يصلي ستين عامًا وكأنه لم يصل

للأسف كثير منا هذه الأيام، يصلي كما لو لم يصل، ينقر صلاته سريعًا، كأنه على عجل، وربما لم يأخذ باله مما قاله، أهو الصواب أم الخطأ، فيظل على ذلك سنوات وسنوات، ولو 60 عامًا، لكن الحصيلة قد تكون صفر.. فاحذر عزيزي المسلم أن تكون من هؤلاء.. فالأمر جد جلل.

وعن هذا الأمر الجلل، روى سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة، فقيل له: كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها»..

 رغم أن الأمر لا يحتاج منا للكثير من الصبر أو الاهتمام أو حتى التركيز، فقط دقائق معدودة في اليوم، دع كل شيء وركز في صلاتك، فأنت تقف أمام جبار عظيم، فما الذي من الممكن أن يشغلك سواه!.

تبرير أكبر من القبح

البعض يذهب إلى التبرير، وما تبريره إلا بذنب أعظم من قبح التبرير ذاته، فكيف به يكتب لنا المولى عز وجل 5 صلوات فقط في اليوم والليلة، لا تتعدى جميعها بضع دقائق، ومع ذلك لا يتقنها الكثير منها، ولا يعطيها حقها؟!

فحتى المرض لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، لأنه الاتفاق والعهد الذي بين المسلمين وبين الله عز وجل، فعن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قال: «دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:

 بلى، ثقل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ((ضعوا لي ماءً في المخضب))، قالت: فعلنا، فاغتسل عليه الصلاة والسلام، فذهب ليقوم، فأغمي عليه، ثم أفاق عليه الصلاة والسلام، فقال: ((أصلى الناس؟))، قلنا:

 لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ((ضعوا لي ماءً في المخضب))، قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب ليقوم، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: ((أصلى الناس؟))، فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد، ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم، لصلاة العشاء،

 فأرسل النبي إلى أبي بكر رضي الله عنه، بأن يصلي بالناس، فلما بلغ أبي بكر ذلك، دعا الفاروق عمر ابن الخطاب لأن يصلي بالناس هو، فرد عليه الفاروق بقوله: أنت أحق بذلك.. فصلى أبو بكر تلك الأيام.

حال الرسول

بما أننا مسلمون، إذن علينا اتباع صاحب الرسالة، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لم يفوت صلاة قط، وكان اهتمامه بالصلاة ليل نهار، وكان يردد: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا، وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله:

 يا رسول الله أنت لا تنام؟، فيقول لها «مضى زمن النوم»، ويقول الصحابة الكرام: كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء.. فهذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له والشفيع يوم القيامة، فكيف حالنا نحن وقد أثقلت كاهلنا الذنوب والمعاصي!.




المقالات ذات صله