شجرة جنكو بيلوبا التي تعيش لملايين السنين
كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية «بي ناس - pnas» وجود استثناء يشذ عن عملية التقدم في العمر أو الشيخوخة في شجرة «جنكو بيلوبا» التي تنمو في كل من الصين واليابان وتعرف أيضاً باسم شجرة المعبد أو شجرة كزبرة البئر، وتمثل نوعاً فريداً من الأحافير الحية.
ففي حين تعيش بعض الأشجار لمدة تتراوح ما بين ألف وثلاثة آلاف عام وجد العلماء أن هذه الشجرة يمكن أن تعيش عشرات الملايين من السنين ويرى إحسان يحيى المهندس الزراعي أن عمرها الافتراضي لا محدود.
وظائفها الحيوية اليافعة
شجرة الجينكوبيلوبا
يعرف عمر الأشجار عن طريق عدد حلقات النمو في جذعها وأن شجرة جنكو بيلوبا تطور حلقات نمو ذات ثخانة رقيقة مع مرور السنين، إلا أنها لا تبدي تراجعاً يذكر في قدرتها على التمثيل الضوئي أو إنبات البذور، أو مقاومة الأمراض مقارنة بالأشجار اليافعة.
وعندما تم فحص عينات الأنسجة من تسع أشجار جنكو بيلوبا عمرها ستمائة عام لم يتمكن فريق الباحثين من جامعات مختلفة من الصين من العثور على أي دليل على الشيخوخة أو التدهور في الوظائف الحيوية على الإطلاق.
بل على العكس لم تطرأ أي تغيرات ملحوظة على جهازها المناعي، بحيث يمكن القول إن هذه الشجرة التي تقترب من عمر الألف عام تشابه إلى حد كبير شجرة بعمر العشرين عاماً.
السر في الشباب الدائم
وعلى عكس الدراسات السابقة التي ألقت الضوء بشكل أساسي على أوراق جنكو ركز الباحثون في دراستهم الجديدة على كامبيوم الشجرة الوعائي وهو طبقة رقيقة من الأنسجة بالجذع مسؤولة عن إنتاج اللحاء والنسج الخشبية الجديدة.
ولم يجد الباحثون فرقاً يذكر في نشاط الجينات أو مقاومة الأمراض مع تقدم الشجرة بالعمر.
ولكن الشيء الوحيد الذي يتغير هو ثخانة حلقات النمو بجذع الشجرة، وبهذا يحتفظ الكامبيوم الوعائي بقدرته على النمو المستمر لمئات أو آلاف السنين، ما يجنب جنكو أعراض مرحلة الشيخوخة.
مستخلص الجينكو بيلوبا
مستخلص الجنكو بيلوبا مستخلص من أوراق شجرة الجنكو بيلوبا، يُوصَف في الغالب كوسيلة مساعدة لتقوية الذاكرة. لكنه من غير المحتمل أن يبطئ الإصابة بمشاكل الذاكرة المتعلقة بالسن أو فقدان الذاكرة المرتبط بالإعاقة العقلية البسيطة أو داء الزهايمر، أو يقي منها.
وأظهرت بعض الدراسات القليلة الأولية تحسناً طفيفاً في وظيفة الإدراك بالنسبة لكبار السن المصابين بمرض الخرف.
وعلى الرغم من ذلك، لم تكن الدراسات الأكبر تؤكد أن مستخلص الجنكو بيلوبا يقي من فقدان الذاكرة أو يعمل على إبطاء التدهور الإدراكي أو داء الزهايمر لدى كبار السن.
فعند البالغين ذوي الإدراك العادي أو الإعاقة العقلية البسيطة، لا يبطئ جنكو بيلوبا من الانخفاض في الإدراك، على الرغم من أن بعض الدراسات الحديثة قد أظهرت تحسناً طفيفاً في وظيفة الإدراك بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الجنكو بيلوبا، فإن معظم الخبراء وجدوا أنه ليس فعالاً بما يكفي؛ ومن ثَمَّ لم يوصوا باستخدامه كوسيلة مساعدة لتقوية الذاكرة.
وكونها تحافظ على شبابها دائماً فإن ذلك لا يعني أنها لا تموت أبداً، إنها تموت لكن ليس بفعل الشيخوخة وإنما يمكن أن يكون نتيجة تأثير عوامل خارجية أخرى كالرياح أو النار أو البرق أو الإفراط في قطعها، وهي العوامل التي أدت إلى انقراضها بالعصر الحديث.