روبوت ممرض يسحب الدم ويرى تحت الجلد
يبدو أنّ على ممارسي مهنة التمريض الحذر من التطور التكنولوجي وعالم الروبوتات؛ وذلك بعد ابتكار أوَّل روبوت ممرض يمكنه سحب عيِّنات الدم من المرضى، بصورة أكثر سرعةً مُقارنة بالممرِّض البشري المدرّب، وبدقّة أكبر، وفي حالات الشرايين التي تستعصي عليه.
بدأ العمل على هذا الروبوت منذ سنوات، وأُعلن عنه للمرَّة الأولى منذ سنتين، لكن في عام 2020 وصلت التجارب المُتعلِّقة بالبشر إلى مرحلة تُصنَّف بأنَّها الأخيرة، قبل أن يُطرح الروبوت في سوق العمل.
يعدُّ الجهاز نقلة جديدة في عالم الروبوتات الطبيَّة، إذ هو سينقذ حياة ملايين البشر، بخاصَّة الأفراد الذين تصعب رؤية أوردتهم بالعين المُجرَّدة، والذين كانوا يعانون بشدَّة، أثناء عمليَّات نقل الدم وسحب العينات، إذ يستطيع الروبوت الرؤية تحت الجلد.
يوضع الجهاز فوق ذراع المريض، فيقوم عبر الموجات فوق الصوتيَّة بتحديد العروق، مع التمييز بينها والشرايين والأوردة، واستهداف مكان بعينه لسحب العينة أو ضخ دواء.
استخدمت الاختبارات الأخيرة 31 متطوِّعًا، لعمل التجارب الأولى على البشر، وكانت نسبة نجاح الروبوت تصل إلى 87% في كلِّ الحالات، بما فيها الحالات صاحبة الشرايين غير الواضحة. وقد نجح الروبوت في
سحب عيِّنة الدم بدقّة تصل حتى 97% من الحالات الواضحة، مقارنةً بالممرِّضين والأطباء من البشر، الذين يفشلون في 27 إلى 60% في الحالات التي تعاني من الأوردة غير الظاهرة، والهزيلة، أو الرفيعة، والعروق التي لا تبرز بشكل ملموس فوق الجلد. هذه الميزة قادرة على إنهاء العديد من العوارض التي كان يعاني منها المرضى؛ بسبب محاولات الوصول للشرايين والأوردة المتكرِّرة،
ومنها: التخثر والتورم وزرقة الأيدي، والشعور بالألم عند تحريك اليد المسحوبة العيِّنة منها.
ليست هذه الميزة الوحيدة التي يمتلكها الجهاز، فهو مزوّد أيضًا بقدرة على تحليل العيِّنات بالطرد المركزي، ويحتوي على وحدة معالجة للعيِّنات، ممَّا يُقلِّل نسبة الخطأ، وخلط العيِّنات، ومشكلات فقد العيِّنات، التي تحدث خلال أخذ العينات بشكل طبيعي.
إشارة إلى أنَّ باحثين في مستشفى "روتجرز" الأمريكي، الواقع في ولاية "نيوجيرسي" طوَّروا الروبوت، ولمَّا يزالوا، حتى يطرح في الأسواق، وذلك عندما يحقِّق نسب نجاح تامَّة.
يفترض أن يُستخدم الجهاز في سيَّارات الإسعاف، وغرف الطوارئ، وداخل غرف عمليَّات القسطرة وغسيل الكلى.