اكتشاف أثري ضخم يحل غموض آلاف السنين
عاش على سطح الأرض، منذ أربعين ألف سنة في أوروبا، ثلاث سلالات بشرية، على الأقل، أشهرها إنسان نياندرتال، الذي يتميز ببنيته القوية، وقامته القصيرة، وحاجبيه الكثيفين، واستوطن إنسان نياندرتال عدة مناطق في أوروبا لأكثر من 300 ألف سنة، وكان يشبه الإنسان الحديث بشكل لافت للنظر.
وتشير الحفريات إلى أن آخر مجموعة من سلالة نياندرتال عاشت، قبيل اندثارها، في مناطق مثل صخرة جبل طارق في الطرف الجنوبي لشبة الجزيرة الأيبيرية، واختفت آثارها منذ 28 ألف عام، وهو التاريخ الذي يُرجّح أنه شهد اندثار إنسان النياندرتال، وعُثر على أدلة جديدة تثبت أن إنسان نياندرتال أقرب شبهاً بالإنسان الحديث «الهومو سابينس» أو الإنسان العاقل.
الاكتشاف الجديد في العراق
اكتشافات أثرية مهمة في العراق
مؤخراً اكتشف في العراق هيكل عظمي عمره 70 ألف عام لإنسان نياندرتال؛ ما من شأنه أن يساعد في حل غموض معتقد قديم.
واكتُشفت العظام القديمة في كهف Shanidar بالعراق؛ حيث عُثر على البقايا الجزئية لعشرة أفراد نياندرتال خلال أعمال التنقيب في الخمسينيات والستينيات.
ويعد الهيكل العظمي أول بقايا «مفصلية» لإنسان نياندرتال يمكن العثور عليها في عقدين من الزمن.
ويقول الباحثون إنها توفر فرصة لا مثيل لها للتحقيق في «الممارسات الجنائزية»، للأنواع البشرية المفقودة، باستخدام أحدث التقنيات المتطورة.
وقالت الدكتورة إيما بوميروي، من قسم الآثار في كامبريدج، والمعدة الرئيسة لورقة بحثية حول الاكتشاف: «إن الحصول على دليل أساسي عن هذه النوعية في هذا الموقع الشهير لنياندرتال، سيتيح لنا استخدام التقنيات الحديثة لاستكشاف كل شيء؛ بدءاً من الحمض النووي القديم إلى الأسئلة القديمة العهد حول طرق وفاة إنسان نياندرتال، وما إذا كانت مماثلة لما نشهده».
وسُمّي هذا الاكتشاف بـ Shanidar Z، ويقول الباحثون إن هناك أدلة قوية على أنه دُفن عمداً، وأضافت إيما: «رأينا في السنوات الأخيرة أدلة على أن إنسان نياندرتال كان أكثر تطوراً مما اعتُقد سابقاً، وفي حال استُخدم كهف Shanidar كموقع للذاكرة في الطقوس المتكررة لأمواتهم؛ فإن ذلك يشير إلى تعقيد ثقافي من مرتبة عالية».
واكتُشفت أول جمجمة كاملة لإنسان نياندرتال بالغ في جبل طارق، عام 1848، وبعدها عُثر على عظام سبعة آخرين، بالإضافة إلى آثار عديدة كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية، مثل الأدوات وعظام الحيوانات والصدف.
وخلص الباحثون في دراسة أجريت على آلاف البشر، إلى أن الإنسان الحديث لايزال يحمل نحو 20 % من الحمض النووي لإنسان النياندرتال.
وتشير الحفريات إلى أن إنسان النياندرتال كان يأكل فواكه البحر والثدييات البحرية، وأشارت أدلة جديدة نُشرت الشهر الماضي، إلى أن إنسان النياندرتال كان يستطيع السباحة، ويقول كلايف إن ثمة أدلة تثبت أن إنسان النياندرتال كان يصطاد الدلافين بطريقة ما، والحيوانات الضخمة كالماموث، ووحيد القرن الصوفي والغزلان، وربما كان يأكل جيفتها.