قصص عن ليلة القدر للأطفال


ليلة القَدْر ليلةٌ من الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي غير مُحدَّدةٍ بليلةٍ مُعيَّنةٍ، لذلك لا بد من تفسير تفاصيلها وحكمتها لأطفالنا الصغار، لكن بطريقة مبسطة، بحيث تزرع الإيمان في قلوبهم الصغيرة.

اخترت لكم 3 قصص من .بسيطة لتحكوها لأطفالكم قبل النوم.

سمير وليلة القدر

قصص ليلة القدر

في يوم من ذات الأيام نادت فاطمة أم سمير ابنها قائلة:

هيا يا سمير، غيّر ملابسك، واستعد مع والدك لاستقبال قريبنا العم سعيد، فهو ابن خالة والدك، إنه رجل ذو خلق ودين، وهو يسكن في الريف، ونزل المدينة اليوم لابتياع بعض الحاجيات ووالدك دعاه للإفطار عندنا اليوم .

وفعلاً نفّذ سمير كلام والدته، ثم قرع باب المنزل ليطل عليهم رجل شائب أنيق الملبس، صافي النظرات، ارتاحت له نفس سمير كثيراً فلم يبعد عنه في المجلس.

وبعد الإفطار، بدأت الغيوم تتلبد في السماء، ثم جاء الرعد والبرق، نظر الجميع من النافذة والتفت والد سمير لضيفه العزيز قائلا: أنت الليلة ضيفنا يا ابن خالتي، فقال العم سعيد: جزاك الله خيراً، ولكن كم سيحزن إخوتي وعائلتي، فلقد تعودنا أن نحيي ليلة القدر معاً في العشر الأواخر.

قال الوالد موجهاً سؤاله للعم سعيد: افتتح لنا مجلسنا هذا بالسورة التي تحدثت عن هذه الليلة المباركة، فأنت ذو صوت رخيم في تلاوة القرآن الكريم

.استعاذ الشاب من الشيطان الرجيم وتلا: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) صدق الله العظيم.

نشكر نعمة الله

قال الأب: لعل أعظم حدث في ليلة القدر أن القرآن الكريم أنزل فيها، فقال وقسمات وجهه قد ملئت نوراً .قال العم سعيد: قل ولا تحرج يا أبا سمير، فنزول القرآن هو من أعظم ما شهده الكون كله في سماواته وأرضه، فنحن المسلمين قد منحنا حظ هذه الليلة لنشكر نعمة ربنا علينا، فلو كان للقرآن عيد لكانت ليلة القدر عيداً له .

قال الولد: ومتى تكون ليلة القدر يا أبي؟ ردت والده: ستكون في أي ليلة من الليالي الفردية في العشرة الأواخر من شهر رمضان الكريم بداية من ليلة الواحد والعشرين حتى ليلة التاسع والعشرين، ولم تحدد أي ليلة فيهم هي ليلة القدر طوال الشهر الكريم.

فسأل سمير: ولكن لماذا يا عمي لا نعلم أي ليلة هي ليلة القدر؟ فقال العم: أولاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم ليلة القدر، ثم نساها لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى وهي: أن يتحفز الناس للعبادة والدعاء في كل العشر، وأن لا يخصوا ليلة منها بعينها، والدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى (تخاصم) رجلان من المسلمين فقال:

خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى (أي تخاصم) فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة. وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنُسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر، أي الأوخر . فهذان الحديثان يبينان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها، ويبينان نسيانه لها تحديداً.

إحياء ليلة القدر

ثم قال سمير: لماذا هي خير من ألف شهر؟ قال العم: يا سمير إن ليلة القدر هي أعظم الليالي فهي الليلة التي نجتهد فيها بالصلاة والتعبد لله سبحانه وتعالى وتلاوة القرآن، فهي ليلة خير من ألف شهر أي أنها أفضل من ثلاث وثمانين عاماً. هي ليلة يلتقي فيها أهل السماء بأهل الأرض، ليلة تعج بالملائكة الأطهار الذين ينزلون بأمر من الله بقيادة أمين الوحي جبريل عليه السلام، ليلة امتلأت فيها الأرض بنور السماء،

وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويعرج فيها الملائكة بأمر من الله سبحانه وتعالى إلى الأرض ليروا القائمين والمتعبدين والمسبحين فلذلك نحن نرجو رحمة الله ورضوانه في هذه الليلة. ولو كانت هذه هي ليلة القدر فإن الملائكة الآن يا إخوتي بيننا، فلنتضرع للخالق الكريم نرجو رحمته ونسأله جنته.

قال سمير: أي ليلة أنت يا ليلة القدر، نفحات الإيمان وعبير القرآن يا ليلة العمر، سأغنم كل الخير بليلة هي خير من ألف شهر، ما أعظمها من ليلة، سوف أفوز كل ليلة بركعات من الصلاة وآيات القرآن الكريم.

الدين تيسير

قصة أحمد وليلة القدر

ليلة القدر

كان هناك فتى صغير يدعى أحمد، يبلغ من العمر سبعة أعوام، كان والده رجل ملتزم ووالدته أيضاً وكان له أخ وأخت عمر أخيه 15 عاماً وأخته 12 عاماً. اعتاد أحمد منذ الصغر أن يرى والديه وأخوته يصلون ويقيمون فروض الله تعالى ويتعبدون ويطعمون الفقراء والمساكين ويحمدون الله في السراء والضراء. وفي ليلة قال الوالد: الليلة ربما تكون ليلة القدر، فانتبه الجميع له كيف عرفت يا والدي؟.

فتسارع أحمد بالسؤال ما هي ليلة القدر يا أبي؟.

فقال لهم الأب: فلنصل بعض الركعات أولاً ثم سأحدثكم عن ليلة القدر. بعد أن أنهى الأب والأم وأطفالهما الصلاة قال الأب الآن سأحدثكم عن ليلة القدر، ليلة القدر هي ليلة من ليال شهر رمضان المبارك، وهي تأتي في العشر الأواخر كما الحال الآن فنحن قد بدأنا العد التنازلي يا أطفالي ليتنهي أجمل شهر يأتينا كل عام ضيف عزيز وغالٍ على قلوبنا جميعاً. فأسرع أحمد بالسؤال مجدداً وماذا تعني ليلة القدر يا أبي؟.

فأجاب الأب ليلة القدر يا بني هي ليلة قال الله تعالى أنها أفضل من ألف شهر في سواها، فهي ليلة أنزل الله تعالى القرآن الكريم فيها، وهي ليلة تتبدل فيها أقدارنا. قاطعته الابنة وقالت: وما يعني تغيير أقدارنا يا أبي؟. فقالت الأم للأب: اسمح لي أن أجيبها على ذلك، فقال بالطبع تفضلي. فقالت الأم: يا أحبتي ليلة القدر يتغير فيها أقدارنا بمعنى أن الله تعالى ينظر إلى عباده المؤمنين المتعبدين في تلك الليلة بقلوبهم المخلصة وبإيمان صادق فيعفو عنهم ويصفح، فيشفي المريض منهم ويعطي السائل منهم ويستجيب أدعيتهم وتوسلاتهم له، فتتغير الأقدار فمن كان حزيناً يفرح، ومن كان مريضاً يغير الله قدره فيتم شفائه وهكذا.

فرائض الإسلام

فقال الأب مستأنفاً: أن الملائكة جميعها يأمرها الله تعالى أن تتنزل إلى السماء الدنيا يقودهم جبريل عليه السلام، فيباهي بعباده المتعبدين في تلك الليلة ويقول الله تعالى انظروا إلى عبادي يتقربون لي ويطيعونني ويتعبدون لي، وأنا أشهدكم أني قد غفرت لهم وأعطيت كل واحد منهم مسألته، واستجبت دعواتهم. فقال الأخ: ولكن يا أبي كيف نعرف أن الليلة أو ليلة غيرها هي ليلة القدر ولم يذكرها لنا الله تعالى في القرآن الكريم ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. فقال الأب: يا بني أنت على حق، ولكن أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم علامات نستطيع بها أن نعرف إن كانت الليلة هي ليلة القدر أم لا.

فقال الصغير أحمد: وما هي تلك العلامات يا والدي؟.

أجاب الأب: يا أحمد إن ليلة القدر تبدأ يا بني من غروب الشمس فإن جاء غروب شمس ليلة وترية أي فردية من العشر الأخيرة من رمضان ولم تسمح نباح الكلاب ورأيت السماء صافية وشعرت في قلبك بالراحة والهدوء والأمان فهي ليلة القدر. فتسارعت الأخت نعم يا أبي إنه حقاً فالليلة لم نسمع نباح الكلاب كالعادة ونظرت إلى السماء فوجدتها صافية ورائعة وأحس قلبي شعوراً لم أشعر به طوال الأيام السابقة. فقال الأب تلك إذا ليلة القدر، والحمد لله أننا أدركناها بالصلاة وخير الحديث فيها، فهيا لنكمل صلاتنا ونقرأ في المصحف الشريف وادعوا الله جميعاً بما تريدون فيجيبكم. فقال الصغير أدعو الله أن أتفوق في دراستي ويعطيني مالاً أشتري به دراجة فضحك الجميع وقال الوالد آمين، ثم توجهو جميعاً لإكمال الصلاة.


مزيد من الصور




المقالات ذات صله