هل صلة الرحم تستوجب الزيارة؟

هل صلة الرحم تستوجب الزيارة؟.. وما حكم كل منهما؟

صلة الرحم من العبادات التي حثنا الإسلام على فعلها، وقد توعد الله تعالى بالعذاب لقاطعها كذلك اللعن والطرد من رحمة الله، فهي كبيرة من الكبائر، لقوله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ»

يختلط علينا مفهوما "زيارة الرحم" و"صلة الرحم"، ولا نعلم ما معنى كل منهما وحكمها في الإسلام، فيما شرحه الكثير من علماء الدين والفقه. لذا إليك ما فسره الإمام ابن باز حول هذان المفهومان وحكم كلا منهما...

يقول الإمام ابن باز، أن الزيارة بمعنى الذهاب إليهم في مسكنهم وعيادتهم، وحكمها ليست واجبة، أما صلة الرحم فهي واجبة، حيث حرم الله عز وجل قطيعة الرحم.

وتختلف الزيارة عن صلة الرحم، في أن الزيارة هي الذهاب إلى بيت رحمك، أما صلة الرحم فيمكنك فعله بالمراسلة بالهاتف سواء كتابياً أم شفوياً تسألهم عن أحوالهم وأوضاعهم وتطمئن عليهم.

وقد يمنع الإنسان موانع ومشاغل كثيرة من زيارة رحمه، كالسفر أو بعد الأقارب وسكناهم في دولة أو مدينة بعيدة، فلا يستطيع زيارتهم، لذا يمكنك صلتهم بالهاتف أو الرسائل، حيث أن من صور الصلة

: السؤال والمواساة والإحسان والشفاعة في رد الظلم عنهم ونصر المظلوم، وإذا دعت الحاجة إلى قضاء دينهم فمن الصلة المساعدة في قضاء الدين إذا كان القريب قادراً إلى غير هذا من وجوه الخير، لذلك لا يشترط في صلة الرحم الزيارة إذا لم يستطع المرء.

يخطر في بال معظم الناس أن صلة الرحم تكون بزيارة عابرة ، أو باتصال هاتفي ، أو سؤال عن الصحة ، هذا أقل ما في صلة الرحم ، أعيد هذه الفكرة مرتين، وثلاث من أجل أن يرسخ في أذهانكم أن صلة الرحم تبدأ بالزيارة ، مروراً بتفقد الأحوال ، مروراً بالمعاونة ، بالإكرام ، بتلبية الدعوة ، بالمواساة في الأحزان ، بالمشاركة في الأفراح ، وتنتهي بالدعوة إلى الله ، فبطولة الواحد منكم إذا استنار قلبه بنور الله ، وأقبل على الله ،

 وعرف المنهج الصحيح ، وعرف طريق السعادة ، بطولة أحدكم أن يقنع أقرب الناس إليه ، أن يقنع أهله ، أن يقنع أولاده ، أن يقنع أولاد عمه ، أن يقنع بني حماه ، أن يقنع كل من يلوذ به ، لماذا كنت قريباً لهم ؟ ينبغي أن تحب لهم ما تحب لنفسك ، وأن تكره لهم ما تكره لنفسك ،

 فالمغزى البعيد البعيد من صلة الرحم أن تأخذ بيد أقاربك إلى السعادة الأبدية ، إلى معرفة الله ، إلى تطبيق منهجه ، إلى طاعته ، إلى ارتياد مجالس العلم ، إلى التفقه بالفقه الحنيف ، هذه صلة الرحم ، تبدأ بزيارة عابرة ، وتمر بتفقد الأحوال ، وعيادة المريض ، وتقديم الهدية ، والإكرام ، والتصدق ، وتلبية الدعوة ،

 والمشاركة في الأفراح والمواساة في الأحزان ، وتنتهي بأن هذا الذي وصلته ، واعتنيت به ، وأكرمته ، وقدمت له الهدية ، وقربته إلى الله عز وجل ، كان في صحيفتك إلى يوم القيامة ، وأن كل أعماله في صحيفتك .




المقالات ذات صله