السر وراء خلافك الدائم مع ابنك المراهق


السر وراء خلافك الدائم مع ابنك المراهق، ففي مرحلة المراهقة قد تندهشين من إسلوب أحد أولادك في الحديث معكِ وقت غضبه، الأمر الذي يكون تأثيره شديدًا عليكِ نفسيًا، وتتساءلين عن السبب في طريقة تعامله معكِ رغم حبك الكبير له كأم، فقبل أن يُكون جملة واحدة في طفولته كنتِ أنت الوحيدة التي تستطيعين فهمه بالإشارات والإيماءات وتترجمي كلماته المتفرقة في جملة كي تفهمي ما يريد قوله، أما الآن، فهو يحتد عليكِ ويتفوه معكِ يقول لكِ كلامًا يؤذي قلبك.  

ولا يوجد شيء يهز ثقة الأم بقدر بداية فترة المراهقة عند ابنها أو ابنتها، المكالمات التي يردون عليها، الحدود الشخصية التي يبدأون ببنائها، وطلبهم العنيف بخروج من غرفتهم مصحوبًا بالصوت العالي إذا دخلتي عليهم في وقت غير مناسب، كل هذه الأمور من الطبيعي أن تقلقك.

ولقد أثبتت الاكتشافات الأخيرة أن الدماغ البشرى يمر بمراحل تطور محددة وسريعة خلال مرحلة المراهقة، وهو ما يفسر سلوك المراهقين المندفع الذي قد يستمر بعد مرحلة المراهقة لسن 24 سنة.

كما أن التفسيرات التي أجريت من قبل بخصوص اضطرابات المراهقة، تقول أن الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في مشاعر الإنسان، وأن السبب الرئيسي للاضطرابات هو عدم ثقة المراهق بنفسه وإحساسه الدائم بالحاجة للشعور بإثبات الهوية.

واكتشاف الذات بالنسبة للمراهق لا يقتصر على تعرفه على جانب واحد فقط من شخصيته، إنما يحتاج لمعرفة كل الجوانب والقضايا مثل الجنس والإيمان والفكر والعلاقات والصداقة وقيمة المال.

أعراض اكتئاب المراهقين الرغبة في الإنعزال والإفراط في النوم

فكل المشادات التي قد تحدث مع أولادك المراهقين والتي قد تكون مجرد مشاكل سطحية ما بين منع النزول أو تناول الوجبات المنزلية واحترام البيت وتحمل المسؤولية أو مهمة معينة في المنزل، كل هذا طبيعي أن يحدث، لكن المشادات التي تحدث فيما بينهم،

تحدث لكي يتم إجبار الأبوين على الاعتراف بقيمتهم وقدراتهم وثقتكم فيهم، لهذا لا يصلح أن تستجوبيهم كأنهم أطفالًا صغار، لكن الأصح أنك تجعلي أسلوبك موازٍ في التعامل لأسلوبك في التعامل مع شخص ناضج، لكي لا يشعر ابنك أو ابنتك بأنهم مازالوا أطفالًا بالنسبة لكِ، وهو ما قد يسبب له الإحساس بعدم الثقة في النفس.

أما مساحة الحرية وفرض الذات التي تنطلق مرة واحدة فقد تكون مرعبة لكِ وتجعلك تشعرين بالقلق دائمًا، لكن كوني واعية بأن هذا سيحدث حتمًا بشكل من الأشكال، ومن المطلوب منك دعم أولادك وإعطائهم حرية مدروسة أو محسوبة، لكي ترتاحي أنتِ وهم، ولكي تعطيهم فرصة لكي ينضحون فعليًا ويعتمدون على أنفسهم.

وفي هذه المرحلة قد يبتعد ابنك المراهق عن أشياء بسيطة كأن يحتضنك صباحًا أو أن يقبل رأسك أو يدك قبل أن يذهب إلى المدرسة، بل وقد يكون هذا الأمر تعبيرًا بالرفض على أنه لم يعد طفلًا ليقوم بهذه الأفعال، لكن لا تقلقي هذه المرحلة ستمر وسيرجع ليقوم بكل هذا ويفهم أنها مشاعر طيبة وبرًا بالوالدين وليست متعلقة بالطفولة نهائيًا، ففي هذه الفترة اقبلي ما يصدر عنه من تصرفات وتأقلمي معها.

وعليكِ أن تعرفي دائمًا أن الشجار مع الأبناء المراهقين لا يعني إطلاقًا وجود علاقة سيئة بينكم، ومن الهام أن تنتهي المشاجرات الخفيفة بينكم بسهولة ويعرف كلا الطرفين أن كلاهما يحب الآخر.







المقالات ذات صله