لم تفهموا صحيح الدين
أسامة القوصى لشيوخ السلفية الذين حرموا عيد الأم: لم تفهموا صحيح الدين
اسامه القوصى
انتقد الدكتور أسامه القوصى الداعية السلفى، شيوخ التيارات السلفية التي تحرم الاحتفالات بأعياد الأم، مؤكدا أنهم لم يفهموا صحيح الدين.
ومن أبرز من حرموا الاحتفال بهذا العيد كان الداعية السلفى، أبى إسحاق الحوينى، الذى قال فى وقت سابق أن الاحتفال بعيد الأم، من البدع التى لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، مشيرًا إلى أن جميع الأعياد التى تخالف الأعياد الشرعية، بدع وربما يكون منشؤها من غير المسلمين، حيث جاء ذلك خلال رد الحوينى على سؤال ورد إليه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" يقول صاحبه "ما حكم الاحتفال بما يسمى عيدالأم ؟"
وقال "القوصى":" لا شك أن شيوخ السلفية التي تحرم الاحتفالات بأعياد الأم مخطئون، مضيفا :" فكعادة المتسلفين في مصر خالف تُعرَف حتى لو كان بدون قصد".
وتساءل "القوصى" فما هي مشكلتهم و من أين وقعوا في الخطأ ؟!مضيفا :"الخطأ أساسه أنهم لم يفهموا الفرق بين الأعياد الدينية و المناسبات و الاحتفالات و الأعياد الدنيوية ، فلا شك أن دين الإسلام ألغى كل الاحتفالات التي كانت في الجاهلية قبل الإسلام لأنها فعلا احتفالات جاهلية تتعلق بالشرك وبالمشركين الوثنيين قبل الإسلام فالإلغاء هنا ديني بحت وأبدل الله المسلمين عيدين دينيين سنويين لا ثالث لهما الفطر و الأضحى .
وتابع :" فظن المتسلفون أن المناسبات التي نحتفل بها في أيامنا هذه تُلحَقُ بأعياد الجاهلية و ليس الأمر كذلك إلا عند سيد قطب و أمثاله ممن يعتبروننا جاهليين مثل الجاهلية الأولى بل أشد وإني لأستغرب من تأثر المتسلفين بالقطبيين في تأسيس هذه المسألة بل في مسائل أخرى أيضا .
وأضاف "القوصى" فلسنا مشركين و لا جاهليين و لا هذه المناسبات دينية من الأصل و لا تعلق لها بالأصنام و الأوثان، وأضرب مثالا : لو أن دفعة تخرجت من الجامعة وصارت تحتفل في نفس التاريخ كل عام بمناسبة مرور عام ثم عامين ثم أعوام على التخرج
وضرب "القوصى" مثالا آخر، قائلا :"زوجان كلما جاء تاريخ زواجهما احتفلا بمرور عام ثم عامين ثم أعوام على زواجهما" مضيفا :"هذه الأمور و أمثالها لم تكن معروفة في أجيال أجدادنا فضلا عن أيام الصحابة و التابعين و إنما هي عادات تتطور بتطور الحياة الإنسانية كما لم تكن هناك عقود زواج مكتوبة و لا موثقة من الأصل في أيام أجدادنا و لا شهادات ميلاد و لا مدارس و لا جامعات فضلا عن حفلات التخرج و قاعات الاحتفال بالزواج فكلها عادات تتغير و تتطور بتطور الحياة الإنسانية وليست عبادات ولا شعائر دينية ولا الدين يمنعها لأنها من أمور الدنيا التي قال الله فيها ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) وقال فيها نبينا صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) فلابد لهؤلاء المتسلفين ( الحافظين غير الفاهمين ) أن يشرحوا لنا كيف نعرف الفرق بين أمور الدين وأمور الدنيا".
وتابع :"عيد الأم و عيد الشرطة و عيد تحرير سيناء كلها أعياد و مناسبات و احتفالات دنيوية قابلة للتجديد و التغيير و الإلغاء و الإضافة بخلاف الفطر و الأضحى الذين شرعهما الله سبحانه في شريعة الإسلام فلا تدخل للبشر فيهما لا بالتغيير و لا بالإضافة و لا بالإلغاء و لا بالتعديل .
وتابع :"أعياد الميلاد و الزواج و التخرج و الطفولة و الأمومة و الحب و العمال و تأسيس الدول و الثورات و النصر و الجلاء و التحرير و غير ذلك كل هذا لا بأس بالاحتفال به سواءً سميناه عيدا أو احتفالا أو مناسبة أو ذكرى كل ذلك مباح لا حرج فيه البتة و لا يقال : ( فلم لم يفعله النبي الكريم عليه افضل الصلاة و أتم التسليم و لم لم يفعله أحد من الصحابة ؟! )
وأختتم حديثه بقوله :الجواب ببساطة أنه لم يكن معروفا في زمانهم كما لم تكن هناك عقود زواج مكتوبة و لا جامعات و لا شهادات ميلاد و لا علوم و فنون و آداب كالموجودة في زماننا بل لم تكن معروفة حتى قبل قرنين من الزمان أو حتى قرن واحد في بعض البلدان بل بعض البلدان نفسها لم تكن موجودة من الأصل قبل مائة عام فأين عقولنا يا قوم ؟!
كعادة السلفيين الذين يحرمون على الناس عشيتهم، ويعتبرون كل المناسبات بدعة لا يجوز الاحتفال بها، على الرغم من تحليل الاحتفال بتلك الأعياد سواء عيد الحب أو شم النسيم أو المولد النبوى، ويأتى اليوم عيد الأم، الذى يشهد أيضا تحريم من جانب السلفيين واعتباره بدعة، وهو ما يخالف دار الإفتاء التى أكدت أن الاحتفال به جائز شرعا.