الصدمة العاطفية عند الأطفال وكيف تتعاملين معها

يعتبر تعرّض الطفل لصدمة عاطفية من الأمور بالغة الأهمية والتي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، فتأثيرها لا يتوقف عند حدود الحاضر الذي يعيشه، بل يمتد ليشكل مستقبله بصورة يملؤها الخوف والفزع،

وقد يتعرض هؤلاء الأطفال لخطر حدوث مشكلات سلوكية إذا لم يتم التعامل مع تلك الصدمات بشكل صحيح وفعال، فما هي المواقف التي تؤدي لحدوث صدمات عاطفية للأطفال، وكيف يمكن التعامل معها حتى يتجاوزها الطفل بسلام؟

العواطف بالنسبة للطفل تمثل أهمية كبيرة في تحريك وتحديد سلوكياته ومواقفه تجاه الأشخاص والأحداث،

ويمكن أن نُعرف الصدمة العاطفية بأنها حالة نفسية شعورية تحدث بشكل مفاجئ نتيجة موقف أو حدث يُثير في نفس الطفل مزيج من المشاعر المحزنة والمؤلمة مثل (الحزن الشديد والغضب والإحباط وخيبة الأمل)،

والتي تأتي بشكل صاعق وسريع بحيث لا يتمكن الطفل من استيعابها أو تحملها وفهمها، وتسبب له جروح وندوب نفسية عميقة تظهر عليه من خلال سلوكياته وردة فعله تجاه الأشخاص المحيطين بهم.



أبرز المواقف التي قد تسبب للأطفال الصدمة العاطفية:


• الحوادث العنيفة والأليمة كالتعرض لحادث مروري مثلاً.
• التعرض لهجوم وعدوان بدني عنيف أو التعرض لاعتداء أو تحرش جنسي.
• فقدان أحد الأحباء كفقد أحد الأبوين مثلاً.



• التعرض لمواقف مخيفة تكون مرتبطة بهواجسه أو مخاوفه.
• رؤية أحد أفراد العائلة وخاصة الوالدين في مواقف قد تغير من نظرته لهم، كأن يراهم يكذبون أو يتشاجرون، أو عند رؤيتهم في مواقف محرجة قد لا يستطيعون تفسيرها.



مضاعفات الصدمة العاطفية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح:


يقول "المغامسي" ليس بالضرورة أن تنتهي المشاعر المصاحبة للصدمات العاطفية فور انتهاء الموقف أو الحدث، فقد يبقى أثرها في نفس الطفل أو المراهق لفترة طويلة، وقد تحتاج لمعالجة ومتابعة قد تستمر طيلة حياته، ومن أكثر الآثار التي تنتج عند الصدمات العاطفية؛

الخوف والحزن، الشعور بعدم الأمن والتوتر، رؤية بعض الكوابيس والأحلام المزعجة وحدوث مشكلات في النوم، الدخول في نوبات من الحزن والاكتئاب والرغبة بالانعزال، وقد يصاب الطفل أيضاً في بعض الحالات ببعض العوارض الجسدية مثل آلام الرأس وفقدان الشهية والشعور بالغثيان.



طرق التعامل مع الطفل بعد وقوع الصدمة العاطفية:


• اشعار الطفل بالمحبة والتعاطف وهذا سيشكل لديه حافز قوي ومؤثر لتجاوز مشكلته.
• عدم التعامل معه بشفقة مبالغ فيها، لأن هذا الأسلوب سيجعله يرى نفسه ضعيفاً ويجعله أكثر اتكاليه على الآخرين.
• زيادة ثقته بنفسه وإشعاره باستمرار بأنه قادر على التغلب على أسباب صدمته وتحملها.



• تشجيعه على تنمية العلاقات الاجتماعية وعدم البقاء وحيداً منعزلاً، فذلك سيجعله يفكر كثيراً في موضوع الصدمة حتى تتعمق في نفسه ووعيه.
• الالتحاق ببرامج الدعم النفسي والاجتماعي، وذلك في الحالات الصعبة والبالغة التأثير على نفسية الطفل والتي تستدعي مساعدة المختصين والخبراء لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.




المقالات ذات صله