اكتشافات جديدة تثير الجدل حول كيفية انقراض الديناصورات
اكتشف علماء تابعون لفريق دولي من الباحثين، أن النشاط البركاني لم يلعب دوراً مباشراً في حدوث الانقراض الجماعي الذي أودى بحياة الديناصورات، بناءً على تحليل الحفريات البحرية،
ويعتقدون أن الانفجارات الضخمة الناتجة عن اصطدام بعض الكويكبات بالأرض، ربما ساعدت على تشكيل الحياة على الأرض بعد انقراض 75٪ من السلالات القديمة قبل حوالي 66 مليون عام.
وبحسب موقع «sciencedaily»، يحاول البحث الجديد، الذي شارك فيه خبراء من كلية لندن الجامعية (UCL) وجامعة ساوثهامبتون، معالجة النقاش الدائر حول ما إذا كان انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني (K-Pg) سببه سلسلة من الانفجارات البركانية، أو اصطدام كويكب بالأرض، أو كليهما.
تشير السجلات الجيولوجية إلى أن الآثار البيئية الناجمة عن الانفجارات البركانية الضخمة في الهند، والتي تسببت في تكوين صخري ضخم يعرف باسم Deccan Traps، حدثت قبل 200 ألف عام من انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني.
وفقاً للعلماء، يشير هذا إلى أن النشاط البركاني لم يسهم بشكل مباشر في وفاة الديناصورات،
وبدلاً من ذلك، فإنهم يقفون إلى جانب الحجة الأصلية التي مفادها أن حدث K-Pg كان ناتجاً عن كويكب بطول 10 كيلومترات تحطم في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، ما أدى إلى فوهة تشيككسولوب الأثرية التي يبلغ عرضها 200 كيلومتر.
قال البروفيسور «بول باون»، من جامعة UCL لعلوم الأرض والمؤلف المشارك للدراسة: «يعترف معظم العلماء بأن آخر حدث، وهو حدث الانقراض الجماعي، قد حدث بعد أن وقع كويكب كبير على الأرض قبل 66 مليون عام، ولكن اقترح بعض الباحثين قد يكون للنشاط البركاني دور كبير أيضاً، وقد أظهرنا أن الأمر ليس كذلك».
حفريات مجهرية
كيفية انقراض الديناصورات
فحص الباحثون حفريات بحرية صغيرة لمعرفة المزيد عن درجات حرارة المحيطات وتغيرات دورة الكربون في وقت الانقراض، إذ أن هذه الحفريات المجهرية، المستخرجة من قاع البحر بالقرب من نيوفاوندلاند في كندا، تحمل السجل الجيولوجي للحظة التي انقرضت فيها الديناصورات، والمعروفة باسم حدود K-Pg، ثم طور الفريق نماذج مناخية تظهر آثار إطلاق ثاني أكسيد الكربون من الانفجارات البركانية.
أظهرت النتائج أن انبعاثات الغاز البركاني حدثت قبل 200 ألف عام من حدث K-Pg، وقال البروفيسور «بول ويلسون»، من جامعة ساوثهامبتون، وأحد مؤلفي الدراسة: «من خلال التركيز على آثار الغازات المنبعثة، بدلاً من تحديد تاريخ الصخور التي خلفتها ثورات ديكان، وجدنا أن البركان بدأ وانتهى بشكل واضح قبل الانقراض الجماعي، بينما يتزامن حدث التأثير مع الانقراض، وهذا يعني أن البراكين ليست مسؤولة عن حالة الانقراض الجماعي».
أشارت النماذج المناخية إلى أن النشاط البركاني تسبب فقط في الاحتباس العالمي التدريجي بنحو درجتين، والذي لم يكن له تأثير كبير على النظم الإيكولوجية البحرية.
وقال «دونالد بنمان» وهو زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة ييل ومؤلف مشارك في الدراسة: «إن انقراض K-Pg كان بمثابة انقراض جماعي، وهذا غيّر دورة الكربون العالمية بشكل عميق، تظهر نتائجنا أن هذه التغييرات ستسمح للمحيط بامتصاص كمية هائلة من ثاني أكسيد الكربون على نطاقات زمنية طويلة، ربما يخفي آثار ارتفاع درجة حرارة البركان في أعقاب الحدث».
يعتقد الباحثون أن الغازات البركانية، ربما لعبت دوراً مهماً في تشكيل صعود الأنواع المختلفة بعد الانقراض.
وكتب المؤلفون في مجلة ساينس Science: «ربما ساهم البركان ديكان في تشكيل صعود الأنواع والمجتمعات السينوزية خلال فترة الانقراض».