بُعبُع الحماوات صورةٌ نمطيةٌ مشوَّهة

“إنها الكابوسُ المزعجُ، المتسلطةُ، المتجبّرةُ، الظالمةُ، تتفنّنُ في اختلاقِ النكد” ،إنها الحماةُ التي صوَّرتْها الدراما التلفزيونية؛ فأصبحتْ الإنسانَ الذي لا يمكنُ استيعابُه حتى وإنْ أبدتْ حُسنَ النوايا.

وللتعرُّفِ أكثرَ حول هذا الموضوعِ التقت “السعادة” “رائدة وشاح” الاختصاصيةَ النفسيةَ في المركزِ الفلسطينيِّ للديمقراطيةِ وحلِّ النزاعات، فتقول: “إن العلاقاتِ فيما بين البشرِ تكونُ ما بين خيرٍ وشر، لكنْ فيما يتعلقُ بالعلاقةِ بين الحماةِ والكِنَّةِ؛ من المفترَضِ أنْ تكونَ علاقةَ أُمٍّ بابنتِها، وأنّ أيَّ خلافاتٍ قد تنشبُ بينهما ؛لابدّ أنْ تكونَ سحابةَ صيفٍ من الضروريِّ أنْ تنقشِعَ”.

وترى “وشاح” أنّ الخلافاتِ ـ إنْ وُجِدتْ ـ فهي بسببِ الإعلامِ الذي يصوِّرُ الحماةَ بدورِ المرأةِ التي همُّها هو إفسادُ العلاقةِ الجميلةِ بين الابنِ وزوجتِه، “فعندما يحدثُ أيُّ موقفٍ بسيطٍ فإنّ الكِنَّةَ ستأخذُ هذا الموقفَ بحساسيةٍ، وقد تعُدُّهُ تدخُّلاً في حياتِها الخاصة”.

وتقول: “إذا غابَ الحبُّ والوفاقُ بين أفرادِ الأسرةِ، خاصةً بين الحماةِ والكِنَّةِ؛ فإنّ العلاقةَ في الأغلبِ مصيرُها الفشل، لكنّ المفهومَ الخاطئَ لدى بعضِ الزوجاتِ بأنّ زوجَها مُلْكٌ لها؛ قد يعكِّرُ عليها صفوَ الحياة، فعندما تعُدُّ الزوجةُ نفسَها جزءاً من شبكةِ العلاقاتِ التي ترتبطِ بزوجِها: من( أمٍّ وأبٍ وإخوةٍ وأخوات) وهي التي يقضي معها الجزءَ الأكبرَ من حياتِه؛ ستسعدُ بحياتِها بالتأكيد، كذلك التي تحملُ فكرةً طيبةً عن حماتِها، و تتقبَّلُ نصائحَها بكلِّ احترامٍ ،ستنعَمُ بحياةٍ هنيئةٍ مع زوجِها.

علاجُ المشكلة

وتضيف: “وشاح” لحلِّ المشكلةِ إنْ وُجِدتْ: ألا تعُدَّ “الكِنَّةُ خِدمةَ زوجِها وأهلِه مِنَّةً؛ بل عليها أنْ تعُدَّهَ واجباً؛ لأنها بذلك ستكسِبُ زوجَها وأهلَهُ، وسيعمُّ الوفاقُ والمحبةُ في الأُسرة، وعلى الزوجِ أنْ يقفَ موقفَ الوسيطِ المصلحِ الذي يكذبُ للإصلاحِ لتقريبِ النفوس، كما على الحماةِ أنْ تراعيَ أنّ الكِنّةَ الجديدةَ لا تعرفُ نمَطَ وأسلوبَ العائلةِ الجديدةِ المختلفةِ عن حياةِ أهلِها.

وترى “وشاح” أنّ سببَ الوفاقِ هو النوايا السليمةُ من الحماةِ وكِنَّاتِها، فالكِنَّةُ التي تحملُ معانٍ إيجابيةً عن الحماةِ؛ لن تجدَ المشاكلُ سبيلاً بينهما، كما أنّ الحماةَ الناضجةَ السويّةَ المُتّزِنةَ عقلياً ونفسياً؛ تستطيعُ أنْ تسموَ بمشاعرِها لتكونَ إيجابيةً مع زوجةِ ابنِها

وهذا الوفاقُ يُرخي بظلالِه على الأسرةِ والأطفال، حيث سينشأُ أطفالٌ يتمتعونَ بالاتزانِ النفسي، يحملونَ الكثيرَ من الحبِّ والحنانِ للمجتمعِ ، هم جيلٌ لا يعرفُ الحقدُ والكراهيةُ مكاناً في قلوبِهم، أطفالٌ ترعرعَ في نفوسِهم برُّ الوالدين، جيّدونَ يتمتعونَ بالذكاءِ الاجتماعيّ”.

نصائح

تقدِّمُ الاختصاصيةُ النفسيةُ مجموعةً من النصائحِ لكيفيةِ التعاملِ مع حماتِك:

الزواجُ ليس فقط الارتباطَ بشريكِ حياةٍ واحد؛ إنما هو أسرةٌ جديدةٌ وشركاءُ آخرونَ علينا تقبُلّهم واحترامُهم ومحبتُهم.

عليكِ عزيزتي الزوجةُ أنْ تطردي الصورةَ المشوَّهة َلحماتِك،وتتعاملي معها على أساس أنها تحِلُّ محِلَّ والدتِك.

اعتمدي ألاّ تحدِّثي زوجَك كلَّ ما يقع ُبينَكِ وبينها، وابتعدي عن أسلوبِ التباكي حتى تؤثِّري عليه، و تكسِبي وُدَّه، ويصورَ له الشيطانُ أمَّه ظالمةً مستبدّةً، فيزحفُ الجفاءُ إلى نفسِه.

إنْ رأيتِ قصوراً في معاملةِ زوجِك لأمِّه؛ فكوني له المرشدةَ الناصحةَ في كيفيةِ معاملتِها وطاعتِها، وشجِّعيهِ على زيارتِها والتقرُّبِ منها.

انتبهي أنّ الزوجةَ الواعيةَ لا تتدخّلُ فيما يقدِّمُه زوجُها لأمِّه، وما يهِبُهُ لها، بل تساعدُه على أنْ يُكثِرَ لها العطاءَ، وتحاولَ هي أنْ تُهديَها هدايا قيمةً وجميلةً بين حينٍ و آخَر.

الزوجةُ الذكيةُ هي التي تستطيعُ أنْ تأسِرَ قلبَ حماتِها ؛بحُسنِ معاملتِها وظُرفِ أخلاقِها، وهي التي تحرصُ على أنْ تعلِّمَ أولادَها آدابَ زيارةِ الجدةِ، خاصةً إذا كانت كبيرةَ السِّنِّ، فلا تدعْهُم يزعجونها بأصواتِهم وحركاتِهم.




المقالات ذات صله