أحدث جراحات السمنة
هناك الكثير من الأفراد، الذين يرغبون في خفض أوزانهم، ولكنَّهم يخشون أحدث جراحات السمنة - ولو أنَّ اتباع الحميات المخسِّسة لم يجد نفعًا في حالاتهم. وهناك أيضًا فئة من الناس، الذين يرغبون في الخضوع إلى الجراحة بهدف إنقاص الوزن الزائد،
بيد أنَّهم يتخوَّفون من مضاعفات هذه الجراحات، ومنها "تسريب المعدة" أي تسرُّب العصارات الهضميَّة التي تفرزها المعدة في تجويف البطن (أقلّ من 1% من الحالات، وله طريقة في العلاج لو حصل).
الوزن الذي يزيد لثلاثين كيلوغرامًا فأكثر عن الوزن الطبيعي يستدعي الخضوع إلى الجراحة
من المؤسف أن هناك أفراد تغاضوا عن الزيادة في أوزانهم، حتَّى أصبحت السمنة تُهدِّد حياتهم، خصوصًا أن هناك جملة من الأمراض المُرتبطة بالسمنة، ومنها: السكَّري والضغط والدهون والكولستيرول، وحوالى 40% من الأورام لدى النساء والرجال. كما أن السمنة مسؤولة عن الصعوبة في الإنجاب في صفوف بعض النساء.
صحيحٌ أن السمنة منتشرة في صفوف الجنسين، إلَّا أن الذكور أكثر تقبُّلًا لها، في مقابل النساء اللاتي يُسارعن إلى الخيارات الجراحيَّة وغير الجراحيَّة المُتعلِّقة. وفي هذا الإطار،
يقول المتخصِّص في أمراض السمنة والبدانة د. عائض القحطاني
إنَّ "وزن الفرد، رجلًا كان أم امرأةً، الوزن الذي يزيد لثلاثين كيلوغرامًا فأكثر عن الوزن الطبيعي يستدعي الخضوع إلى الجراحة". ويُضيف أنَّ "الوزن الطبيعي يُحسب عن طريق حذف 100 من الطول. مثلًا: إذا كان طول الفرد يبلغ 160 سنتيمترًا، فإنَّ الوزن المثالي هو 60 كيلوغرامًا".
ويوضح القحطاني أنَّ "الأفراد الذين لا تتجاوز الزيادة في الوزن لديهم الثلاثين كيلوغرامًا عن الوزن الطبيعي، ولكنَّهم يعانون من أحد الأمراض المزمنة، من السكَّري والضغط والكوليسترول أو تكيُّس المبايض أو الصعوبة في التنفس أثناء النوم أو عدم الانتظام في الدورة الشهريَّة عند النساء، يترتَّب عليهم معالجة مشكلة البدانة".
أنواع جراحات السمنة
لم يعد ينصح بإجراء ربط المعدة راهنًا، لأن النتائج الإيجابيَّة محدودة من جرَّائها
تشمل الجراحات المُتعلَّقة بالسمنة الأكثر شيوعًا راهنًا، حسب د. القحطاني:
• تكميم المعدة: عمليَّة يتمُّ خلالها استئصال كامل المعدة أو جزء منها، ولها طرق وتقنيَّات عدة، وهي تصلح لمعظم الحالات، وتُمثِّل من 80 إلى 90% من الجراحات التي تجرى في العالم العربي والدول الغربيَّة. وغالبًا ما يبدو الفرد الذي خضع لتكميم المعدة هزيلًا، كما لو أنَّه مصاب بعلَّة ما،
وهذا الأمر يرجع إلى صغر المعدة من جرَّاء الجراحة، فلا يستطيع المريض تناول وجبات كاملة، وبالتالي عليه الالتزام بأكل وجبات خفيفة صغيرة بصورة متكرِّرة كل يوم، فضلًا عن أخذ الفيتامينات وشرب كم وافر من السوائل والحصول على قدر كاف من البروتين (البروتين شيك). وعند الالتزام بهذه التدابير لا يمكن أن يواجه المريض المظهر الهزيل.
• تحوير المعدة: عمليَّة يتمُّ خلالها استقطاع جزء من المعدة، فإعادة توصيل هذه الأخيرة مباشرة بالأمعاء الدقيقة، ما يُقلِّل من نسبة الطعام التي يتناولها الفرد، وهنالك نوعان من هذه الجراحة، أي التحوير المصغَّر والتحوير العادي. علمًا بأنَّ التحوير المصغر لا يعني أنَّ الجراحة أكثر سهولةً، ولو أنَّ النتائج متشابهة والتحوير العادي.
• ربط المعدة: لم يعد ينصح بإجراء هذه الجراحة راهنًا، لأن النتائج الإيجابيَّة محدودة من جرَّائها. ومعظم المرضى الذين سبق أن خضعوا لها، احتاجوا إلى بدائل لاحقًا.
أحدث جراحات السمنة
الكرمشة تتمُّ بوساطة المنظار الذي يُدخل من خلال الفم، مع خياطة المعدة من الداخل، من دون جروح
• الكرمشة: تتمُّ بوساطة المنظار الذي يُدخل من خلال الفم، مع خياطة المعدة من الداخل، من دون جروح، فيصغر حجم المعدة بنسبة 50 أو 60%. هذه التقنيَّة مُناسبة للحالات التي تتطلَّب فقدان 15 كيلوغرامًا إلى 20 منها. وهي تُخفِّف أيضًا من الأمراض المزمنة المتعلِّقة بالسمنة.
• البالون: من إجراءات فقدان الوزن غير الجراحيَّة؛ وفي هذا الإطار يُستخدم المنظار بغية وضع بالون سيليكون مملوء بالماء في المعدة، ممَّا يُساعد في فقدان الوزن عن طريق الحدِّ من مقدار الأكل المستهلك. وتُساعد التقنيَّة المذكورة في حذف حتَّى 12 كيلوغرامًا. لكن، بعد نزع البالون بعد ستَّة أشهر أو 12 شهرًا، هناك احتمال في استعادة الوزن المفقود، في حال لم ينتبه الفرد إلى نظام الغذاء.
وهناك أيضًا البالون الكبسولة الذي يبلعه المريض في العيادة الطبيَّة، فينزل إلى المعدة، ثمَّ يزول (من دون جراحة) بعد أربعة أشهر. وهو يُفقد 10 كيلوغرامات إلى 12 منها. علمًا بأنَّ كلَّ أنواع البالونات تزعج الفرد في الأسبوع الأوَّل، وتولِّد له الألم والغثيان، لذا تُوصف المُسكِّنات له في المواجهة.
• إبر التنحيف: تُطبَّق بصورة يوميَّة أسبوعيَّة، وهي تحدُّ الشهيَّة. صحيحٌ أنَّ بعض المرضى لا يتحمِّلها في الأسبوعين الأوليين لكونها تشعره بالغثيان، لكن من نتائجها فقدان نحو 10 كيلوغرامات من الوزن الزائد، إذا كانت الفحوص الطبيَّة سليمة. وليس هناك من مضاعفات خطيرة لإبر التنحيف، بيد أنَّه ورد في دراسات أُجريت على فئران أنَّها قد تتسبَّب للبعض بسرطان الغدة الدرقية، وهذا الأخير نادر الحدوث عند البشر.
لذا، يُسأل المريض قبل اعتماد الإبر في التنحيف عمَّا إذا كان يشكو من مشكلات في الغدة الدرقية؛ ومن لديه خمول في هذه الغدة لا يمنع من أخذ الإبر، ولكن من لديه في تاريخ عائلته أورام في الغدة لا يحبَّذ وصفها له. وهذه الإبر لا تطبَّق إلَّا بإشراف طبِّي.
الجدير بالذكر أنَّ كل التقنيات المذكورة آنفًا، تترافق مع برنامج غذائي مخسِّس، ومدعم بالمكمِّلات. عمومًا، قد يختار المريض تقنيَّة مُحدَّدة، ومن مهام الطبيب الطبيب أن يشرح له حسناتها وسلبيَّاتها، وأيضًا أن يبيِّن له الخيارات الأخرى.
مُضاعفات...
بعد الخضوع لجراحات السمنة، يجب الالتزام بإرشادات الطبيب: أخذ الأدوية والفيتامينات في مواعيدها، وإيلاء التغذية الأهميَّة
جراحات السمنة آمنة عمومًا؛ قد يحدث التسرُّب والنزيف من جرَّائها في حالات نادرة، ولكن عند مقارنتها بجراحة المرارة مثلًا، تبدو الأولى أكثر أمانًا، شريطة توفير المسشفى المُجهَّز، والطبيب الكفء،
مع إجراء التخدير بوساطة أهل الاختصاص. أمَّا بعد الخضوع لجراحات السمنة، فيجب الالتزام بإرشادات الطبيب: أخذ الأدوية والفيتامينات في مواعيدها، وإيلاء التغذية الأهميَّة، والمتابعة مع الطبيب. ومن الضروري الحرص على شرب ليتر ونصف الليتر من الماء، يوميًّا. كما أنَّ المُداومة في أداء
التمرينات الرياضيَّة مطلوبة منذ اليوم الذي يستطيع فيه المريض أن يتحرَّك، في إثر الجراحة. ومن الرياضات المقترحة، في هذا الإطار: المشي، وبعد شهر من المُمكن الانتظام في السباحة، وأيضًا كلُّ أنواع الرياضات في الصالة الرياضيَّة الهادفة إلى شدِّ الجسم.
منذ الاسبوع الأوَّل التالي للجراحة، يبدأ المريض في مُلاحظة فقدان وزنه، وذلك بحدود 10 كيلوغرامات. ويستمرُّ انخفاض الوزن في صفوف معظم الناس، الذين لجأوا إلى الجراحة، وصولًا حتَّى 12 شهرًا لاحقة، وصولًا حتَّى "الوزن المثالي". أمَّا الحلول غير الجراحيَّة المذكورة آنفًا، فيتحقَّق عبرها حوالي 5 كيلوغرامات من الوزن المفقود، مع الاستمرار في فقدان الوزن في الأشهر الثلاثة التالية للتدبير الصحِّي.