هل يتراجع دور الطبيب البشري في زمن كورونا ؟
بعد أن تعودنا الطبيب الآلي في زمن كورونا.. هل يتراجع دور الطبيب البشري؟
بعد أن تعودنا الطبيب الآلي في زمن كورونا.. هل يتراجع دور الطبيب البشري؟
من الطبيعي إذا شعرت بأي ألم أو عارض صحي أن تتوجه فوراً إلى المستشفى للكشف والحصول على العلاج المناسب، فهذا الإجراء الطبيعي المعتاد عليه منذ زمن.
ولكن في ظل الظروف الحالية والخوف من عدوى فيروس كورونا والتي ألزمت الجميع بـ البقاء في منازلهم فقد أصبح متاحاً اليوم تقديم الاستشارات الطبية عبر المواقع الإلكترونية والتي توفرها وزارة الصحة السعودية وأغلب المستشفيات الحكومية والخاصة،
والتي بالفعل بات يتجه لها أفراد المجتمع لا سيما في الوقت الحالي، ولكن بعد أن تعودنا على "الطبيب الآلي" في زمن كورونا هل سيتراجع دور الطبيب البشري بعد انتهاء جائحة كورونا.
حجم الاقبال على الاستشارات الإلكترونية
أكدت الدكتورة هيفاء عشي طبيبة وأخصائية علاج التدخين في عيادات فقيه التنفيذية، زيادة عدد الاستشارات الإلكترونية التي تصلهم بشكل يومي في مختلف التخصصات الطبية في الفترة الأخيرة والتي وصفتها بأنها "تضاعفت".
وقالت "تلقينا في الفترة الأخيرة عدد كبير من الاستشارات الطبية الالكترونية بشكل مضاعف".
وارجعت ذلك إلى التزام الأشخاص بالبقاء في المنزل في ظل جائحة كورونا واتباعا للقرارات بعدم المخالطة وعدم الخروج إلا للضرورة حرصا على صحتهم وصحة ذويهم"
واشارت عشي إلى أن الاقبال على الاستشارات الإلكترونية قد يستمر إلى ما بعد كورونا، وقد يكتفي الأشخاص بالذهاب للمستشفيات في الحالات الطارئة فقط".
من جهتها بينت الدكتورة عائشة متولي أخصائية نساء وتوليد ومديرة قسم مكافحة العدوى والنفيات الطبية والتعقيم المركزي بجدة سابقاً، أنهم يتلقون استشارات كثيرة هذه الفترة من قبل المرضى والمراجعين أيضاً، إلا أنها وجهت رسالة للأشخاص الذين لا يلتزمون بالبقاء في منازلهم ولا يطلبون الاستشارات عبر الإنترنت،
وقالت "اعتقد أن هذه الفئة ليس لديها وعي كافي ومسؤولية وتعرض حياتها وحياة الآخرين للخطر، لذا انصحهم بالبقاء في المنزل واتباع التعليمات والتوجيهات التي تصب في مصلحة الجميع بهذا الوقت الحرج".
ولفتت إلى أن الاستشارات الإلكتروتية هي بمثابة حل لعدم الذهاب للمستشفى لاي سبب كان وهي من الأمور التي أثبتت فعاليتها في تقديم الخدمة للمرضى.
إحصائية:
تلقى مركز الصحة "937" التابع لوزارة الصحة أكثر من مليون وأربعمئة ألف اتصال خلال أكثر من شهر وذلك من منطلق مهماته التي تتمثل في الإجابة عن استفسارات المواطنين والمقيمين الصحية بشكل عام وفايروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" بشكل خاص.
ويقدم الخدمة في المركز أكثر من 1000 موظف ما بين أطباء وأخصائيين خدمة عملاء، وذلك على مدار الأسبوع ولمدة 24 ساعة يومياً دون توقف، عبر قنواته المتعددة المتمثلة بالاتصال على الرقم الموحد 937، أو من خلال حساب المركز في تويتر أو من خلال استقبال الرسائل بالبريد الإلكتروني، أو من خلال المحادثة الفورية المتوافرة في موقع وزارة الصحة الرسمي.
تطبيقات وزارة الصحة للأجهزة الذكية
وكانت قد أطلقت وزارة الصحة عدة تطبيقات لتقديم الخدمات من بينها:
تطبيق صحة للأطباء: والذي يهدف لتقديم خدمة استشارية طبية من خلال أطباء معتمدين ومنتقيين بعناية تحت إشراف وزارة الصحة.
تطبيق صحة: يهدف إلى توفير خدمة الاستشارات الطبية إلكترونياً من قبل أطباء معتمدين من قبل الوزارة.
تطبيق عشانك: يقدم العديد من الخدمات لمنسوبي وزارة الصحة.
تطبيق موعد: لتمكين المريض ومتلقي الخدمة من حجز مواعيده في مراكز الرعاية الصحية الأولية بالتنسيق مع إدارة المواعيد.
تطبيق موارد: يقدم الخدمات الذاتية الرسمية لمنسوبي وزارة الصحة.
الاستشارات الإلكترونية تجارب سابقة
الجدير بالذكر أن تقديم هذا النوع من الخدمات الاستشارات الطبية الإلكترونية أو الطبيب الآلي والعلاج عن بعد، ليس بالأمر الجديد، فقد فكر في مثل هذه الحلول أشخاص كثيرون بهدف تخفيف الضغط على العيادات والمستشفيات وواجهتهم تحديات كبيرة من بينهم شركة كيورا "cura" التي تعمل في مجال تقديم الرعاية الصحية والطب الاتصالي.
حيث تمكنك هذه الخدمة من استشارة الأطباء عبر الرسائل الفورية ومكالمات الفيديو المباشر، دون مواعيد وفي عدة تخصصات طبية.
وقد جمعت هذه الشركة 1900 طبيب يغطون 200 تخصص طبي، وهنالك نصف مليون مستخدم لخدماتها، كما قامت بتدريب 2500 طبيب على تقديم الرعاية عن بعد والطب الاتصالي.
يذكر أن منتدى أسبار الدولي نظم ندوة افتراضية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيية (كاوست) بعنوان "كيف سيكون العالم بعد كورونا؟" في إطار اضطلاع منتدى أسبار الدولي بدوره في مناقشة وتغطية مواضيع وقضايا الفكر والسياسة والثقافة والمجتمع، وإيجاد حلول مبتكرة لها، فضلا عن مواكبة آخر وأحدث المستجدات المحلية والخليجية والعربية والعالمية ومنها تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يواصل الانتشار والتمدد عالميا بسرعةٍ لافتة، حيث إنه لحق بأكثر من 200 دولة حول العالم.