يمكنك التخسيس والتخلص من الإدمان أثناء النوم!

توصلت دراسة علمية جديدة إلى أنه من الممكن لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن والتغلب على الإدمان أن يحققوا نجاحًا من خلال منع نشاط دماغهم جزئيًا خلال مرحلة "الحلم" أثناء النوم، 

نبضات ضوئية


تمكن فريق علماء سويسري من استخدام النبضات الضوئية لإغلاق الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، المعروفة اختصارًا باسم REM، لتقليل الشهية.
ويقع تحت المهاد في قاعدة الدماغ، ويشارك في عمليات بيولوجية مختلفة، تبدأ من سلوكيات التغذية وتصل إلى إدراك الألم والتحكم في درجة الحرارة.
وأثناء نوم الإنسان، يمر بين مراحل مختلفة من النوم، يُعتقد أن كلا منها تقدم مساهمة مختلفة في راحته الليلية.

مرحلة النوم "المتناقضة"


يشار أحيانًا إلى مرحلة حركة العين السريعة REM بمرحلة النوم "المتناقضة" نظرًا لتشابهها مع نشاط الدماغ أثناء اليقظة، ولأن معظم الأحلام تحدث في هذه المرحلة من مراحل النوم.
ووفقا لفريق العلماء السويسري يمكن أثناء نوم حركة العين السريعة، قياس مستويات عالية من النشاط الكهربائي في أجزاء مختلفة من الدماغ، من بينها المناطق التي تعمل على تنظيم الذاكرة أو العاطفة، لكن ظل الغرض الدقيق من هذا النشاط غير واضح لفترة طويلة.

تنشيط الخلايا العصبية


في دراستهم، قرر الفريق البحثي بقيادة عالم الأعصاب لوكاس أويستش، من مستشفى إنسيلسبيتال الجامعي في بيرن، أن تنشيط الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد أثناء مرحلة النوم REM ينظم ويتحكم في الشهية لتناول الطعام.
ومن خلال تقنية تُعرف باسم "علم البصريات الوراثي"، استخدم الفريق نبضات ضوئية لإيقاف نشاط الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد للفئران التي تمر بمرحلة النوم REM.
واكتشف الباحثون أن أنماط نشاط معينة من الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد الجانبي والتي تنشط عند الجوع وأثناء الأكل تظهر أيضًا خلال مرحلة النوم REM، وأن كبح جماح هذا النشاط أدى إلى أن تأكل الفئران أقل عندما تستيقظ.

النوم الجيد يحافظ على الوزن


وأشار الباحثون إلى أن الخلايا العصبية نفسها تشارك أيضًا في تنظيم السلوكيات المحفزة والتخلص من الإدمان. واستمر أثر التعديل في أنماط النشاط قابلاً للقياس بعد أربعة أيام من النوم المنتظم.
تشير النتائج إلى أن النشاط الكهربائي في الدوائر تحت المهاد أثناء مرحلة النوم REM ضروري للحفاظ على سلوك تغذية مستقر في الثدييات، بل ويمكن أيضًا تشكيلها بسهولة. كما توضح النتائج أن الحصول على نوم جيد ليلاً يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على سلوك الأكل المناسب.

العمل بنظام الورديات


وقال عالم الأعصاب أنطوان أدامانتديس في جامعة إنسيلسبيتال السويسرية وأحد أعضاء الفريق البحثي، إن النتائج تشير إلى أن نوم حركة العين السريعة أو مرحلة REM ضروري لتحقيق الاستقرار في تناول الطعام.
وأضاف بروفيسور أدامانتديس: إن "هذه المرحلة مهمة بشكل خاص في عصرنا الذي تتناقص فيه ساعات النوم وتتأثر جودته بشكل كبير، خاصة من يعملون بنظام الورديات، أو أولئك الذين يتعرضون لشاشات الهواتف والكمبيوتر في وقت متأخر من الليل أو أسلوب الحياة غير المنتظم لدى المراهقين".

عوامل أخرى محتملة


وقال الفريق البحثي إن النتائج يمكن أن تساعد في تطوير علاجات جديدة لعلاج كل من اضطرابات تناول الطعام وزيادة الوزن وكذلك الإدمان. ولكن حذر بروفيسور أدامانتيديس من أن هذه العلاقة بين زيادة الوزن أو الإدمان ربما تعتمد على الدوائر الدقيقة ومرحلة النوم وربما على عوامل أخرى لم يتم الكشف عنها بعد.




المقالات ذات صله