقد تكون ثرثرته دائمه لانه يشعر انه فاقد اهتمامك و انتباهك ،

وفِي هذا الوقت احرص علي أن "تركز فيما يقوله ابنك ، تنظر له عندما يتحدث معك وكن ملتفت إليه جسديا ، تترك اي شئ يشغلك عنه سواء تليفون أو كتاب ، توجه للطفل أسئلة إجابتها مفتوحة وليست إجابتها ب نعم او لا".

وتابعت أنه لا تجعل ابنك يشعر بالسوء بسبب انه كثير الكلام ، "فقل له : هاسمعك كمان دقيقتين ، أنا في حاجة إلى هدوء الآن، أذني مليئة بالكلام ولن أستطيع الاستماع لك الآن،

انا احب حوارك وأسئلتك ولكن دعنا في الوقت الحالي نستمتع بالهدوء ونركز في تجهيز الغداء ولا تقل: اسكت ، مش فاضي أسمعك ، بطل رغي"

وأقترحت بطرح سؤال علي ابنك وشجعه علي الوصول للإجابات "ما هو شعورك إذا كنت تتكلم معي وجاء اخيك وتكلم في نفس الوقت الذي تتكلم به ؟" "ماهو شعورك عندما احكي لك موقف ما وجاءت أمك و تحدثت في موضوع آخر ؟"

الغرض من هذه التساؤلات ان يفكر الطفل ويضع نفسه مكان الآخر ، لكي يغير الطفل سلوكه عليه ان يغير أفكاره.

وتابعت أنه يطرح تساؤل علي الطفل واعملوا سويا علي الوصول الي اقتراحات "بعد أن أدركت مدي الشعور السئ عندما يقاطعك الآخريين في الكلام ، اذا أردت ان تتحدث في وقت ليس وقتك أو دور ليس دورك ،

ماذا ستفعل" قد تكون اجابات الطفل اكتب مااريد في ورقة وانتظر حتي ينتهي من سبق بالحديث ثم أتحدث أنا ، أرفع يدي لأوضح أنني لدي ما أريد ان أقوله

انظر الي المستمع طويلا لكي يفهم انني لدي مااقوله فيسمح لي بمجرد أن تتاح الفرصة أن أتكلم، وعليك انت كمربي ان تشجع ابنك علي تنفيذ هذه الاقتراحات.




المقالات ذات صله