حـدث في روزويـل

أخيراً انتهت الحرب العالمية الثانية، ووضعت أوزارها نهائياً مخلفة ورائها دماراً لم يشهده العالم في تاريخه كله وبخاصة بعدما تم محو مدينتين يابانيتين كاملتين من الوجود، هيروشيما وناجازاكي، بقنبلتين ذريتين، أذهلتا العالم كله وأصابتاه برعب لا محدود، وجعلتاه يتطلع إلى المستقبل بنظرة خائفة متشائمة
وبدأ العالم مرحلة جديدة
أوروبا وآسيا انشغلتا في مرحلة إعادة البناء، بعد اقتسام وتوزيع الأسرى والغنائم، وأفريقيا راحت تلتقط أنفاسها أخيراً، بعد أن تورطت طويلاً في حرب طاحنة، لم يكن لها ناقة فيها ولا جمل
أما أمريكا، فقد انتفخت أوداجها، وانتفش ريشها، وراحت تستعرض قوتها الجديدة في مهرجانات واحتفالات مبهرة عديدة
ودارت الأيام دورتها،وهدأت الأمور كلها
ولكن أمريكا بدأت تتعامل باعتبارها القوة الأعظم في العالم، بما تملكه من أسلحة ذرية ونووية، لا يمتلكها غيرها، وبدأت تصور أنه ما من قوة في الوجود يمكنها أن تفت في عضدها
وبعد عامين تقريباً، وفي منتصف نهار الثلاثاء 24 يونيو1947م، كان رجل الأعمال الأمريكي الشاب كينيث أرنولد يقود طائرته ذات المحركين في سماء صافية، خالية من الغيوم تماماً، وطقس مثالي للطيران، في منطقة جبل راينر Rainer
وسط ولاية واشنطن، محلقاً حول القمة المتجمدة لبركان مايتي الخامد، وهو هادئ النفس، صافي الذهن، لا يشغله سوى العثور على طائرة نقل أمريكية عسكرية مفقودة في المنطقة، على أمل الفوز بجائزة قدرها خمسة آلاف دولار، أعلنت عنها القوات الجوية الأمريكية، لمن يعثر على الطائرة أو حطامها، بعد أن اختفت تماماً هناك، وعلى نحو غامض للغاية
وقد انهمك كينيث تماماً في عملية البحث، بسبب جودة الطقس، و
وفجأة انعكس ضوء الشمس على وجهه من مصدر ما
وبسرعة استعاد الأمريكي انتباهه على القيادة، ظاناً أن الشمس قد انعكست عن جسم طائرة أخرى تتخذ مساراً يتعارض مع مسار طائرته
ولكن كل شئ كان هادئاً تماماً
وعلى مدى بصره، لم تكن هناك أية طائرة تحلق في المدى الذي يمكن أن تنعكس عنده أشعة الشمس
ولكن هناك في أقصى الأفق لمح كينيث أرنولد شيئاً يتحرك
لم يبد له أشبه بأية طائرة معروفة، بل بدا كأقراص منفصلة تطير بلا رابط، في اتجاهه تقريباً
*******
أطبـاق طـائرة
**************
كان ما رآه يبعد –وفقاً لتقديره- ما يقرب من ألف ميل، حتى أنه لولا السماء الصافية، لما أمكنه حتى ملاحظته، لذا فقد عزا ذلك الانعكاس إلى شئ آخر حتما وقرر أن يتجاهل كل هذا، وأن يعود إلى عملية البحث عن حطام الطائرة العسكرية
ولكن تلك الأجسام كانت تتحرك بسرعة مذهلة حقاً
فلم تمض لحظات حتى كانت على مسافة ثلاثمائة ميل منه فحسب
ولقد بدا له –عندئذ- أنها تتجه نحوه مباشرة
ولقد كان على حق في كل ما تصوره
تلك الأجسام كانت تتجه نحوه مباشرة.. وبأقصى سرعة رآها في حياته
ومن مسافة قريبة بما يكفي، رأى كينيث تلك الأجسام مباشرة، ووصف ما رآه فيما بعد، قائلاً: لم تكن هناك أية بروزات واضحة.. لا مقدمة أوذيل، أوأجنحة، فقط اسطوانات دائرية تماماً، ولامعة إلى حد مدهش، حتى أنها تعكس أشعة الشمس من مسافات بعيدة، وكانت عبارة عن تسعة أجسام تطير في صف واحد كطابور عسكري، وأسلوبها في الطيران كان عجيباً للغاية، إذ بدت أشبه بأطباق تطير، عندما نلقيها على سطح بحيرة هادئة
ومن عبارته الأخيرة بالتحديد، التقط أحد الصحفيين المحليين مصطلح الأطباق الطائرة، الذي عرفت به تلك الأجسام مجهولة الهوية، على النطاق الشعبي حتى يومنا هذا
وعندما تم نشر واقعة كينيث على نطاق واسع في الأسبوع التالي مباشرة، كانت ردود الأفعال واسعة ومتباينة للغاية، فقد استقبلها المجتمع الأمريكي بما يشبه الصدمة
ففجأة، وبعد أن خرج الأمريكيون من الحرب ظافرين منتصرين، يظنون أنهم القوة العظمى، تأتي واقعة كهذه، لتشير إلى أن البشر ليسوا وحدهم في الكون، بل هناك مخلوقات عاقلة أخرى، تمتلك تكنولوجيا أكثر تفوقاً، جاءت لتستعرض قوتها في سمائهم
وعلى قدر ما صعق البعض بالخبر، رفضه البعض الآخر في شدة، بل واستنكره تماماً، من منطلق الخوف أوعدم التصديق، أوحتى الغرور البشري، الذي يرفض وجود قوة أخرى متفوقة سواه
أما الجهات الرسمية العسكرية، فقد لاذت بالصمت تماماً وإن كانت لديها شهادة أخرى لم تحظ بالترويج الإعلامي المماثل، ولكنها توافقت مع شهادة كينيث أرنولد على نحو يثير القلق والحيرة
فقد أبلغ أحد الباحثين عن الذهب، في أوريجون، أنه قد شاهد تسعة أجسام مستديرة لامعة، تقطع السماء بسرعة مذهلة، وأن البوصلة التي يحملها قد أصابها الجنون، في لحظة العبور هذه
الرجل أدلى بشهادته في الثالثة وتسع دقائق، في حين قرر كينيث أرنولد في تقريره أن تلك الأجسام عبرت إلى جواره في الثانية وتسع وخمسين دقيقة بالتحديد
إذن فالباحث عن الذهب لم يكن يعرف شيئاً عما رآه رجل الأعمال الشاب، عندما أبلغ عما رآه هو
ثم إن التقرير الرسمي الذي قدمه خبراء الطيران، والذي لم ينشر إلا في أواخر الثمانينات، كان يتساءل في نهايته : لماذا يدعي رجل أعمال محترم وملتزم مثل كينيث أرنولد، بأنه قد رأى تلك الأجسام الطائرة، ما لم يكن قد رآها بالفعل؟
ولكن وعلى الرغم من الموقفين الصحفي والرسمي، فقد أصابت الولايات المتحدة الأمريكية بغتة حمى غريبة
حمى الأطباق الطائرة ..
أكثر من ثمانمائة وخمسين بلاغاً عن رؤية الأطباق الطائرة، تلقتها الدوائر الأمريكية، على طول الولايات المتحدة وعرضها
الكل رأى، وشاهد، والتقط الصور أيضاً
*******
أول صـور
***********
وفي أول يوليو1937، جاءت شهادة شخص محترم ومرموق للغاية، إلا وهو ماكس هود، رئيس الغرفة التجارية في بوكريك، الذي أعلن مشاهدته لطبق طائر، يسير في خط متعرج عبر السماء
وفي الليلة نفسها، وفي تمام الحادية عشرة، اتصل رئيس الشرطة العسكرية أدوين آزلي بمسؤول المخابرات في المدينة جيس مارسيل، وهو يهتف في انفعال شديد: احضر بأقصى سرعة.. لن يمكنك تصديق ما نراه هنا
ولقد انطلق جيس على الفور، وبينما كان في طريقه، شاهد في السماء تشكيلاً مضيئاً على شكل حرف V ينطلق نحو الجنوب، فغمغم في توتر: ما هذا بالضبط؟! طائراتنا لا يمكنها الطيران بهده السرعة
وأيدت هذه القصة فكرة وجود الأطباق الطائرة، وإن عاد الميجور جيس نفسه يكذبها، على نحو يوحي بأنه قد تلقى أوامر رسمية بهذا
وفي صباح السابع من يوليو1947 وفي مدينة روزويل الصغيرة، في ولاية نيوميكسيكو، وعلى مسافة مائتي ميل من قاعدة طيران عسكرية، التقط ويليام رودز، البائع البسيط، أول صور في التاريخ للأطباق الطائرة وهو في طريقه إلى عمله
ولقد قام ويليام بتحميض الفيلم وطبعه، وفي اليوم نفسه، ليسلمه إلى الصحيفة المحلية، وهويمني نفسه بأن يكون هذا الخبر هو قنبلة الصحيفة في اليوم التالي، وأهم أخبارها، و
ولكن أحداً لم يتصور قط أن خبر ويليام رودز لن يساوي شيئاً في صحيفة اليوم التالي، لأن روزويل كلها كانت تنتظر مفاجأة
مفاجأة لا تخطر على بال أحد من سكانها
قط..
*******
روزويـــــل
***********
في تمام الرابعة عصراً، وفي محطة الراديو المحلية بمدينة البوكريك بولاية نيوميكسيكو الأمريكية، يوم 7 يوليو1947، كانت موظفة المحطة ليديا سلبي تجلس هادئة كعادتها، تنجز بعض الأعمال الإدارية المتأخرة، عندما ارتفع رنين الهاتف فجأة، على نحو أزعجها، وانتزعها من تركيزها في عنف
ولأن ميزانية المحطة محدودة، كانت ليديا تقوم، إلى جوار أعمالها الإدارية، بوظيفة عاملة الهاتف ومسئولة إرسال التليكس أيضاً، لذا فقد التقطت سماعة الهاتف، وسألت عن المتحدث، الذي لم يكن سوى جوني ماك بويل الذي يمتلك مع أخته محطة إذاعية صغيرة في روزويل
ولما لم يكن جوني يمتلك جهاز تليكس، فقد اعتاد الاتصال بمحطة ليديا، كلما كانت لديه أخبار مهمة لتبثها هي إلى المحطات الكبرى، عبر جهاز التليكس، لذا فقد استقبلت هي الأمر في بساطة، ولكنها فوجئت به يصرخ في انفعال شديد: ليديا.. اسمعيني جيداً.. لقد سقط طبق طائر، بالقرب من روزويل.. لقد كنت هناك، وشاهدته بنفسي.. إنه أشبه بطبق ضخم مقلوب، نحطم جزء في طرفه.. بعض المزارعين هناك أيضاً، وأحدهم حاول أن يجذبه بالجرار إلى جرنه، ولكن الجيش وصل إلى هناك.. يبدو أنهم يسعون للحصول عليه.. المنطقة كلها مغلقة ثم توقف لحظة ليلتقط أنفاسه، قبل أن يعاود الصراخ لاهثاً: ليديا.. هل تبثين ما أخبرك به؟
كانت بحكم خبرتها تضرب أزرار التليكس تلقائياً، بكل ما تسمعه منه، كما يحدث في كل مرة، فهتفت، وقد انتقل إليها الانفعال: بالتأكيد.. أكمل
تابع هو، بكل الانفعال واللهفة: انهم يتحدثون عن رجال صغار.. سجلي هذا.. رجال صغار داخل ذلك الطبق.. الجيش ينتشل جثثهم من داخله.. هناك جثتان على الأقل
سألته ليديا بانفعال مماثل، وهي تواصل البث: هل رأيتهما بنفسك؟
كانت تتوقع منه رداً فورياً سريعاً، مفعماً بالانفعال، إلا أن ما سمعته، على الجانب الآخر للخط الهاتفي، لم يكن سوى ضوضاء غير مميزة، وهتاف يأتي من بعيد، وأصوات ارتطام وشجار
وفي اللحظة نفسها، توقف جهاز التليكس عن البث، ثم استقبل رسالة محدودة، راحت تتكرر في سرعة على نحو محموم: أوقفي الاتصال فوراً.. لا تواصلي البث
وبينما هي تحدق في الرسالة بدهشة قلقة، فوجئت بصوت جوني، يأتيها عبر الهاتف، بانفعال أكثر شدة، وهويهتف: لا تبثي ما أخبرتك به ياليديا.. امحي كل شئ فوراً.. لا تبثي ما أخبرتك به، وحاولي نسيان كل ما سمعته.. هل تفهمين؟
قالها وأنهى الاتصال بحدة لم تعهدها منه، وعلى نحوجعلها تتساءل، بكل ما اعتمل في نفسها من اضطراب: ترى ما الذي حدث حقاً في روزويل؟
*******
لم يكن هذا سؤالها وحدها، بل هو السؤال الذي ظل يتردد في كل الأوساط، حتى يومنا هذا
السؤال الذي أجابته جريدة روزويل المحلية، عندما نشرت في رأس صفحتها الأولى، في صباح الثامن من يوليو تقول : طبق طائر سقط في روزويل
ولولا ما نشرته الصحيفة، التي تتمتع كغيرها بحرية الصحافة في أمريكا، فربما لم يكن هناك من سمع قط عن واقعة روزويل هذه
ففي السادسة من صباح 8 يوليوهذا، حمل ميجور مارسيل وكابتن كافيت إلى رئيسهما في القاعدة الجوية، قطعة معدنية، طولها قدم واحد، وعرضها ستة بوصات، وأخبراه أنها جزء من حطام الطبق، الذي سقط بالقرب من روزويل
ولقد كانت تلك القطعة المعدنية عجيبة للغاية، بالنسبة لكل من رآها
فعلى الرغم من خفة وزنها الشديدة، التي لا تتناسب قط مع حجمها، كانت القطعة صلبة إلى حد مدهش، حتى أن الميجور مارسيل المعروف بقوته، قد عجز تماماً عن أن يثنيها، على الرغم من كل محاولاته
ولقد تحدث الرجال الثلاثة بعض الوقت عما حدث، ثم لم يلبث الرئيس أن حسم الحديث بقوله: هذا الشيء يدهشني بحق، وخاصة مع ملمسه، الذي يجمع بين المعدن والبلاستيك، والذي لم أعهد مثله قط من قبل، إلا أن الأوامر التي تلقيتها هذا الصباح، صريحة وصارمة للغاية
ثم شد قامته، مضيفاً: سنغلق الحديث في هذا الأمر، وننساه تماماً، وكأنه لم يكن أبداً.. مفهوم
ولم يكن أمام الرجلين سوى الموافقة، وتسليم القطعة المعدنية مجهولة الهوية إلى رئيسهما، وإغلاق فميهما طويلاً ولكن ليس إلى الأبد
ففيما بعد، روى الكابتن كافيت القصة بتفاصيلها لمحرر جريدة واشنطن بوست، التي أولت الأمر –آنذاك- اهتماماً كبيراً
وفي روزويل نفسها، وبعد ما نشرته صحيفتها المحلية، توافد الآلاف، من مختلف الولايات، لإلقاء نظرة على موقع السقوط، وسماع روايات السكان المحليين، على الرغم من أن الجيش قد نقل كل شيء بعيداً
وفي الخامس عشر من يوليو، أي بعد سبعة أيام كاملة، أصدرت قيادة الجيش الأمريكي بياناً، قالت فيه: إن ما سقط في روزويل لم يكن سوى منطاد طقسي فحسب
وكان هذا مسار سخرية الكل
فلو أن الأمر كله يتعلق بمنطاد طقس واختبارات، لماذا انتظرت قيادة الجيش أسبوعاً كاملاً لتصرح بهذا؟
بل ولماذا أغلقت المنطقة كلها حينذاك؟
*******
الرائد جيسي مارسيل يعرض بقايا منطاد الطقس في المؤتمر الصحفي الذي ادعت فيه الحكومة الأمريكية على انه هو ما سقط في روزويل
*******
دراســات وإشـاعـات
*******************
ولم يصدق أحد ما أعلنه الجيش، حتى أولئك الذين لا يؤمنون بوجود حياة عاقلة أخرى في الكون
واستمر الناس يتحدثون عن روزويل
ويتساءلون
ويدرسون ..
مئات الدراسات خرجت، لتفسير ما حدث في روزويل، وما صحبه من تحركات عسكرية وسرية
ومع مرور الوقت، بدأت بعض الحقائق تتكشف رويداً رويداً
وفي عام 1980 أصدر تشارلز بيرلتز كتابه الشهير واقعة روزويل، الذي جمع فيه كل الحقائق والاستنتاجات، حول ما حدث في تلك البلدة الصغيرة، في ولاية نيوميكسيكو
ولأول مرة بعد سنوات طوال، أشار بيرلتز إلى الجثث، التي تم العثور عليها، داخل ذلك الطبق الطائر، عام 1947
ولأول مرة أيضاً اتهم بيرلتز الحكومة الأمريكية بأنها تخفي جثتي اثنين من ملاحي الطبق الطائر، وتخفي معهما حقيقة وجود مخلوقات في كواكب أخرى، عن الشعب الأمريكي والعالم أجمع
ولك ترد الحكومة على اتهامات بيرلتز، على الرغم مما لقيته من أصداء واسعة، على كل المستويات
وربما كان هذا ما زاد الأمر غموضاً، وضاعف من عدد مصدقيه، على مرر السنين
التجاهل التام للحكومة الأمريكية، في كل ما يتعلق بحادثة روزويل
فعلى الرغم من أن الحكومة قد أنشأت في الستينات لجنة الكتاب الأزرق، المسئولة عن التحقيق في كل بلاغات ومشاهدات الأطباق الطائرة، والتي انتهت باحتمال وجود ظاهرة تفوق إدراك البشر، إلا أن نفس الحكومة ظلت تتجاهل تماماً، دون أي تبرير، أية إشارة إلى واقعة روزويل
وحطم كتاب بيرلتز كل الأرقام القياسية في التوزيع، وبيعت منه ملايين النسخ، وردد الملايين ما قاله فيه، عن وجود منطقة تحمل رقم 51 Area 51 بين المناطق العسكرية السرية الأمريكية، يحتفظ فيها العلماء بجثتي المخلوقين الفضائيين الذي تم تشريحهما منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً
ولكن الحومة الأمريكية ظلت تتجاهل.. وتتجاهل إلى أن ظهر إلى الوجود فجأة دليل قوي، على صحة ما حدث في روزويل
دليل لا يقبل الشك أبداً
*******
فيلم الثمانية ملليمترات
***********************
في أكتوبر عام 1994، نشرت مجلة أومني العلمية نداء إلى كل قراءها، تناشدهم إرسال مطلب إلى الحكومة الأمريكية، لتكشف كل ما تخفيه من أسرار، حول واقعة روزويل الشهيرة
وانهالت بالفعل ملايين المطالب على الحكومة الأمريكية، التي أصرت على مواصلة رد فعلها الاستفزازي الشهير، ألا وهوالتجاهل التام للموقف
ولكن فجأة ظهر الدليل
فيلم سينمائي، من طراز المليمترات الثمانية قديم الطراز، كان يخفيه طيار سابق، منذ ما يقرب من خمسين عاماً، ثم قرر فجأة أن يعلنه، قبل أن يباغته الموت وكان الفيلم قنبلة بحق
إنه فيلم كامل يحوي تفاصيل مذهلة، لعملية تشريح كاملة ودقيقة، لكائن فضائي غير بشري، تمت عقب سقوط ذلك الطبق الطائر في روزويل
وكانت صدمة عنيفة بحق
*******
راي سنتيلي و معه فيلم سينمائي من طراز المليمترات الثمانية قديم الطراز لتشريح المخلوق الفضائي
*******
فــحــص
***********
وكرد فعل طبيعي، لعالم بلغت قدراته الإعلامية والاتصالية حداً مدهشاً، أذاعت معظم محطات التليفزيون الفيلم كاملاً، وأنتجت عشرات البرامج حول صحته ومصداقيته، وعما إذا كان ما به حقيقة أم مجرد وهم وخداع
وجاءت آراء الخبراء مدهشة
خبير في التصوير السينمائي أكد أن الفيلم تعود مادته الخام إلى فترة الأربعينيات بالفعل، وأن النسخة التي بين يديه تم تصويرها ما بين عامي 1946 و1948، وقدم بهذا شهادة موثقة، بعد أن فحص الفيلم ميكروسكوبياً أيضاً
خبراء الخدع السينمائية في هوليود أعلنوا أنه من المستحيل أن يكون هذا الفيلم مجرد خدعة سينمائية، لأنه ما من خبير في العالم أجمع يمكنه اصطناع الأنسجة والخلايا على هذا النحوالمذهل
بل وأعلنوا أنه لو كان هذا الفيلم خدعة، فإنهم على أتم الاستعداد لتعيين صانعه مديراً لكل استوديوهات الخدع السينمائية، بأجر قد يحمل سبعة أصفار وليس ستة
وعندما حان دور الطب الشرعي، كان الأمر مبهراً
*******
المخـلـوق الغـريـب
*******************
الدكتور كيرل ويشت، كبير الأطباء الشرعيين في مركز سان فرانسوا الطبي، أكد أمام ملايين المشاهدين، في بث مباشر، أنه لم يشاهد في حياته كلها، وعلى الرغم من خبراته الواسعة، كائناً يشبه هذا، حتى بين الأجناس غير الأمريكية
أما من ناحية ما يحدث في الفيلم، فقد أصر الرجل على أنها عملية تشريح سليمة تماماً، وأن من يقومون بها خبراء حقيقيون، يؤدون عملاً مبهراً
وفي الوقت نفسه، علق الدكتور ويشت على تركيب جسم الكائن بأنه يختلف إلى حد كبير عن الأجساد البشرية، حيث يحوي ستة أصابع في كل يد وقدم، وجفناً إضافياً لكل عين، يشبه ذلك الموجود عند الطيور، كما أن الرئة عبارة عن ثلاثة اسطوانات متساوية الحجم، بالإضافة إلى عدم وجود أعضاء تناسلية واضحة
وكل هذا، من وجهة نظر الدكتور كيرل ويشت لا يمكن أن يتواجد في أي كائن حي، من أية جنسية كانت، بل ولا حتى في أية حيوانات معروفة
أما خبير الأنسجة والطب الشرعي س.م. ميلرون، فقد أكد أنه لا يشك لحظة في أن ما يراه على الشاشة حقيقي، إذ أنه وعلى الرغم من عدم بشريته، يتناسق تماماً مع بعضه البعض، على نحولا يمكن أن يدركه، أو يصطنعه إلا خبير
وعلى الرغم من كل هذا ظهر من يرفضون تماماً تصديق الفيلم.. وتصديق قصة روزويل كلها
وخرجت عشرات الاعتراضات، التي تناقش نوع سلك الهاتف في الفيلم، وطراز حامل أدوات التشريح، وغيرها، وتدعي أنها تعود كلها إلى زمن يلي الزمن الذي يفترض تصوير الفيلم فيه
كل هذا والحكومة الأمريكية تتجاهل الأمر تماماً كعادتها
وفي عام 1996، حصلت شركة فيدماك على حقوق طبع وتوزيع ذلك الفيلم، مع البرنامج الذي يناقش صحته، وطرحته في الأسواق تحت عنوان تشريح كائن فضائي – حقيقة أم خدعة Alien Autopsy – Fact Or Fiction وأصبح متداولاً، حتى عبر شبكة الإنترنت
***************************************
الغمـــوض
************
ولكن يبدو أن تصديق أوعدم تصديق صحة وجود الكائنات الفضائية العاقلة، وهوأمر يرتبط بطبيعة الإنسان، أوربما بجيناته الوراثية
فعلى الرغم من كل هذا ما زال هناك من يرفض تصديق فكرة وجود أي مخلوقات عاقلة في الكون بخلاف البشر مهما كانت المبررات
بل إنهم يرفضون حتى مناقشة الفكرة
ربما لأن الحكومات، حتى الحكومة الأمريكية، مازالت ترفض الاعتراف بما حدث في روزويل، أوحتى بحدوثه من الأصل
كل ما فعلته الحكومة الأمريكية، وما قدمته وزارة دفاعها، وقيادة قواتها الجوية، بعد أن انتشر الفيلم، وانتشر الاعتراض على صمتها وتجاهلها، هو أن خرجت في نهاية عام 1997 ببيان مضحك، أعلنت في نهايته أن هذا يغلق باب المناقشة نهائياً، في قضية روزويل
قال بيان القوات الجوية، الذي يؤكد أنه يذيع سراً عسكرياً لأول مرة، أن ما سقط في روزويل في السابع من يوليوعام 1947 لم يكن سوى طائرة اختبار سرية، كانت تحمل بعض الدمى، المفترض أن يتم اختبار هبوطها اضطرارياً، إلا أن خللاً ما أدى إلى سقوط الطائرة، وما تحمله من دمى، على نحو جعل الكل يتصور، وفقاً لهوس الأطباق الطائرة، الذي ساد في تلك الآونة، أن ما سقط ليس سوى طبق طائر، والدمى داخله هي مخلوقات فضائية غريبة
ومع البيان، نشرت القوات الجوية صوراً لأشياء مستديرة، لها مراوح أشبه بالهليكوبتر، ودمى خشبية هزلية لا يمكن أن يخطي طفل تمييزها، باعتبار أن هذا ما سقط في روزويل
وكانت مهزلة بكل المقاييس
فالبيان تافه وساذج إلى حد مدهش، يستحيل تصديقه، ويحي بأن كاتبه شخص عسكري محض، لا علاقة له من قريب أوبعيد بالعلم أوالأدب
ثم إن البيان خضع بدوره لتحليل الخبراء الذين طرحوا عدة أسئلة جديدة
أكان من الضروري أن تنتظر القوات الجوية خمسين عاماً كاملة قبل أن تصرح بأمر كهذا، بعد التطور المذهل في الطائرات والمقاتلات، والذي تصبح تلك الطائرة السرية بالنسبة إليه أشبه بإطار تالف؟
ولماذا خرج البيان بعد أن ظهر الفيلم، وانتشر في الأسواق؟
لماذا لم يخرج من قبل؟
السؤال الأكثر أهمية هو: كيف يمكن أن يفسر البيان ذلك الفيلم، الذي أجمع كل الخبراء على أنه حقيقي، وتم تصويره عام 1947 بالفعل؟
كان من الواضح أنها محاولة ساذجة، من وزارة الدفاع الأمريكية، لتمييع الأمر كله، واللعب على عقول العامة، الذين رفضوا تصديق البيان الجديد، كما رفضوا تصديق البيان القديم، منذ نصف قرن
ولكن من المؤكد أنه نجح في تفجير القضية من جديد
بل وطرح قضية جديدة.. لماذا تصر الحكومات دوماً على إخفاء اتصالاتها بكائنات العوالم الأخرى؟
الجواب الذي يتردد دوماً، هوأن الحكومات تحاول إخفاء أية أدلة، على وجود كائنات عاقلة في كواكب أخرى نجحت في الوصول إلى أرضنا، حتى لا تصيب شعوبها بالرعب، عندما تخشى أن تأتي هذه الكائنات محاربة أومحتلة يوماً
ولكن للدكتور كارل ساجان رأي آخر قد يهمك جداً
إنه يقول أن التكنولوجيا التي حصلت عليها أمريكا من طبق روزويل، كان لها فضل كبير، في تطور التكنولوجيا والصناعات الأمريكية فيما بعد، لذا فهي تخفي أمر طبق روزويل حفاظاً على هيبتها، وتجنباً لمطالبة دول أخرى بحقها في معرفة تلك التكنولوجيا والاستفادة منها
ورأي ساجان وجيه بحق، فلو أن واقعة روزويل صحيحة، فمن المؤكد أن تكنولوجيا طبق طائر متطور إلى هذا الحد، ستقفز بأية دولة إلى موقع جديد، لا ينافسها فيه أحد
وهذا ما تسعى إليه دوماً أمريكا
التفوق
والانفراد
ولكن أياً كانت الحقائق، فالشيء الذي لا يقبل الجدل هو أنه قد حدث أمر عجيب وغامض ومثير، منذ ما يزيد على نصف قرن وما زال صداه يدوي حتى الآن
أمر حدث هناك
في روزويل..
...........منقوووووووول للفائدة........




المقالات ذات صله