البحث عن ... المرأة المناسبة / الرجل المناسب

هناك سيناريو يتكرر كثيراً، قد يكون صادقاً من قبل البعض ومجرد تقليد من البعض الأخر، إنه السيناريو الآتي:

- لماذا لم تتزوج بعد؟
- لم أجد المرأة المناسبة!.

- لماذا لم تتزوجي بعد؟
- لم أجد الرجل المناسب!

البعض يجيب هذا السؤال بهذه الطريقة لأنه سمعه من قبل وهم ليسوا موضوع اليوم، والبعض يجيبه وهو في داخله نموذج لشخص معين يريده أن يتكرر، وقد ينتظر بل قد يرتبط وينفصل طوال عمره حتى يأتي ذلك النموذج..وربما لن يأتي!

لا أعرف أين قرأت حواراً جميلاً وهو سبب كتابة هذا المقال وتدويني له منذ فترة، في ذلك الحوار قال رجل لطفل سأله عن سبب وحدته "كنت أبحث عن المرأة المناسبة، أسف بل كنت أبحث عن تلك المرأة التي هجرتني لكن باسم أخر"، وهذا من أخطر صور انتظار الرجل أو المرأة المناسبة، وهو أن نعيش حالة حب حقيقية مع إنسان رائع ومثالي، لكن الظروف لا تسمح لنا بأن نستمر، فنبقى بعدها نبحث ولا نجد ما يناسبنا لأننا في الحقيقة نبحث عن شخص مر في حياتنا، وهنا نكون أسرى الماضي، وهنا نكون خطراً على الأخرين، ولا بد من اعتراف بالأمر قبل أن نبدأ علاجه، وعلاجه بسيط جداً... الزمن والابتعاد عن مناطق تواجد ذلك المناسب!.

الوجه الأخر للبحث طويل الأمد عن الرجل المناسب أو المرأة المناسبة هو عدم مرونتنا، فنحن فينا العيوب وفينا الإيجابيات، وأن نمضي حياتنا نبحث عن شخص بصفات معينة ولا نجده أمر طبيعي، لأن البشر لا يأتون حسب الطلب بل يأتون وحسب، لذلك المطلوب هنا أن نكون أكثر مرونة ونقبل بما نقص من غير الأساسي ونحاول تغييره بهدوء دون إجبار مع الزمن، وإلا فإن الافتراضات المسبقة قد تجبرنا أن نعيش وحيدين إلى الأبد.

لنحذر الحالة الأولى جيداً...ولنكن مرنين في الحالة الثانية، ولنتذكر أن هذا المقال لا يعني أن نقبل بما لا يناسبنا من شركاء، لكن أن نفكر مرتين في المواقف ولا نكون متزمتين.

محمد عواد


بحث مفصل



المقالات ذات صله