كيف تعلمين طفلك فنّ الحوار؟

في السابق كانت طاولة الطعام للوجبات الثلاثة الرئيسية مكاناً يجمع أفراد الأسرة بشكل يومي، فيتحدث كل فرد منهم صغيراً كان أو كبيراً، عمّا يدور في عالمه، ويقوم بمشاركة أفكاره وخلق حلقة من الحوار والتواصل بين أفراد هذه الأسرة. وبالرغم من أنّ العديد من العائلات في العالم العربي وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص،

لا زالت تحتفظ بهذه العادات الأصيلة المتوارثة، إلا أنّ وجود التقنيات المختلفة اليوم التي تجعل الكثيرين قابعين خلف الشاشات وأسلوب الحياة الحديث المليء بالالتزامات، جعل من الأطفال عرضةً للصمت، فينشأ أطفال لا يُدركون أساليب وفنون الحوار والنقاش مع الآخرين.

بعض النصائح التي ينبغي على الأمهات اتباعها لتعليم الطفل كيفية التحاور، موضحة أن الحوار يساعد الطفل على معرفة خبرات الآخرين، يوسع مداركه وينمي عقله،

وهو عملية أساسية لتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة. التحاور يبدأ من البذرة، وبذرة الإنسان بيته، فأساس التحاور يبدأ من المنزل ومن الوالدين ومن ثمّ يتدرج الطفل بالتحاور مع العالم الخارجي، ولكي يتمّ ذلك لا بد من الوالدين والأمهات تحديداً أخذ بعض الأمور في عين الاعتبار، وهي كالتالي:



الحوار حسب الفئة العمرية


أنّ يتمّ الحوار مع الأبناء حسب فئاتهم العمرية، فالرضيع حتى سن الواحدة لا يتمّ الحديث معه إلا في إطار اللعب غالباً.
منذ السنة الأولى حتى الثالثة، يتمّ التوسع في المدة الزمنية للحديث وغالباً ما يكون برواية القصص والحكايا وبعض الدعابة.

أمّا من الرابعة وما فوق، فيتسع إطار الحديث أكثر، بحيث يكون الطفل قد التحق بالروضة والمدرسة، فتزيد لديه الأحداث ويكبر عالمه.


الثقة والثناء وعدم النقد


لن يتمّ الحوار بين الطرفين إلا بإعطاء الثقة، لذا يجب منح الثقة للأبناء وتشجيعهم على الحديث.
عدم انتقاد الطفل بطريقة لاذعة وتصحيح أخطائه بلطف. وإنّ وجد انتقاد ما، يُفضل أنّ يُصاغ كقصة عن شخص آخر يتمّ انتقاد سلوكه وفعله وليس شخصه، فالنقد المستمر وعدم الرضا، يُسببان له الإحباط والابتعاد عن الخوض في أي حوار.


عدم المواجهة والتأنيب الحاد أو القاسي لصراحة الطفل، ومحاولة معالجة ذلك بطرق صحيحة.
الإكثار من الثناء، التشجيع والاحتواء للطفل.
مدح الطفل حين يتواصل بشكل جيد مع الآخرين، فذلك الأمر يٌساعد على تحفيزه للاستمرار في القيام بذلك.


تخصيص وقت للهوايات والحوار


تخصيص وقت بسيط لمشاركة الأطفال في الهوايات والاهتمامات المفضلة لهم، فذلك يُساهم في فتح مجال للحوار.
تخصيص وقت يومي للأسرة للتحاور وطرح الآراء والنقاشات والمشاورة.


فرصة للتعبير والاستماع والتوجيه


يجب أن تتاح للطفل فرصة التعبير عن رأيه بطمأنينة ودون خوف.
كما يجب تعليمه في المقابل احترام الرأي الآخر أثناء التحاور وكيفية الرد على الآخرين بأساليب لطيفة ومهذبة.


قومي بتعليم طفلك من خلال التوجيه، الإرشاد والممارسة، فمن المرجح أن يتعلم طفلك أفضل عندما تخبرينه بوضوح بما تريدين منه أن يقول، كأنّ تقومي بتعليمه عبارات الشكر والامتنان، العبارات المهذبة في حال الطلب من الآخرين وغيرها.
الاستماع للطفل بعناية، واستخدام الاتصال بالعين، أي عينيك في عينّي الطفل، وتوجيه الأسئلة التي تعبر عن اهتمامك به.


الطفل الاجتماعي والطفل الانطوائي


أخيراً، ينبغي التنويه، أنّ الطفل الاجتماعي غالباً ما يرغب المشاركة في كل محادثة ويواجه صعوبة في الاستماع، في حين أنّ الطفل غير الاجتماعي سيجد أنه من الأسهل الاستماع إليه، ولكن قد يجد صعوبة في الاستجابة والحوار، لذا ينبغي الانتباه إلى هذا الفرق.




المقالات ذات صله