قصة بقرة بنى اسرائيل

قصة بقرة بنى اسرائيل🔹

❞ سورة البقرة و هي أطول سور القرأن الكريم تحدثت بعض آياتها عن قصة البقرة التي جاء بها موسى لبني اسرائيل ، فما هي تفاصيل هذه القصة و ما سببها؟ ❝

سبب القصة جاء في أنه قيل ان جريمة جريمة قتل وقعت في بني إسرائيل لرجل ثرى ولم يعرفوا قاتله وجهل القاتل في زمن موسى عليه السلام و صار كل واحد يتهم الآخر فيها ، إلى أن قرروا رفع الأمر إلى سيدنا موسى عليه السلام للمحاكمة و اكتشاف القاتل فسأل موسى ربه ان يلهمه الصواب ،

فأوحى إليه ربه أن يأمرهم بذبح بقرة فاتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا.

(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) واستعاذ موسى بالله أن يكون قد سخر منهم, و بين لهم أن كشف الجريمة إنما يكون بذبح البقرة

وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم، ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به، ويعاود أمره لهم أن يذبحوا بقرة، وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور، فيتساءلون: أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟ أم أنها خلق تفرد بمزية!! فليسأل موسى ربه ليبين لنا ما هي هذه البقرة.

( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ)أى بأنها ليست بقرة مسنة، ولا بقرة فتية, بل هي بقرة متوسطة بين المسنة والفتية. إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر،

غير أن مراوغة بني إسرائيل لم تزل مستمرة, فقالوا ما هو لون هذه البقرة؟ فطلبوا من موسى ليسأل ربه ثانية عن لون هذه البقرة من غير أن يراعوا مقتضيات الأدب والاحترام اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم، و ومن غير أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر مع الله حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذا العناد والمراوغة. ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة ؟

( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)

فيقول لهم إنها بقرة صفراء, لونها فاقع, تسر من نظر إليها. وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء

ورغم وضوح الأمر، فقد عادوا إلى المراوغة وعادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين لهم ما هي، فإن البقر قد تشابه عليهم. َ

( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)

فسأل موسى ربه, وأخبر قومه عن البقرة بأنها ليست معدة لحرث ولا لسقي، سليمة من العيوب، صفراء لا علامة فيها بمعنى أنها خالصة الصفرة.

( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا)

وأخيراً بدؤوا بحثهم عن بقرة بهذه الصفات الخاصة إلى أن وجدوها عند يتيم فاشتروها منه وذبحوها ( قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ)

وأمسك موسى بجزء من البقرة بعد ذبحها (وقيل لسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته, فسأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد إلى الموت.

( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم، واستمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل, فانكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب مراوغتهم وتعنتهم.رغم تلك الحادثة كلها بقيت قلوب بني إسرائيل قاسية كالحجارة ، و لم تؤثر بهم تلك المعجزة فقال الله فيهم

( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) أي: اشتدت وغلظت، فلم تؤثر فيها الموعظة بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم، لأنَّ ما شاهدتم، مما يوجب رقة القلب وانقياده

﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ وما الله بغافل -يا معشر المكذبين بآياته، فقط اعتراهم من المكابرة وعدم الرجوع عن الباطل بقلوبهم التى لا تتأثر فشبهت بالشيء القاسي - والقسوة: الصلابة - وقد وجد الشيطان من طباعهم عونًا على نفث مراده فيهم فحسَّن لهم تلك القساوة وأغراهم بالاستمرار على آثامهم وأعمالهم ..

اذا تمت القراءة علق بذكرالله...


بحث مفصل



المقالات ذات صله