ما هى خواص اية النور

أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم مُحكمًا بكلِّ آياته وكلماته وحروفه وتحدّى به الإنس والجن وجعله المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة، وقد أرشدنا الله وأوصانا بالتفكّر والتدبّر بآيات القرآن الكريم لاكتشاف عظيم صنعه تعالى فلكلِّ آيةٍ عالمٌ خاصٌّ بها يوصلنا إلى أعلى مراتب الإيمان إن نحن تدبّرناها على الوجه الصحيح؛ وفي هذا المقال نذهب إلى تفسير آية "الله نور السَّماوات والأرض".

خواص آية النور كلّ ما في هذه الآية الكريمة هو نور بحدِّ ذاته فالله نور المشكاة والمصباح والزجاجة والكوكب الدري والزيت المضيء والنار والشجرة المباركة كلُّها نور وهذا من عظيم إعجاز الله سبحانه وتعالى وتحديه لأيٍّ إنسيٍّ أو جنيٍّ بأن يأتي ولو بمثل آيةٍ من هذا القرآن الكريم. جاءت هذه الآية في وسط صفحات السورة كالثريّا أو المصباح الذي يوضع في وسط المنزل ليضيء البيت بأكمله وكذلك نور هداية الله تعالى الذي يضيء حياة المسلم بأكملها.

جاءت بعد هذه الآية آيةٌ توضّح المكان الذي تنطلق منه التربية الإيمانية الصحيحة وهي المساجد؛ فأهلها لا تلهيهم أمور الدنيا عن ذكر الله واتّباع منهجه. وقفة مع سورة النور هي سورة مدنيّة عدد آياتها أربعٌ وستون آيةً وهي السورة الرابعة والعشرون من حيث ترتيب المصحف الشريف،

وسمّيت بهذ الاسم لاشتمالها على لفظة النور ولأنَّ الشَّرائع التي فُرضت فيها هي بمثابة النور الذي يضيء طريق المسلم ويخرجه من الظلمات إلى طريق الهداية والصلاح؛ فقد اهتمّت هذه السورة بتوجيه المسلم إلى الالتزام بالآداب الاجتماعيّة عامّةً وآداب البيوت خاصّةً للحفاظ عليه والارتقاء به وبمجتمعه،

وقد احتوت على آية تبرئة السيدة عائشة –رضي الله عنها- من حادثة الإفك، ومن الأمور التي ذكرتها هذه السورة وعولجت ما يلي: الحجاب. الاستئذان. الأمر بغض البصر للمؤمنين والمؤمنات على حدٍّ سواء.

الحث على الزواج وتسهيله للفقير والغني. منع البغاء. التحذير من إشاعة الفاحشة ونشرها وووعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.

ابتداؤها بالحديث عن حد الزنا. تفسير آية الله نور السماوات والأرض "الله نور السماوات والأرض" وهنا لا يعني نور وجه الله لأنَّ الله تعالى لا يمكن تشبيه نور وجهه بشيء لا بمصباحٍ ولا بغيره؛ وإنّما تعني أنَّ الله هو بذاته نور أضاء به ملكوت السماوات والأرض،

ومن ثمَّ من لطفه سبحانه وتعالى أنَّه يجيء بمثالٍ لتوضيح وتقريب الصورة إلى عقل وقلب المسلم؛ فيصوّر هذا النور كالكوّة التي تكون في الجدار لتجميع النّور ويوضع فيها المصباح الذي يوضع بدوره في زجاجة تنير كإنارة الكواكب من شدّة صفائها لتحمي هذا النور الصادر عن المصباح من أن يخفت،

وهذا المصباح يوقد من زيت الزيتون الذي هو من الشَّجرة المباركة العالية التي تزرع في المرتفعات فتُصيبها الشّمس طوال النهار فلا تقتصر على أوّل النهار أو آخره،

ويكاد هذا الزيت لشدَّة صفائه من أن يضيء حتى وإن لم تمسسه النّار فإن حدث ومسّته النيران فتكون إضاءته شديدةً وبليغةً، وكلُّ ما سبق ذكره في هذه الآية نور مع نور لله الذي يسبقها بالعظمة،

وهذا كلُّه تشبيهٌ لنور الهداية التي يقذفها الله في قلب المؤمن الذي يستحق الهداية ومن اتّصف قلبه بالطهارة والاستجابة لأوامر الله تعالى فهذا النور لا يستحقه الجميع خاصّةً من دنا بنفسه وقلبه ولم يتّبع طريق الهداية.

وفي نهاية هذه الآية الكريمة يبيّن الله تعالى عظيم لطفه ورأفته بعباده إذ إنَّه سبحانه وتعالى يضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى قلب المؤمن وعقله وليتدبَّرها ويعلم الحق من الباطل، وفي هذه الأمثال كذلك دليل على إحاطة علم الله تعالى بكلِّ شيءٍ وعلمه بما فيه صلاح العباد ونجاتهم..




المقالات ذات صله