(2)وقفات للنساء في شهر رمضان

الوقفة الخامسة : رمضان شهر القرآن :

لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور قال الله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]. فرمضان والقرآن متلازمان إذا ذكر رمضان ذكر القرآن في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة». في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان واستحباب ذلك ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع فيه الهمم ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى : {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئا وَأَقْوَمُ قِيلًا } [المزمل:6]. وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضتن وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال و

بعضهم في كل سبع دائما وفي رمضان وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأواخر كل ليلة.

وكان الزهري إذا دخل رمضان قال : " فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام ".

وقال ابن عبد الحكم : " كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسه أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف ".

وقال عبد الرزاق: " كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن ".

وأنت – أختي المسلمة – ينبغي أن يكون لك ورد من تلاوة القرآن يحبا به قلبك وتزكو به نفسك وتخشع له جوارحك وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان»

الوقفة السادسة : رمضان شهر الجود والإحسان

أختي المسلمة : حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة فقال عليه الصلاة والسلام : «يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار» قال صلى الله عليه وسلم : «تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن .... ».

ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف وكانت صائمة في ذلك اليوم فقالت لها خادمتها : " أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟". فقالت : لو ذكرتني لفعلت ؟!

أما الجود في رمضان فإنه أفضل الجود في غيره ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان جوده صلى الله عليه وسلم شاملا جميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم.

ومن الجود في رمضان : إطعام الصائمين :

فاحرصي أختي المسلمة على أن تفطري صائما فإن في ذلك الأجر العظيم والخير العميم قال النبي صلى اله عليه وسلم : «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا» واحرص كذلك على الصدقة الجارية فقد قال النبي صلى الله عليه ...

النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»

الوقفة السابعة : رمضان شهر القيام :

أختي ا

لمسلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالوا له : يارسول الله ! تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : «أفلا أكون عبدا شكورا» وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه».

وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلاة التراويح غير أن صلاتها في بيتها أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيتوهن خير لهن».

قال الحافظ الدمياطي : " كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية لا يعرفهن من الغلس – أي الظلمة- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال : مكانكم حتى ينصرف النساء ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاتهن في بيوتهن أفضل لهن فما ظنك فيمن تخرج متزينة متبخره لابسة أحسن ثيابها وقد قالت عائشة رضي الله عنها : لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر فما ظنك لو رأت نساء زماننا هذا ؟! ".

فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد أن تخرج على الهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك وأنها ذاهبة لأداء الصلاة وسماع آيات الله عز وجل وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت الأنظار إليها.

بعض النساء يذهبن إلى المساجد مع السائق بمفردهن فيكم بذلك مرتكبات لمحرم سعيا في طلب نافلة وهذا من أعظم الجهل وأشد الحمق ولا يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهي خارجة من منزلها كما أنه لا يجوز لها أن تتبخر بالمجامر لقوله صلى الله عليه وسلم : «أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء» .

وعلى المرأة ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها.




المقالات ذات صله