وقت الإفطار في رمضان 2020
يُستقبل رمضان الكريم بأجواء احتفالية، فتزين الشوارع بالزينة والأضواء كما تزين واجهات المنازل، وتتلألأ مآذن الجوامع بالمصابيح، إذ أن التحضيرات لهذا الشهر الكريم تبدأ قبيل بدايته، فيقوم الناس بشراء المواد الغذائية التي يحتاجونها لتحضير وجبات الإفطار والسحور والحلويات والعصائر.
ويقول الدكتور محمود الصاوي، وكيل الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر: تختلف عادات الشعوب الإسلامية وتقاليدها في استقبال هذا الشهر الفضيل، فلكل بلدٍ أسلوبه وعاداته الخاصة في استقبال شهر رمضان، وعادات لاستقبال واستعداد للإفطار وهي تُضفي على هذه الفترة من السنة هالةً من الروحانية والخصوصية، يتميز بها كل مجتمعٍ عربيٍ وإسلاميٍ عن سواه، ولكن ما يوحّد بينهم دوماً هو ابتهاجهم بحلول رمضان الكريم
في المملكة العربية السعودية
إن لشهر رمضان الكريم في المملكة العربية السعودية جواً روحانياً خاصاً؛ وذلك لأن المملكة تحتضن الحرمين الشريفين، وهما يتمتعان بمنزلة خاصة في قلوب المؤمنين.
العديد من الدول في العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له.
ومع ثبوت هلال رمضان، تعمّ الفرحة قلوب الجميع في المملكة، ويتبادل الناس عبارات التهنئة، مثل قول: «الشهر عليكم مبارك» و«كل عام وأنتم بخير»
وعادة أهل المملكة خلال الإفطار أن يتناولوا التمر والماء والتي تسمّى «فكوك الريق» بُعيد انتهاءالمغرب، يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع موائدهم ويبادرون إلى الصلاة.
بعد صلاة المغرب ينتقل المؤمنون لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها إجمالا طبق الفول بالسمن البلدي، أو بزيت الزيتون والفول باللبن وبالبيض.
أما أشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجاً كبيراً في الشهر الكريم عند أهل المملكة فهي «الكنافة بالقشدة» و«القطايف بالقشدة» و«البسبوسة».
وقبيل صلاة العشاء والتراويح، يشرب السعوديون الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد العائلة بمبخرةٍ على أهل البيت.
في مصر
إن للأسر المصرية أجواءها الخاصة، وأما الاجتماع الرمضاني فيقام عادةً في بيت كبير العائلة. وتبرز قوة التواصل والتلاحم الأسري في ليالي رمضان
إن أبرز ما يميّز زينة الشوارع المصرية في هذا الشهر الكريم هي الفوانيس الرمضانية التي يرفعها المؤمنون على بيوتهم إيذاناً بقدوم الشهر المبارك،
وهي منتشرة أيضاً في الأسواق التجارية المصرية. ولاستعمال الفانوس أصولٌ تاريخية تعود إلى صدر الإسلام إذ كان يستعان به للذهاب إلى المسجد ليلاً
وفوانيس مصر تضيء شوارعها وأزقّتها المزيّنة بالشرائط البيضاء والملونة، خاصةً عند حلول موعد الافطار
تشتهر مصر بأطباقها الشهية التي تزين المائدة الرمضانية مثل الخشاف (وهو خليطٌ من التمر والتين وغيرها من الفواكه) والملوخية بالأرانب والبامية باللحم وورق العنب المحشي وصينية البطاطس بالفراخ وشوربة لسان العصفور.
في تونس.
مع مستهل رمضان، يلقي التونسيون تحيةً خاصة عند الإفطار يرددون فيها القول: «صحة شريبتكم».
تزيّن مائدة رمضان سيّدة أطباق تونس «الحريرية»، إضافةً إلى سلطة الخضار المشويّة مع زيت الزيتون والبهارات. ولعلّ أبرز أطباق المائدة الرمضانية طبق «البريك» الذي يتصدر الموائد في معظم البيوت، وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تُحشى بالدجاج واللحم، ويقدّم معها طبق «الرفسية» المكوّن من الأرز المطبوخ بالتمر والزبيب كما و«المدموجة»، وطبق «الكوسكوس» وهي جميعها أطباق شهية تجتمع حولها أفراد العائلة التونسية.
في الإمارات
حظي الشهر المبارك بمكانةٍ خاصةٍ لدى الإماراتيين، إذ تستعدّ له الأسر الإماراتية خير استعدادٍ.. فالمجتمع الإماراتي ما زال محافظاً على العلاقات الأخوية والإنسانية رغم التطور الحضاري والعمراني الذي شهدته البلاد
أما أهم وأشهر الأطباق الرمضانية في دولة الإمارات فهي: «الهريس» و«الفريد» و«البثيث» و«المتشبوس» و«العصيدة» إضافة إلى وجبة أخرى بعد صلاة العشاء تسمى «الفوالة» وهي الوجبة الأهم بالنسبة إليهم.
في العراق
الظاهرة الأبرز لدى البغداديين هي التسوق من سوق «الشورجة» قبل موعد الإفطار، وهي باتت بمثابة فولكلور لدى أهل بغداد.
تلتفّ الأسرة عند سماع أذان المغرب حول مائدة رمضان التي تزينها «الهريسة العراقية» المغطاة بالقرفة والهيل، كما و«الحنينية البغدادية» المكونة من التمر والسمن أو الزيت، إضافة إلى «الدورمة» وهي نوع من أنواع المحاشي و«الكبة الحلبية» ولا يمكن أن ننسى الحلويات البغدادية وأشهرها «البقلاوة» و«الزلابية».
في تركيا
إنّ الشهر الفضيل في تركيا هو شهر تسامح ومحبة بين الأزواج، كما هو أيضاً شهر ألفة وتقارب بين الأهل والأصحاب.
تجتمع العائلات التركية في البيوت، ويتحلقون حول المائدة عند المغيب، ويباشرون إفطارهم بــالتمر والزيتون والشوربة الساخنة، والجبن على أنواعه الذي يلازم دوماً موائد الأتراك. أما الحلويات كالكنافة والبقلاوة، فلا غنى عنها، خصوصاً في هذا الشهر الكريم
في شبه الجزيرة الهندية
في شبه الجزيرة الهندية تغمر قلوب المؤمنين، منذ بداية شهر شعبان، مشاعر الفرح والسرور، إذ يبدأون بترقّب هلال رمضان، فيهنئون أنفسهم بقدوم شهر الصوم.
تمتاز المائدة الهندية بأطباقٍ خاصة حيث يتناولون عند الإفطار والسحور «الغنجي» وهي الشوربة التي اعتادوا على تناولها لما تمنحه للصائم من قوة. فهي تُحضّر من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات. ويحرص المؤمنون الهنود على تناول الفواكه على أنواعها كالتمر والبرتقال والعنب وغيرها، وهم يحتسون مشروب «الهرير» الذي يعتبر المشروب المفضل لديهم في أيام الصوم، وهو يحضّر من الحليب والسكر واللوز.