عينة القمر
ناسا تمنح العلماء كتلة من تربة القمر لم يتم الكشف عنها من قبل
تلقى باحثو وكالة ناسا هدية خاصة فى موسم الأعياد عبارة عن علبة من تربة القمر التى أحضرتها إحدى مهمات أبولو، وذلك للدراسة في العام الجديد، حيث احتفلت ناسا هذا الصيف بالذكرى الخمسين لمهمة أبولو 11 التاريخية، التي هبطت بالبشر على سطح القمر في عام 1969،
وتضمن برنامج أبولو ست عمليات هبوط بطاقمها بين عامي 1969 و 1972، جمع خلالها رواد الفضاء 842 رطلاً أى (382 كيلوغراما) من تربة القمر والصخور، وحاليا لدى العلماء الفرصة لدراسة تلك العينات باستخدام الأدوات المتقدمة.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكى، قال جيمي السيلا، وهو عالم فلكي في مختبر التحليلات الفلكية في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند: "نحن نستخدم أدوات لم تكن موجودة خلال التحليلات المبكرة لعينات القمر".
وأضاف: "نظرًا لأن أدواتنا اليوم أكثر حساسية، يمكننا تحليل الأشياء الموجودة بكميات ضئيلة، ويمكننا الآن أيضًا فصل المركبات الكيميائية عن الخليط، مما يسهل التعرف عليها".
وتم تجميد عينات أبولو التي تم تسليمها حديثًا، وظلت مختومة لمدة نصف قرن، ويقود السيلا أحد الفرق التي ستدرس عينات من صخرة القمر، والمعروفة أيضًا باسم regolith، لتحديد التركيب الكيميائي للحبوب الصغيرة من الغبار.
كما سيستخدم العلماء هذه المعلومات لفهم كيمياء سطح القمر وتطور نظامنا الشمسي بشكل أفضل، وسيعمل الفريق البحثى على وجه التحديد مع عينات تم جمعها خلال مهمة أبولو 17 عام 1972.
وكانت التربة القمرية التي تم جمعها خلال تلك المهمة من المنطقة القريبة من موقع الهبوط، في وادي Taurus-Littrow في الحافة الشرقية لمكان يسمى Serenitatis.
وسيبحث الفريق عن الأحماض الأمينية، وهي مركبات عضوية بسيطة تشكل اللبنات الأساسية للبروتينات، وعلى عكس الأرض، لا يحتوي سطح القمر على رياح أو عواصف أو عمليات جيولوجية أخرى للتآكل، وبالتالي، فإن العينات التي تم جمعها من القمر ستساعد في تسليط الضوء على الكيمياء البدائية للنظام الشمسي.